تفتيش واعتقالات في وادي قنديل باللاذقية: تجاوزات الشرطة تثير جدلاً واسعاً
تفتيش واعتقالات في وادي قنديل باللاذقية: تجاوزات الشرطة تثير جدلاً واسعاً
تفتيش واعتقالات في وادي قنديل:شهد شاطئ وادي قنديل في مدينة اللاذقية فجر يوم الجمعة حادثة أثارت جدلاً واسعاً بين الأهالي. بعد أن داهمت مجموعة من العناصر المسلحة المكان واعتقلت عدداً من المدنيين. بينهم نزلاء وموظفون في منشأة “تشايكا” السياحية وشاليهات مجاورة، قبل أن يتم الإفراج عنهم صباح اليوم ذاته دون توجيه أي تهم رسمية·
تفاصيل العملية
ووفقاً لمصادر محلية، وصلت المجموعة إلى الشاطئ بين الساعة الثانية عشرة والنصف والواحدة بعد منتصف الليل. وبدأ عناصر المجموعة بتفتيش المكان والأشخاص بطريقة عنيفة، تخللتها توقيف عدد من النساء والرجال·
وأفادت المصادر أن العملية ترافقت مع تعنيف جسدي ولفظي للموقوفين. قبل حشرهم داخل حافلات، بينما استمر التفتيش والإهانات لمدة ساعة تقريباً، ثم نقل نحو 55 شخصاً من العمال والنزلاء إلى مركز الجنائية في مدينة اللاذقية·
الاحتجاز والتحقيق
استمرت عملية الاحتجاز نحو ست ساعات، تخللتها تحقيقات مطولة من دون توجيه تهم محددة. قبل أن يتم الإفراج عنهم عند الساعة الثامنة صباحاً. وبعد الإفراج، اكتشف الموقوفون أن هواتفهم وأموالهم الشخصية تمت سرقتها خلال العملية. كما أغلقت منشأة “تشايكا” بالشمع الأحمر، دون صدور بيان يوضح الجهة المسؤولة عن القرار.
شهادات من الشهود
روت ريما، التي كانت برفقة والدتها وابنتها البالغة 17 عاماً وابنها البالغ 20 عاماً، تفاصيل الحادثة قائلة: “أول ما هجموا على الشاطئ شعرت بالخوف على ابنتي لأنها مريضة قلب، حاولنا حمايتها، لكن أغلقوا الطريق ووقعوا ابنتي على الأرض وداسوا على ظهرها”. وأضافت أن ابنها تعرض للضرب عندما حاول الدفاع عنها، وأنهم جميعاً تعرضوا للإهانات والضرب دون معرفة السبب·
سيدة أخرى تدعى نادين قالت: “هجموا فجأة، ضربونا وأخذونا إلى الجنائية، وأهانونا. لا نعرف السبب حتى الآن، وما زلت غير قادرة على استيعاب ما حدث”·
بينما أكد أمين أنه شاهد زوجته تتعرض للضرب أمامه دون أن يتمكن من التدخل. وقال: “كنت عاجزاً تماماً، ضربوها وسحبونا معاً بطريقة مهينة”·
أميرة، التي كانت تقضي إجازة مع بناتها، أضافت: “لم نتعرض فقط للضرب والإهانة، بل سُرقت منا أموالنا وهواتفنا، وبقينا في الجنائية من الثانية بعد منتصف الليل حتى الثامنة صباحاً، دون أن يخبرنا أحد بسبب توقيفنا”·
وأكدت سلوى أنها تقدمت بشكوى لاستعادة أموالها المسروقة مع ثلاث عائلات أخرى في مركز الادعاء العام بدمشق، لكنها لم تتلق أي رد حتى الآن·
الإجراءات الرسمية
في أول تعليق رسمي، أعلنت قيادة الأمن الداخلي بمحافظة اللاذقية عن فتح تحقيق. مع عدد من عناصر الشرطة على خلفية تجاوزات رافقت تنفيذ مهمة رسمية في منتجع وادي قنديل.
وذكرت وزارة الداخلية أن مناوشات وقعت بين عناصر من الشرطة وأصحاب المنتجع. أثناء مرافقة فرق بلدية وادي قنديل، التي كانت تنفذ جولة ميدانية إثر بلاغ حول تشغيل المنتجع دون استكمال التراخيص القانونية·
وأشار معاون قائد الأمن الداخلي، مصطفى صبوح، إلى أن بعض التجاوزات حصلت أثناء العملية. مؤكداً الإفراج الفوري عن جميع الموقوفين، وإحالة العناصر المتورطة للتحقيق تمهيداً لعرضهم على القضاء. وشدد على التزام قيادة الأمن الداخلي بمحافظة اللاذقية بـ”محاسبة المخالفين وضمان احترام حقوق المواطنين وتطبيق القانون بعدل وشفافية”·
خلاصة
تفتيش واعتقالات في وادي قنديل:حادثة وادي قنديل أثارت مخاوف السكان بشأن أساليب تنفيذ القوانين والمهمات الرسمية. فيما ينتظر الأهالي نتائج التحقيق الرسمي لضمان محاسبة المتجاوزين واستعادة الحقوق المهدورة للموقوفين.
إقراء المزيد:
تركيا ومراقبة ملف دمج قسد: قراءة في الموقف وأبعاده السياسية
أنفاق منبج وتل رفعت:تركيا تعلن تدمير أنفاق “قسد” بطول 642 كيلومتراً: رسائل عسكرية وسياسية متشابكة
خلايا إيران في الجنوب السوري: ورقة ضغط إسرائيلية أم تهديد أمني حقيقي؟
الحاخام هنري حمرة·· مرشح يهودي يعيد فتح ملف الأقليات في سوريا الجديدة
توم باراك يلتقي مظلوم عبدي في الحسكة: واشنطن تجدد مساعي توحيد السوريين
نتائج انتخابات مجلس الشعب السوري 2025: خارطة سياسية جديدة في مرحلة انتقالية حاسمة