الشرع في الذكرى الأولى للتحرير: سوريا تعود شامخة ووحدة الشعب هي بوابة المستقبل
الشرع في الذكرى الأولى للتحرير: سوريا تعود شامخة ووحدة الشعب هي بوابة المستقبل
الشرع في الذكرى الأولى للتحرير:في الذكرى السنوية الأولى للتحرير، احتشدت دمشق مساء الإثنين في مشهد غير مسبوق منذ عقود. في قصر المؤتمرات بالعاصمة، شارك الرئيس السوري أحمد الشرع وعقيلته لطيفة الدروبي في احتفالية رسمية. حملت الكثير من الرمزية، والكثير من الرسائل أيضاً· مناسبة لا تستعيد فقط حدث السقوط النهائي للنظام السابق، بل تعيد التأكيد على أن سوريا تدخل مرحلة جديدة من تاريخها، عنوانها العريض: الكرامة، والوحدة، والنهضة·
تحية للضحايا والأمهات والمقاتلين
في كلمته الرئيسية، وقف الرئيس الشرع أمام الحاضرين ليبارك للسوريين هذا اليوم الذي وصفه بأنه “يوم العودة الشامخة”· وجّه تحية للمقاتلين الذين قدّموا دماءهم، وللأمهات اللواتي عبرن سنوات من الفقد والصبر، وللأطفال الذين عرفوا اليُتم قبل أن يعرفوا معنى الحياة· خطاب حمَل بُعداً إنسانياً مركزياً، أكد فيه الشرع أن السوريين هم من كتبوا هذه الصفحة من الانتصار بإرادتهم وصبرهم·
الشرع في الذكرى الأولى للتحرير
توقف الشرع عند رمز دمشق، المدينة التي قال عنها: “لقد فقدنا الشام لأكثر من خمسة عقود”. لم يكن المقصود جغرافياً، بل سياسياً وثقافياً وروحياً، في إشارة إلى محاولات النظام السابق لطمس هويّة العاصمة وتحويلها إلى فضاء منفصل عن تاريخها الطبيعي. “ولكن أنّى للأقمار أن تخفى وجوهها”، بهذه العبارة وضع الشرع دمشق في مكانها الطبيعي كحاضنة للحضارة ووجه للعالم.
طيّ صفحة النظام السابق وبداية العدالة
وفي واحدة من أكثر المقاطع وضوحاً، وصف الشرع حقبة النظام المخلوع بأنها “صفحة سوداء” انتهت بلا رجعة. شدّد على أن الدولة الجديدة أعلنت قطيعة كاملة مع تلك المرحلة، وأكد التزام الحكومة بالعدالة الانتقالية ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات· وأشار إلى أن دمج الفصائل العسكرية المتعددة في جيش واحد جاء لتثبيت الاستقرار وترسيخ مفهوم دولة القانون·
الرؤية الاقتصادية والاجتماعية لسوريا الجديدة
لم يكتف الشرع بالحديث الرمزي، بل قدّم إشارات سياسية واقتصادية لافتة· قال إن الحكومة عملت خلال العام الماضي على ترشيد السياسات الاقتصادية ورفع مستويات الدخل بشكل تدريجي للتخفيف من الأعباء· وأعطى إشارات واضحة إلى أن سوريا بدأت تتجه نحو استعادة حضورها الإقليمي والدولي، من خلال دبلوماسية نشطة سمحت بتغيير الصورة الذهنية عن البلاد في الخارج·
احتفالات تغمر شوارع دمشق
وعلى بعد كيلومترات من قصر المؤتمرات، كانت ساحة الأمويين تمتلئ بعشرات الآلاف من السوريين الذين جاؤوا من مختلف المحافظات. الأعلام المرفوعة، الأغاني الوطنية، والمشاهد العفوية كلها حملت إحساساً عاماً بأن السوريين يستعيدون هوية بلدهم بعد سنوات من القهر·
أما أوتستراد المزة فشهد العرض العسكري المركزي الذي نظمته وزارة الدفاع، وحضره الرئيس الشرع مع كبار المسؤولين، في رسالة تؤكد تماسك المؤسسة العسكرية بعد إعادة هيكلتها·
خاتمة: سوريا التي تعود إلى ذاتها
في ساعات الفجر الأولى، أدى الرئيس الشرع صلاة الفجر في المسجد الأموي، مؤكداً أن سوريا ستنهض مجدداً “من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها”. لم يكن ذلك مجرد توصيف جغرافي، بل إعلان رمزي عن عودة الدولة بكامل جغرافيتها وكرامتها ووحدتها.
بعد عام واحد من التحرير، يبدو المشهد السوري مختلفاً جذرياً. هناك بلد يعيد ترتيب ذاكرته، ويستعيد جسده الاجتماعي، ويبحث عن موقعه من جديد على خريطة المنطقة والعالم. وبين السياسة والاحتفال والرمزية، يظل العامل الحاسم كما قال الشرع: وحدة الشعب هي أساس المستقبل.
إقراء المزيد:
الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟
انضباط مقاتلي ردع العدوان.. ما خلفياته وكيف انعكس على مجريات المعركة؟
كمين بيت جن الإسرائيلي: جيش الاحتلال يحقق في احتمالية “تسريب معلومات”
الولايات المتحدة راضية عن النتائج في سوريا
انفجار مستودع ذخيرة في كفرتخاريم يتسبب بإصابة عدد من المدنيين
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية:سوريا تطالب باستعادة حقوقها وامتيازاتها



