معولا على الدور الأميركي.. موفق طريف يطالب دمشق بخطوات جدية تجاه الطائفة الدرزية
معوّلاً على الدور الأميركي.. موفق طريف يطالب دمشق بخطوات جدية تجاه الطائفة الدرزية
موفق طريف:العلاقة بين الدروز ودمشق:في خضم التحولات السياسية التي تعيشها سوريا خلال الأشهر الأخيرة. عاد ملف الطائفة الدرزية إلى الواجهة من جديد، وهذه المرة عبر دعوة صريحة أطلقها الشيخ موفق طريف. الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، موجهاً رسائل مباشرة إلى الحكومة السورية بضرورة إعادة بناء الثقة مع أبناء الطائفة بعد سنوات من التوتر والانتهاكات والأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء.
هذه الدعوة، التي جاءت في مقابلة مع وكالة “رويترز”. لم تكن مجرد موقف عابر، بل حملت في طياتها رسائل سياسية واجتماعية وأمنية. عبّر خلالها طريف عن مخاوف وانطباعات شريحة واسعة من الدروز داخل سوريا وخارجها، في وقت تحاول فيه دمشق إعادة تشكيل علاقتها مع مختلف المكونات السورية.
السويداء·· جراح مفتوحة لا يمكن تجاوزها
خلال حديثه، لم يخفِ الشيخ طريف حجم الكارثة التي مرت بها السويداء خلال الفترة الماضية، واصفاً ما حدث بأنه “كبير للغاية” وغير قابل للتجاهل أو الطمس·
وقال:
“آلاف القتلى والجرحى، آلاف المهجرين، نساء تعرضن للاعتداء، آبار مياه دمّرت، أنظمة حياة انهارت تماماً· ومع غياب الغذاء والدواء وحليب الأطفال، من غير المعقول أن يطلب من أبناء السويداء تسليم سلاحهم كما يقال.”
هذه الجروح العميقة، بحسب طريف، خلقت فجوة هائلة بين أبناء الطائفة والسلطة المركزية. ما يجعل إعادة بناء الثقة خطوة غير كافية وحدها، بل تحتاج إلى إجراءات عملية تشمل الاعتراف بالمعاناة والسماح للدرز بإدارة شؤونهم بدرجة ما.
دعوة لمنح الطائفة شكلاً من الحكم الذاتي
واحدة من أكثر النقاط المثيرة في تصريحات طريف كانت دعوته إلى دراسة نموذج للحكم الذاتي أو الإدارة اللامركزية في السويداء، مستشهداً بتجارب دول أخرى مثل سويسرا وألمانيا·
فبرأيه، “استمرار الوضع الحالي أمر غير مقبول، ويجب منح الطائفة حق تقرير شكل من أشكال إدارتها الذاتية لضمان الاستقرار ومنع تكرار المأساة·”
هذه الدعوة تحمل أبعاداً كبيرة، سواء على المستوى السياسي الداخلي السوري أو على مستوى علاقة دمشق بالأقليات، خصوصاً في ظل تنامي الأصوات المطالبة بصيغ حكم محلية في عدد من المناطق السورية·
الدور الأميركي·· ركيزة أساسية لحماية الأقليات
الشيخ طريف لم يتوقف عند حدود العلاقة بين دمشق والطائفة الدرزية، بل انتقل إلى الحديث عن الدور الأميركي في الملف السوري، واصفاً إياه بـ”الدور المحوري”·
وقال:
“نعتمد على الولايات المتحدة والرئيس ترمب لحماية حقوق الأقليات في سوريا ومنع تكرار المجازر والانتهاكات· هذا واجب على واشنطن بوصفها قوة عظمى·”
برأيه، لن يكون هناك استقرار حقيقي في سوريا ما لم تضمَن حقوق الأقليات كافة. وعلى رأسها الطائفة الدرزية، التي تشعر بأنها لم تحصل على الحماية الكافية خلال السنوات الماضية.
تحقيقات السويداء·· مسار لم يكتمل بعد
بالتوازي مع تصريحات طريف، تواصل اللجنة الخاصة بالتحقيق في أحداث السويداء عملها بعد تمديد فترة عملها لشهرين إضافيين. ما يشير إلى أن الصورة النهائية لما جرى لا تزال قيد التشكيل.
وأكد رئيس اللجنة، القاضي حاتم النعسان، أن اللجنة استمعت إلى “عدد كبير من الإفادات” من سكان السويداء ومن النازحين في دمشق وصحنايا وجبل السماق وريف درعا. مؤكداً أن اللجنة تسعى لبناء سردية كاملة يمكن اعتمادها رسمياً نهاية العام.
لكن، ورغم هذه الجهود، تشير المعطيات الميدانية والسياسية إلى أن أبناء المحافظة ينتظرون خطوات أعمق وأكثر جدية تتجاوز مجرد التحقيقات، نحو ضمانات حقيقية تمنع عودة الظلم أو العنف، وتؤسس لعلاقة جديدة بين دمشق والطائفة الدرزية·
خاتمة: لحظة اختبار للعلاقة بين الدروز ودمشق
تصريحات الشيخ موفق طريف ليست مجرد رأي فردي. بل تعبّر عن مزاج عام داخل الطائفة التي تبحث اليوم عن ضمانات سياسية وأمنية واجتماعية. بعدما شعرت بأنها تركت وحيدة خلال واحدة من أكثر المراحل دموية في تاريخها الحديث.
وبينما تسعى دمشق إلى إعادة بناء مؤسساتها وعلاقاتها مع مكونات المجتمع. تبدو استعادة الثقة مع الدروز في السويداء مهمة حساسة تحتاج إلى رؤية جديدة تتجاوز المعالجات التقليدية، وإلى شراكة حقيقية يشعر أبناء المحافظة أنهم جزء فعلي منها.
إقراء المزيد:
الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟
الشرع في الذكرى الأولى للتحرير: سوريا تعود شامخة ووحدة الشعب هي بوابة المستقبل
القبض على خلايا داعش في الميادين بعد مهاجمتهما مقراً للأمن الداخلي
وصول خمس بواخر قمح إلى موانئ اللاذقية وطرطوس لتعزيز الأمن الغذائي
مخطط لإشعال انتفاضة الساحل:رويترز تكشف مخططاً لقيادات من عهد النظام المخلوع



