أخبار سياسية

البيت الأبيض: لقاء الرئيس الشرع وترامب في واشنطن

البيت الأبيض:لقاء الرئيس الشرع وترامب في واشنطن

لقاء الرئيس الشرع وترامب في واشنطن:في تطوّر دبلوماسي غير مسبوق منذ عقود. أعلن البيت الأبيض مساء الثلاثاء أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيستقبل نظيره السوري أحمد الشرع يوم الإثنين المقبل في العاصمة واشنطن. في أول لقاء رسمي يعقد بين رئيس سوري ورئيس أميركي داخل مقر الحكم في الولايات المتحدة.
ينظر إلى هذا اللقاء المرتقب على أنه حدث تاريخي يحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية عميقة. ليس فقط على مستوى العلاقات الثنائية بين دمشق وواشنطن. بل أيضًا على مستقبل خريطة التحالفات في الشرق الأوسط بعد مرحلة طويلة من القطيعة والعقوبات.

لقاء الرئيس الشرع وترامب في واشنطن بعد سنوات من القطيعة

بحسب ما أعلنته كارولاين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض. فإن اللقاء سيعقد يوم الإثنين القادم، وسيبحث مجموعة من الملفات الحساسة، من أبرزها رفع ما تبقّى من العقوبات عن سوريا. ودعم جهود إعادة الإعمار، والتعاون في مكافحة الإرهاب.
وقالت ليفيت في مؤتمر صحفي: “الرئيس ترامب اتخذ قرارًا تاريخيًا برفع جزء من العقوبات المفروضة على سوريا لإعطائها فرصة حقيقية للسلام، ونعتقد أن هناك تقدمًا جيدًا يُحرز في ظل القيادة السورية الجديدة”.

ويأتي هذا الإعلان بعد أسابيع من إشارات متبادلة بين الطرفين. توحي بأن عهدًا جديدًا من التواصل المباشر بدأ يتشكل بين دمشق وواشنطن، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في منتدى “حوار المنامة”. الذي أكد فيه أن الرئيس الشرع “سيكون في البيت الأبيض مطلع تشرين الثاني/نوفمبر. في زيارة هي الأولى من نوعها منذ استقلال سوريا”.

رسائل سياسية من دمشق وواشنطن

تؤكد مصادر دبلوماسية أن الزيارة تحمل رسائل متبادلة بين الطرفين:
من جانب واشنطن، تسعى إدارة ترامب إلى تثبيت الاستقرار في الشرق الأوسط، وتقليل النفوذ الإيراني في سوريا عبر الانخراط المباشر مع القيادة الجديدة في دمشق بدل سياسة العزلة السابقة·
أما من جانب دمشق، فتأتي الزيارة في إطار الانفتاح الدبلوماسي المنظم الذي يقوده الرئيس أحمد الشرع منذ توليه الحكم، والذي شمل إعادة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، وفتح قنوات اتصال رسمية مع الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ عام 2011·

وبحسب مراقبين، فإن الشرع يهدف من هذا اللقاء إلى كسر العزلة الاقتصادية والسياسية التي فرضتها العقوبات الأميركية السابقة. وفتح الباب أمام استثمارات دولية في مشاريع إعادة الإعمار، بالتوازي مع استمرار الحوار حول مكافحة التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم “داعش”.

ملفات الزيارة: من رفع العقوبات إلى مكافحة الإرهاب

من المتوقع أن يتناول الاجتماع عدة ملفات رئيسية، أبرزها:

رفع العقوبات المتبقية على سوريا: خاصة تلك التي تستهدف القطاعات المصرفية والطاقة·

إعادة الإعمار: حيث تسعى دمشق للحصول على دعم مالي وتقني دولي لإعادة بناء البنية التحتية بعد الحرب·

مكافحة الإرهاب: مع بحث آليات التنسيق الأمني بين الجيشين السوري والأميركي ضد خلايا “داعش” المتبقية في البادية·

التعاون الإنساني والتنمية: بما يشمل عودة اللاجئين وإطلاق مشاريع تنموية مشتركة.

ويرى محللون أن نجاح اللقاء قد يؤدي إلى إعادة تعريف العلاقات السورية الأميركية. وربما يفتح الباب أمام مرحلة من “التطبيع الاقتصادي التدريجي”. إذا ما تم التوصل إلى تفاهمات حول الملف الأمني ودور القوات الأميركية في شمال شرق سوريا.

حدث تاريخي في العلاقات الثنائية

تعدّ زيارة الرئيس الشرع إلى البيت الأبيض الأولى لرئيس سوري في التاريخ الحديث. إذ لم تشهد العلاقات بين البلدين منذ الاستقلال أي لقاء رسمي بهذا المستوى في واشنطن.
ووفق ما أكده المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك. فإن الشرع “قد يوقع خلال الزيارة اتفاق انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة. ما يشكل خطوة استراتيجية جديدة في التعاون العسكري الدولي”.

وتعدّ هذه الزيارة الثانية للرئيس الشرع إلى الأراضي الأميركية بعد مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر الماضي. حيث التقى آنذاك عددًا من قادة العالم، بمن فيهم الرئيس ترامب، على هامش الاجتماعات، في لقاء وصف بأنه كان “ودّيًا وبنّاءً”.

تحولات كبرى في المشهد السوري

يرى الخبراء أن الزيارة المرتقبة إلى واشنطن تمثل تتويجًا لسلسلة التحولات السياسية التي تشهدها سوريا في عهد الرئيس الشرع. والتي شملت إطلاق إصلاحات اقتصادية، وفتح قنوات مع الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، وإعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية الإقليمية.
كما تشير الخطوة إلى تبدّل في الموقف الأميركي تجاه دمشق. من سياسة الضغط والعقوبات إلى نهج “الاحتواء الإيجابي”، الذي يهدف إلى تشجيع القيادة الجديدة على الاستمرار في مسار الإصلاح والانفتاح.

سوريا بين الفرص والتحديات

على الرغم من الزخم السياسي المحيط بالزيارة، إلا أن الطريق أمام العلاقات السورية الأميركية ما يزال معقّدًا. فهناك ملفات شائكة تتعلق بانتشار القوات الأجنبية في الأراضي السورية. ومستقبل العملية السياسية الداخلية، إضافة إلى قضايا حقوق الإنسان.
لكن المراقبين يجمعون على أن مجرد قبول واشنطن باستقبال الرئيس الشرع في البيت الأبيض يمثل تحولًا جذريًا في المقاربة الأميركية للملف السوري. ويمنح دمشق شرعية دبلوماسية جديدة على الساحة الدولية.

لقاء الرئيس الشرع وترامب في واشنطن يحمل أبعادًا تتجاوز السياسة

لقاء الرئيس الشرع وترامب في واشنطن:في النهاية، لا يمكن اختزال لقاء الشرع وترامب في بعده السياسي فحسب، إذ يحمل أيضًا رمزية تاريخية ترتبط بعودة سوريا إلى قلب المشهد الدولي بعد سنوات من العزلة·
إنه لقاء يعكس مرحلة جديدة من الواقعية السياسية في التعامل مع دمشق، ويفتح الباب أمام رؤية مغايرة لدورها في استقرار المنطقة·
فبينما يسعى الرئيس أحمد الشرع إلى إعادة بناء دولة سورية حديثة تقوم على التوازن والانفتاح، يبدو أن واشنطن بدورها تتهيأ لصفحة جديدة في علاقتها مع دمشق — صفحة قد ترسم ملامحها من داخل البيت الأبيض نفسه·

إقراء المزيد:

الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟

منهاج قسد بلا اعتراف: مجلس الكنائس يرفض منهاج قسد ويفرض المنهاج الحكومي

إحباط محاولة تهريب الكبتاغون عبر معبر نصيب الحدودي في درعا

تطوير التعليم العالي: وزير التعليم يطلق خطة شاملة لتطوير التعليم العالي

وزارة الداخلية السورية تكشف نتائج تحقيقات حول مزاعم اختطاف النساء في الساحل السوري

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى