رئيس الاستخبارات التركية يصل دمشق للقاء الرئيس الشرع
رئيس الاستخبارات التركية يصل دمشق للقاء الرئيس الشرع
زيارة مفاجئة إلى دمشق
رئيس الاستخبارات التركية يصل دمشق:في خطوة غير متوقعة تحمل أبعاداً سياسية وأمنية لافتة، وصل رئيس جهاز الاستخبارات التركية. إبراهيم كالن، يوم الأربعاء، إلى العاصمة السورية دمشق في زيارة رسمية. وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس يشهد تطورات متسارعة في الداخل السوري والإقليم المحيط به.
وذكرت مصادر أمنية تركية لوكالة الأناضول أن كالن سيعقد سلسلة لقاءات في دمشق. أبرزها مع الرئيس السوري أحمد الشرع، لبحث ملفات معقدة تتعلق بالأمن الإقليمي والثنائي.
رئيس الاستخبارات التركية يصل دمشق و ملفات على الطاولة
أوضحت المصادر أن المحادثات ستركز على “قضايا أمنية ثنائية وإقليمية، إضافة إلى التطورات الراهنة في المنطقة”. وينتظر أن يشمل النقاش مستقبل التنسيق الأمني بين أنقرة ودمشق. خاصة في ظل تصاعد التوتر الإقليمي بفعل الغارات الإسرائيلية المتكررة، وكذلك استمرار حالة عدم الاستقرار في بعض المحافظات السورية.
الزيارة تأتي في سياق محاولات متعددة لإعادة بناء قنوات الاتصال بين تركيا وسوريا. بعد سنوات من القطيعة والتوتر، حيث بدأت أنقرة منذ مطلع العام تكثيف تحركاتها الدبلوماسية. للتأثير في ملفات حساسة، أبرزها ملف الجنوب السوري والوضع في السويداء.
تحركات تركية في ملف السويداء
صحيفة يني شفق التركية كانت قد كشفت في تقرير سابق أن رئيس الاستخبارات إبراهيم كالن قاد تحركات دبلوماسية مباشرة. لاحتواء التصعيد في محافظة السويداء· وذكرت أن هذه التحركات شملت اتصالات رفيعة المستوى مع الممثل الأميركي الخاص في سوريا. وسفير واشنطن لدى أنقرة، إضافة إلى تنسيق مباشر مع الرئيس السوري أحمد الشرع.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الجهاز التركي تواصل مع الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط. بهدف المساهمة في تهدئة التوتر ومنع انزلاق الأوضاع نحو مزيد من المواجهات.
الموقف التركي من الغارات الإسرائيلية
في موازاة هذه الجهود، شددت وزارة الدفاع التركية مؤخراً على أنها مستعدة لدعم سوريا في مواجهة الغارات الإسرائيلية، التي وصفتها بأنها “استفزاز واضح”· وأكدت أنقرة مراراً التزامها بمبدأ وحدة الأراضي السورية وضرورة الحفاظ على استقرارها باعتباره ركيزة أساسية في أمن المنطقة ككل·
هذا الموقف التركي يأتي في وقت تتزايد فيه حدة الصراع الإقليمي بين إسرائيل وإيران، ما يجعل الأراضي السورية ساحة مفتوحة لتبادل الرسائل العسكرية· ومن هنا تسعى أنقرة، وفق محللين، إلى لعب دور أكثر فاعلية في صياغة المعادلة الأمنية الجديدة، بما يحمي مصالحها ويحد من تداعيات النزاع على حدودها الجنوبية·
قراءة في دلالات الزيارة
يرى مراقبون أن زيارة كالن إلى دمشق تحمل أكثر من دلالة· فهي من جهة، تؤشر إلى رغبة أنقرة في فتح قنوات اتصال مباشرة مع القيادة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، في إطار مقاربة جديدة توازن بين أمن الحدود ومصالحها الإقليمية· ومن جهة ثانية، تعكس هذه الخطوة إدراك تركيا بأن الملفات السورية باتت أكثر ارتباطاً بالأمن القومي التركي، سواء من زاوية ملف اللاجئين أو النشاطات المسلحة على الشريط الحدودي·
الزيارة أيضاً قد تكون جزءاً من مسار أوسع لإعادة رسم التوازنات في المنطقة، خاصة مع انسحاب بعض القوات الدولية وإعادة تموضع أطراف أخرى، ما يفرض على أنقرة التحرك المباشر لتثبيت حضورها·
احتمالات المستقبل
يبقى السؤال المطروح: هل ستشكل هذه الزيارة بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين أنقرة ودمشق؟ أم أنها تندرج فقط في سياق محاولات آنية لاحتواء التصعيد في الجنوب السوري ومواجهة الضغوط الإقليمية؟
الإجابة، بحسب محللين سياسيين، مرهونة بقدرة الطرفين على تجاوز إرث السنوات الماضية، وبمدى استعداد كل طرف لتقديم تنازلات في ملفات شائكة، من أبرزها الوجود العسكري التركي في الشمال السوري، ومصير الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة·
في المقابل، قد تدفع الضغوط الإسرائيلية والإيرانية المتصاعدة الطرفين إلى تقارب أسرع مما كان متوقعاً، خاصة إذا ما وجدت أنقرة في دمشق شريكاً يساهم في تحييد المخاطر الأمنية المشتركة·
خلاصة
رئيس الاستخبارات التركية يصل دمشق:تشكل زيارة رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالن إلى دمشق محطة محورية في مسار العلاقات بين تركيا وسوريا· فهي تأتي في وقت تتشابك فيه الأزمات الإقليمية، وتتقاطع المصالح الدولية على الساحة السورية· وبينما يسعى الطرفان إلى حماية أمنهما القومي، يبقى مستقبل هذا التقارب مرهوناً بمدى نجاحهما في تحويل اللقاءات الأمنية إلى خطوات سياسية ملموسة تفتح الباب أمام مصالحة أوسع·
إقراء المزيد:
هدم منازل أثرية في القنيطرة:إعلام عبري يكشف هدم الاحتلال
إتلاف مخلفات الحرب في سهل الغاب غربي حماة
إدارة أمن السويداء: سليمان عبد الباقي يتسلّم الملف بتفويض من الداخلية
اتفاق سوريا والأردن وأميركا: يرسم خريطة طريق لمعالجة ملف السويداء
كتائب الضفادع البشرية في سوريا تنفذ تدريبات ميدانية تحت الماء لتعزيز الجاهزية القتالية
