أخبار اقتصادية

الاستثمار السعودي في سوريا:لماذا تستثمر السعودية في سوريا؟

الاستثمار السعودي في سوريا:لماذا تستثمر السعودية في سوريا؟

الاستثمار السعودي في سوريا:مع إعادة تشكيل المشهد السياسي السوري بعد سقوط نظام الأسد السابق. ظهرت السعودية كلاعب إقليمي رئيسي يسعى لتعزيز نفوذه في سوريا. ولم تعد استثمارات الرياض مجرد خطوة اقتصادية، بل جزء من استراتيجية متكاملة تهدف إلى التأثير السياسي والأمني في المنطقة.

النفوذ الاقتصادي والسياسي للسعودية

تسعى السعودية إلى استغلال موقع سوريا الجغرافي الاستراتيجي.الذي يطل على البحر المتوسط ويتوسط ثلاث قارات، لتصبح بوابة لتعزيز مصالحها الإقليمية. كما أن انهيار النظام السابق وضعف النفوذ الإيراني وفّر فرصة للرياض لتدخل اقتصادي وسياسي فاعل. من خلال دعم الحكومة السورية المؤقتة برئاسة أحمد الشرع وفتح الباب أمام استثمارات كبيرة في البنية التحتية والتعليم والطاقة.

رفع العقوبات وتسهيل الاستثمارات

في خطوة استراتيجية، ساعدت المملكة على رفع بعض العقوبات الدولية عن الحكومة السورية المؤقتة. الأمر الذي أتاح لها فرصة ضخ استثمارات ضخمة تشمل مشاريع الإسكان والطاقة والاتصالات والبنية التحتية. وقد أعلنت السعودية عن استثمارات بقيمة 6·4 مليار دولار في القطاع الخاص. مع إنشاء مجلس أعمال سوري-سعودي لتنسيق المشاريع الاقتصادية المشتركة.

دوافع السعودية الاستراتيجية

تمتد دوافع الاستثمار السعودي إلى ما هو أبعد من الاقتصاد، فهي تشمل:

منع عودة النفوذ الإيراني: بعد ضعف إيران في سوريا وسقوط الأسد، أصبحت السعودية تسعى لترسيخ نفوذها لمنع أي تمدد إيراني محتمل·

الحد من تجارة المخدرات والكبتاغون: مع خروج إنتاج المخدرات من سوريا، يسعى الاستثمار السعودي لدعم الاقتصاد الشرعي وتقليص الاعتماد على مصادر غير قانونية للدخل·

تعزيز الاستقرار السياسي: دعم الحكومة المؤقتة ورفع قدرتها على إدارة الاقتصاد يمنح السعودية دورًا فاعلًا في استقرار البلاد·

أهمية الاستثمار في إعادة الإعمار

تقدر تكلفة إعادة إعمار سوريا بعد الحرب بين 250 و400 مليار دولار. وهو ما يجعل من الاستثمار الأجنبي، وخاصة السعودي، عنصرًا أساسيًا لإعادة بناء الدولة. الاستثمار في القطاعات الحيوية مثل الإسمنت والطاقة والاتصالات لا يوفر فقط فرص عمل ويزيد الإيرادات، بل يساعد الحكومة على ترسيخ سلطتها وتقوية مركزها في مواجهة أي اضطرابات محتملة·

التحديات والمخاطر

رغم الفوائد الكبيرة، تواجه الاستثمارات السعودية في سوريا عدة مخاطر، منها:

احتمال اندلاع صراعات بين القوى المحلية مثل قوات سوريا الديمقراطية وهيئة تحرير الشام·

خطر عودة تنظيم الدولة الإسلامية أو انهيار الحكومة المؤقتة·

احتمالية تدخلات عسكرية إسرائيلية أو أجنبية قد تؤثر على استقرار المشاريع الاقتصادية·

المستقبل المحتمل للاستثمار السعودي

مع استمرار الدعم السعودي الكبير، من المتوقع أن يزيد نفوذ المملكة في سوريا بشكل متدرج، خاصة مع تفوق قدرتها على تحمل المخاطر مقارنة بقوى إقليمية أخرى مثل قطر وتركيا. كما أن استثمارات الرياض ستسهم في إحياء الاقتصاد السوري، وتوفير فرص عمل، وتحقيق عوائد اقتصادية طويلة الأمد، مع الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة·

خلاصة:

الاستثمار السعودي في سوريا: ليست مجرد عمل تجاري، بل استراتيجية متكاملة تجمع بين السياسة والاقتصاد والأمن. من خلال دعم الحكومة السورية المؤقتة والمشاريع الاقتصادية الحيوية، تسعى الرياض لترسيخ نفوذها الإقليمي، منع النفوذ الإيراني، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والسياسي في سوريا بعد سنوات من الصراع·

 

إقراء المزيد:

syria-future

تركيا ومراقبة ملف دمج قسد: قراءة في الموقف وأبعاده السياسية

أنفاق منبج وتل رفعت:تركيا تعلن تدمير أنفاق “قسد” بطول 642 كيلومتراً: رسائل عسكرية وسياسية متشابكة

خلايا إيران في الجنوب السوري: ورقة ضغط إسرائيلية أم تهديد أمني حقيقي؟

الحاخام هنري حمرة·· مرشح يهودي يعيد فتح ملف الأقليات في سوريا الجديدة

توم باراك يلتقي مظلوم عبدي في الحسكة: واشنطن تجدد مساعي توحيد السوريين

نتائج انتخابات مجلس الشعب السوري 2025: خارطة سياسية جديدة في مرحلة انتقالية حاسمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى