أخبار اقتصادية

الرئيس الشرع يترأس اجتماع مجلس التنمية الأعلى في سوريا

الرئيس الشرع يترأس اجتماع مجلس التنمية الأعلى في سوريا

اجتماع مجلس التنمية الأعلى في سوريا:في خطوة تعكس استمرار التوجّه نحو تعزيز التعافي الاقتصادي في سوريا. ترأس الرئيس أحمد الشرع يوم الإثنين اجتماعًا موسّعًا لمجلس التنمية الأعلى. خصص لبحث واقع الاستثمارات الحالية ومتابعة المشاريع الخدمية والتنموية، إضافةً إلى مناقشة مخرجات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عقد مؤخرًا في المملكة العربية السعودية.

جاء الاجتماع في وقت تسعى فيه دمشق إلى فتح أبواب جديدة أمام رؤوس الأموال المحلية والعربية. وإعادة بناء الثقة في المناخ الاستثماري السوري بعد مرحلة طويلة من الركود والدمار الذي خلفته الحرب.

نتائج مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار

وفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية العربية السورية. ناقش الاجتماع متابعة تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال المؤتمر، وخاصة تلك المتعلقة بالطاقة المتجددة، والتكنولوجيا الزراعية، والبنى التحتية الذكية. ويعدّ مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار أحد أبرز المنصات الاقتصادية العالمية. وينظر إلى مشاركة سوريا فيه على أنها مؤشر على بداية مرحلة انفتاح اقتصادي تدريجي بعد سنوات من العزلة.

وخلال الاجتماع، شدّد الرئيس الشرع على أهمية الاستفادة من الزخم الإقليمي والدولي في مجالات التنمية والاستثمار، مؤكّدًا أن “الاقتصاد السوري قادر على النهوض مجددًا إذا توفرت له بيئة مستقرة وشفافة. وتعاون فعّال بين القطاعين العام والخاص”.

إصلاحات اقتصادية وهيكلية جديدة

الاجتماع الأخير يأتي استكمالًا لمسار الإصلاحات الاقتصادية التي بدأها الرئيس الشرع منذ توليه الرئاسة. لا سيّما بعد إصداره في حزيران الماضي المرسومين رقم (114) و(115) لعام 2025. واللذين شكّلا حجر الأساس في إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني.

المرسوم الأول نصّ على إحداث مؤسسة اقتصادية جديدة تعرف باسم “صندوق التنمية”. ترتبط مباشرة برئاسة الجمهورية، وتعنى بتمويل مشاريع إعادة الإعمار والبنى التحتية والخدمات العامة. من خلال نظام القرض الحسن الذي يهدف إلى دعم التنمية دون تحميل المستثمرين أعباء الفوائد الربوية.

أما المرسوم الثاني فقد قضى بتشكيل المجلس الأعلى للتنمية الاقتصادية. وهو كيان يهدف إلى الإشراف على تنفيذ السياسات التنموية ووضع خارطة اقتصادية وطنية شاملة تغطي كامل الجغرافيا السورية. مع تحديد أولويات الاستثمار في القطاعات الإنتاجية والزراعية والصناعية.

نحو استقرار اقتصادي وتنمية متوازنة

يرى مراقبون أن إنشاء صندوق التنمية والمجلس الأعلى للتنمية الاقتصادية يشير إلى رغبة القيادة السورية في تحويل الاقتصاد من نظام إدارة الأزمات إلى نموذج تنموي مستدام، يعتمد على الكفاءة والتخطيط طويل الأمد بدل الاعتماد على الحلول المؤقتة·

ومن المتوقع أن يسهم هذا التوجّه في جذب استثمارات جديدة إلى القطاعات الحيوية مثل الطاقة والمياه والنقل والتعليم، خصوصًا بعد إعلان عدة شركات عربية عن نيتها الدخول في السوق السورية ضمن مشاريع الشراكة المستقبلية·

كما تم خلال الاجتماع بحث سبل تبسيط الإجراءات الإدارية للمستثمرين، وتوسيع الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص، إضافة إلى مناقشة إمكانية إنشاء مناطق اقتصادية خاصة تتيح مرونة أكبر في القوانين الضريبية والجمركية·

رسالة الشرع للمستثمرين

في ختام الاجتماع، وجّه الرئيس أحمد الشرع رسالة واضحة للمستثمرين السوريين والعرب، أكد فيها أن المرحلة القادمة “هي مرحلة العمل الجاد لإعادة بناء سوريا الحديثة على أسس اقتصادية متينة”، مشددًا على أن الدولة “لن تدّخر جهدًا في تأمين بيئة استثمارية آمنة وشفافة تحمي رؤوس الأموال وتشجع على الإنتاج”·

وأضاف أن “إعادة الإعمار ليست مجرد إعادة بناء الحجر، بل إعادة بناء الإنسان والاقتصاد معًا”، في إشارة إلى أهمية التنمية البشرية إلى جانب المشاريع المادية·

خريطة طريق لمستقبل الاستثمار

اجتماع مجلس التنمية الأعلى في سوريا:يرى محللون اقتصاديون أن اجتماع مجلس التنمية الأعلى يمثل نقطة تحوّل في إدارة الملف الاقتصادي السوري، خصوصًا مع توجّه الحكومة إلى دمج البعد الاجتماعي بالاقتصادي في خطط التنمية، لضمان توزيع عادل للعائدات وتحقيق توازن بين المناطق السورية كافة·

ويتوقع أن يشهد العام المقبل انطلاق عدد من المشاريع الكبرى في مجالات النقل والطاقة والإسكان، بتمويل من صندوق التنمية، الأمر الذي قد يخلق فرص عمل جديدة ويساهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني تدريجيًا·

في النهاية، يعكس هذا الاجتماع رؤية الرئيس الشرع في بناء اقتصاد وطني قائم على الاستثمار المنتج لا الريعي، وعلى التنمية الشاملة لا الانتقائية، وهي رؤية تحاول إعادة رسم ملامح سوريا الجديدة — دولة تسعى لأن تكون نموذجًا للاستقرار والإصلاح في مرحلة ما بعد الحرب·

 

إقراء المزيد:

الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟

منهاج قسد بلا اعتراف: مجلس الكنائس يرفض منهاج قسد ويفرض المنهاج الحكومي

إحباط محاولة تهريب الكبتاغون عبر معبر نصيب الحدودي في درعا

تطوير التعليم العالي: وزير التعليم يطلق خطة شاملة لتطوير التعليم العالي

وزارة الداخلية السورية تكشف نتائج تحقيقات حول مزاعم اختطاف النساء في الساحل السوري

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى