أخبار محلية

متحف دير الزور·· ذاكرة الفرات المهددة بين التنمية والإرث الحضاري

متحف دير الزور:في قلب مدينة دير الزور وعلى ضفاف نهر الفرات، يقف المتحف الوطني شاهداً على حضارات عريقة امتدت لآلاف السنين. فمنذ افتتاحه عام 1996، احتضن المتحف آثار حضارة ماري ودورا أوروبوس وتل الشيخ حمد، إلى جانب أكثر من 70 ألف قطعة أثرية. ما زال معظمها في المستودعات.

إلا أن هذا الصرح الثقافي يواجه اليوم خطراً جديداً، بعدما طرحت خطط لتحويل بعض أجنحته إلى مكاتب تابعة لوزارة التنمية الإدارية، وهو ما أثار مخاوف واسعة بين الباحثين والمهتمين بالتراث·

خطوات مفاجئة وغياب التنسيق

مصادر في دائرة الآثار أكدت أن التحركات الأخيرة جاءت دون مراسلات رسمية. مع وزارة الثقافة، الجهة المخولة بحماية المتاحف، ما اعتبر تجاوزاً للاتفاقيات الدولية الخاصة بصون التراث الثقافي. وتضيف المصادر أن الأمر لا يتعلق بمكاتب صغيرة، بل يشمل صالات عرض تضم تماثيل ضخمة ومجسمات أثرية بنيت القاعات خصيصاً لاحتضانها·

قلق محلي ونداءات متكررة

الناشط في مجال التراث ياسر الشوحان يرى أن المتحف “ذاكرة المدينة”. مؤكداً أن تحويل قاعاته إلى مكاتب إدارية سيجعله مجرد مبنى بلا روح. ويشير إلى أن المتحف كان منصة للتواصل الثقافي مع العالم، وحظي بدعم مؤسسات دولية كمعهد الآثار الألماني والمعهد الفرنسي. إلى جانب مساهمات من شركات كبرى مثل مرسيدس وسيمنس في تسعينيات القرن الماضي·

التزامات دولية وأبعاد أخلاقية

خبراء في التراث يذكّرون بأن سوريا وقّعت على اتفاقيات دولية لحماية المتاحف، معتبرين أن تحويل صالات العرض إلى مكاتب إدارية يعني فقدان المتحف دوره الأساسي كحاضن للذاكرة المشتركة·

إرث تعرض للتخريب

خلال سنوات الحرب، تحول المتحف إلى ثكنة عسكرية، ما ألحق أضراراً كبيرة بالمعروضات والنماذج. ورغم عدم تسجيل سرقات واسعة، إلا أن التخريب جعل المبنى بحاجة إلى برنامج ترميم قد يستمر لسنوات·

مقترحات بديلة

بالمقابل، يقترح ناشطون إيجاد مبانٍ حكومية غير مستخدمة. لتكون مقراً للوزارة، فيما يرى أكاديميون أن الأزمة قد تتحول إلى فرصة لإعادة تفعيل المتحف وجذب دعم دولي لإعادة افتتاحه أمام الزوار·

بين التنمية وصون الهوية

رغم حاجة المدينة للتنمية الإدارية، يؤكد مختصون أن ذلك لا يجب أن يتم على حساب الهوية الثقافية. إذ يمكن استثمار المتحف نفسه في دعم التنمية عبر السياحة الثقافية والأبحاث الأثرية وتوفير فرص عمل مرتبطة بالتراث·

ذاكرة الأجيال

يبقى متحف دير الزور واحداً من المعالم القليلة القادرة على ربط الحاضر بالماضي، وتذكير السكان بجذورهم العميقة. ولهذا يوجّه المهتمون بالتراث دعوات للسلطات. للبحث عن حلول تحفظ دور المتحف، باعتباره إرثاً مشتركاً للأجيال القادمة، وحمايته واجب أخلاقي وقانوني في آن معاً·

 

إقراء المزيد:

syria-future

التعاون بين سوريا وقطر في قطاع النفط والغاز

مقتل جنود إسرائيليين في غزة:جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل 4 من جنوده

وقفة احتجاجية لموظفي وزارة الدفاع: أمام مبنى رئاسة الوزراء بدمشق

غارات الاحتلال على ريف اللاذقية:”ليلة قاسية في سقوبين”·· شهادات الأهالي

الشيباني ونوفاك يؤكدان ضرورة بناء العلاقات السورية الروسية تقوم على السيادة والاحترام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى