الشبكة السورية تدعو إلى تعزيز مشاركة النساء في المرحلة الانتقالية

مشاركة النساء في المرحلة الانتقالية:بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً موسعاً اليوم الأربعاء، أكدت فيه ضرورة ضمان مشاركة أوسع للنساء في المرحلة الانتقالية التي تشهدها سوريا منذ سقوط نظام الأسد أواخر عام 2024· ويأتي التقرير في لحظة مفصلية يعتبرها كثيرون فرصة لإعادة بناء المؤسسات السورية على أسس أكثر عدالة وشمولاً·

انتهاكات ممنهجة منذ 2011

سلّط التقرير الضوء على حجم الانتهاكات التي تعرّضت لها النساء والفتيات خلال السنوات الماضية، استناداً إلى قاعدة بيانات يتم تحديثها بشكل مستمر· وتوثّق الشبكة أنواعاً متعددة من الانتهاكات، منها:

القتل خارج نطاق القانون

الاعتقال والإخفاء القسري

التعذيب

العنف الجنسي

التهجير القسري

التمييز والمضايقات وانتهاكات الحياة الخاصة

وبحسب التقرير، فإن هذه الانتهاكات تركت آثاراً عميقة على حياة النساء، وأنتجت فراغاً اجتماعياً وسياسياً ما زال يلقي بظلاله على حياة ملايين السوريات·

مشاركة النساء في المرحلة الانتقالية

ترى الشبكة أن المرحلة التي تمر بها سوريا منذ خلع نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024 تشكّل لحظة مفصلية لإعادة بناء المؤسسات وضمان استعادة الحقوق· ورغم الدور الكبير الذي لعبته النساء في الحراك المدني والحقوقي خلال العقد الماضي، إلا أن تمثيلهن في مؤسسات صنع القرار ما يزال ضعيفاً وغير متناسب مع حجم التضحيات والمسؤوليات التي تحملنها·

وتحذر الشبكة من أن استمرار هذا التهميش قد يقوّض العدالة الانتقالية، ويؤثر سلباً على قدرة المجتمع على التعافي ومعالجة إرث الانتهاكات·

أرقام صادمة عن الضحايا والانتهاكات

قدّم التقرير حصيلة موسعة تظهر حجم المعاناة التي مرّت بها النساء في سوريا منذ عام 2011:

29,358 أنثى قُتلن خلال السنوات الماضية، تتحمّل قوات النظام السابق 76% من هذه الحصيلة·

10,257 امرأة وفتاة ما زلن محتجزات أو مختفيات قسرياً حتى 25 تشرين الثاني 2025، 83% منهن في مراكز احتجاز كانت تديرها أجهزة النظام السابقة·

118 وفاة تحت التعذيب طالت نساء داخل مراكز الاحتجاز·

11,583 حادثة عنف جنسي موثّقة، معظمها على يد النظام السابق وأجهزته·

919 اعتداءً على منشآت طبية، كان للنظام النصيب الأكبر منها، ما أثّر بشكل كبير على وصول النساء للخدمات الصحية·

هذه الأرقام، وفق التقرير، تمثل فقط ما تمكنت الشبكة من توثيقه، بينما قد تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير·

محاور حماية النساء في مشاركة النساء في المرحلة الانتقالية

وضعت الشبكة السورية رؤيتها لتعزيز حماية النساء وتمكينهن ضمن المرحلة الانتقالية عبر ثلاثة محاور رئيسية:

أولاً: المشاركة المجتمعية وصنع القرار

تمكين النساء في مؤسسات الحكم المحلي والوطني

ضمان مشاركتهن في عمليات الإصلاح السياسي والأمني

زيادة تمثيلهن في لجان العدالة الانتقالية والمؤسسات القضائية

ثانياً: الحماية القانونية والاجتماعية

تحديث القوانين الناظمة لأوضاع المرأة

ضمان المساءلة القضائية عن الجرائم والانتهاكات

توفير برامج دعم نفسي وصحي واقتصادي للمتضررات

حماية النساء من العنف الأسري والمجتمعي

ثالثاً: استمرار التوثيق والمحاسبة

تعزيز آليات جمع الأدلة

دعم المبادرات المحلية في التوثيق

اعتماد التوثيق كأساس للعدالة الانتقالية ووضع السياسات

وتشير الشبكة إلى أن إدماج النساء ضمن عملية التوثيق يساهم في كشف أنماط الانتهاكات التي قد لا تظهر في مسارات العدالة التقليدية·

توصيات لتعزيز مشاركة النساء في المرحلة الانتقالية

اختتم التقرير بجملة توصيات موجّهة إلى مؤسسات الحكم الانتقالي والهيئات المحلية والمنظمات الدولية، أبرزها:

تطوير الإطار القانوني لحماية النساء وضمان حقوقهن

إنشاء وحدات مختصة برصد الانتهاكات وتقديم الدعم القانوني والنفسي

تمكين النساء اقتصادياً عبر برامج التدريب وفرص العمل

ضمان التمثيل العادل للنساء في المؤسسات الوطنية والسياسية

إنشاء آليات إبلاغ آمنة لحماية النساء من العنف والتمييز

إطلاق حملات توعية لتعزيز ثقافة الحقوق والمساواة

وأكدت الشبكة أن مشاركة النساء ليست مطلباً حقوقياً فقط، بل شرط أساسي لنجاح المرحلة الانتقالية وبناء دولة عادلة تستند إلى مبدأ المواطنة·

 

إقراء المزيد:

الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟

وزارة الاتصالات تطالب سيريتل وMTN بتوضيح مفصل للباقات الجديدة

إحباط محاولة هروب لعناصر داعش من سجن غويران في الحسكة بدعم من التحالف الدولي

التعاون التركي السوري المدني:اجتماع نائب وزير الخارجية التركي مع منظمات

علاقة دمشق مع واشنطن بعد زيارة الشرع·· اختبار لقنوات التنسيق الأمني شرق الفرات