أخبار اقتصاديةأخبار محلية

افتتاح بئر غاز تياس 5 في ريف حمص

وزير النفط السوري يفتتح بئر غاز جديدة في ريف حمص

افتتاح بئر غاز تياس 5 في ريف حمص

في خطوة جديدة نحو تأمين مصادر الطاقة في سوريا، افتتح وزير النفط السوري غياث دياب بئر غاز جديدة في ريف حمص. يُطلق على هذه البئر اسم “تياس 5″، وتتميز بقدرتها الإنتاجية التي تصل إلى 130 ألف متر مكعب من الغاز يومياً. وهذا المشروع يعد جزءاً من خطة الوزارة لتلبية احتياجات البلاد المتزايدة من الطاقة، خاصة في مجال توليد الكهرباء الذي يشكل أولوية بالنسبة للحكومة السورية.

إنتاج الغاز ودعمه لقطاع الكهرباء

تم ربط البئر الجديدة بالشبكة الغازية الوطنية، وذلك بهدف دعم محطات توليد الطاقة الكهربائية. هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المستمرة من الحكومة السورية لتأمين إمدادات الغاز الضرورية، ولضمان عدم حدوث أي انقطاع في الطاقة الكهربائية، الذي قد يؤثر سلباً على استقرار الوضع في البلاد. يعتبر الغاز الطبيعي من أهم مصادر الطاقة التي تستخدم في توليد الكهرباء، لذا فإن هذه الخطوة تعد خطوة استراتيجية نحو تحقيق الاستقرار الطاقي في سوريا.

ومن المعروف أن الحكومة السورية تعمل جاهدة على تطوير قطاع الطاقة في البلاد، خاصة في ضوء الصعوبات التي تواجهها في هذا المجال. استثمار الغاز المحلي واستخدامه في مشاريع توليد الكهرباء سيعزز القدرة الإنتاجية للمحطات الكهربائية، مما سيسهم في توفير الطاقة بشكل أكبر وأكثر استدامة للمواطنين.

مشاريع الغاز السابقة

البئر الجديدة “تياس 5” ليست هي الأولى من نوعها. في مايو 2023، أعلنت الحكومة عن بدء الإنتاج من بئر “التياس 3” في ريف حمص، بقدرة إنتاجية تصل إلى 300 ألف متر مكعب من الغاز الخام يومياً. كما تم في بداية العام 2024 الإعلان عن بدء الإنتاج من بئر “التياس 4″، رغم عدم تحديد حجم الإنتاج بشكل دقيق.

وتعتبر هذه الآبار جزءاً من حقل “التياس”، الذي يُعد من الحقول الغازية الجديدة في سوريا. يقع الحقل شمال شرق منطقة القريتين ويبعد حوالي 60 كيلومتراً عن المدينة. من المتوقع أن يشهد هذا الحقل تطوراً مستمراً في عملية الإنتاج في السنوات القادمة، الأمر الذي سيعود بالفائدة على قطاع الطاقة في سوريا.

تطوير البنية التحتية وإصلاح الآبار

الوزارة تعمل على تطوير البنية التحتية لقطاع الغاز والنفط في سوريا، خاصة في المناطق التي تضم حقول الغاز الكبيرة مثل منطقة “التياس”. وفقاً للخطط المستقبلية، هناك جهود مستمرة لإصلاح الآبار المتضررة من جراء الصراع المستمر في البلاد. في عام 2023، أعلنت الحكومة عن إدخال نحو 900 ألف متر مكعب من الغاز إلى الشبكة الوطنية، وذلك بعد إصلاح عدة آبار في حقول “التياس” و”المهر”. على الرغم من التحديات التي تواجهها سوريا في هذا المجال، فإن هذه الجهود تساهم بشكل كبير في تحسين إمدادات الطاقة في البلاد.

وفي إطار خطة الحكومة لتعزيز قطاع الطاقة، سيتم أيضاً التركيز على تطوير القدرات الإنتاجية في حقول الغاز الأخرى في المناطق الوسطى والشرقية، التي تتركز فيها معظم حقول الغاز والنفط. ويُتوقع أن تساهم هذه المشاريع في رفع مستوى إنتاج الغاز الطبيعي المحلي وتوسيع قدرة البلاد على تلبية احتياجاتها من الطاقة.

تراجع إنتاج النفط في سوريا

من جهة أخرى، شهد قطاع النفط السوري تراجعاً كبيراً في معدلات الإنتاج. ففي عام 2010، كان النفط يشكل 20% من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا، بالإضافة إلى أنه كان يمثل نصف صادرات البلاد وأكثر من 50% من إيرادات الدولة. كانت سوريا تنتج حوالي 390 ألف برميل من النفط يومياً، لكن بعد سنوات من الصراع، تراجع الإنتاج بشكل حاد ليصل في عام 2023 إلى نحو 40 ألف برميل فقط يومياً.

يشكل هذا التراجع تحدياً كبيراً للحكومة السورية، التي تعمل على استعادة سيطرتها على حقول النفط والغاز في مناطق مختلفة من البلاد. تتوزع حقول النفط السورية الرئيسية في منطقتين رئيسيتين: شمال شرقي البلاد في الحسكة، والشرق الممتد على طول نهر الفرات حتى الحدود العراقية قرب دير الزور. هذه المناطق تعتبر من أهم المناطق النفطية في سوريا.

استراتيجية لتأمين الطاقة

منذ بداية الصراع في سوريا، شهد قطاع الطاقة العديد من التحديات والمشاكل بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية. تعمل الحكومة السورية على مواجهة هذه التحديات من خلال وضع استراتيجيات شاملة لتأمين مصادر الطاقة وتطوير البنية التحتية الضرورية لتلبية احتياجات المواطنين. تشمل هذه الاستراتيجيات زيادة الإنتاج المحلي من الغاز والنفط، فضلاً عن تطوير محطات توليد الكهرباء.

إضافة إلى ذلك، تقوم الحكومة بتفعيل اتفاقيات مع شركات محلية ودولية لاستكشاف وتطوير حقول النفط والغاز في سوريا. من خلال هذه الجهود، تأمل الحكومة السورية في تقليل الاعتماد على الواردات من الوقود والطاقة، وتعزيز قدرتها على تلبية احتياجات البلاد بشكل مستدام.

خاتمة

بئر “تياس 5” يمثل خطوة هامة نحو تحسين وضع الطاقة في سوريا، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة في البلاد. من المتوقع أن يسهم الإنتاج المتزايد من الغاز في تلبية احتياجات المواطنين وتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء. على الرغم من تراجع إنتاج النفط، إلا أن الحكومة تعمل على تطوير كافة قطاعات الطاقة، بما يضمن استقرار الوضع الطاقي في سوريا ويسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية في المستقبل.

إقراء ايضا:

الهجرة والجوازات تصدر تعليمات جديدة بشأن منح جواز السفر للسوريين

السياحة في سوريا بعد الحرب: فرص جديدة لصناعة السياحة في دمشق

تحسين الخدمات في وزارة الاتصالات

رفع القيود التجارية بين سوريا وتركيا: التحديات والفرص الاقتصادية

منظمات دولية تؤكد دعمها الكامل لإعادة إعمار سوريا والتخفيف من آثار الحرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى