
الاستثمار السعودي في سوريا – برج الجوهرة ومصنع فيحاء للإسمنت
الاستثمار السعودي في سوريا :في خطوة لافتة تعكس تحوّلاً جديداً في المشهد الاقتصادي السوري، أعلنت الحكومة السورية بالتعاون مع وفد سعودي رسمي عن مشاريع استثمارية ضخمة، في مقدمتها مشروع “برج الجوهرة” في دمشق، وإعادة تشغيل مصنع “فيحاء للإسمنت” في مدينة عدرا الصناعية· وتأتي هذه المشاريع ضمن إطار تنشيط العلاقات الاقتصادية بين الرياض ودمشق بعد سنوات من الجمود السياسي والاقتصادي·
برج الجوهرة: علامة فارقة في وسط دمشق
يُعد مشروع “برج الجوهرة” من أبرز المبادرات العقارية الحديثة في العاصمة السورية، حيث يهدف إلى تشييد ناطحة سحاب متعددة الاستخدامات على أرض تابعة لوزارة الأوقاف في حي المالكي، أحد أكثر المناطق رمزية في دمشق· المشروع الذي يموله مستثمرون سعوديون بقيادة شخصية اقتصادية معروفة، يُتوقع أن يضم شققاً فاخرة، ومكاتب تجارية، ومرافق خدمية وترفيهية، مما سيعيد رسم ملامح سوق العقارات في العاصمة·
مصنع فيحاء للإسمنت: دفعة قوية للقطاع الصناعي
وفي القطاع الصناعي، أعلن وزير الصناعة السوري السابق، محمد نضال الشعار، بالشراكة مع ممثلين سعوديين، عن إعادة تأهيل وتشغيل مصنع “فيحاء للإسمنت الأبيض” في مدينة عدرا الصناعية· ويُتوقع أن يساهم المشروع في تلبية الطلب المتزايد على الإسمنت الأبيض، الضروري لأعمال البناء والتشطيب الرفيعة المستوى، إضافة إلى خلق مئات فرص العمل وتحفيز التنمية الصناعية في المنطقة·
السعودية تعود بثقل اقتصادي
ترأس الوفد السعودي إلى دمشق وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، الذي شارك في “منتدى الاستثمار السعودي السوري” الذي عُقد بالتنسيق مع الحكومة السورية· المنتدى شهد توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي واستثماري، وركز على مجالات متنوعة منها الصناعة والطاقة والنقل والعقار، في دلالة على رغبة الرياض في أن تكون لاعباً رئيسياً في ملف إعادة الإعمار السوري·
دلالات سياسية واقتصادية
تأتي هذه الاستثمارات السعودية في وقت حساس تمرّ به سوريا، حيث تسعى الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع إلى فتح نوافذ تعاون مع مختلف القوى الإقليمية، وعلى رأسها السعودية· ويُنظر إلى هذه المشاريع على أنها بادرة لإعادة بناء الثقة بين البلدين وفتح صفحة جديدة من العلاقات القائمة على المصالح الاقتصادية المتبادلة·
تحديات وتطلعات
ورغم أن المشاريع واعدة وتحمل إمكانات كبيرة، إلا أن ثمة تحديات لا تزال قائمة، من بينها ملف العقوبات الدولية على سوريا، وضعف البنية التحتية، وحاجة السوق إلى استقرار سياسي وأمني مستدام· إلا أن الجانب السعودي بدا واثقاً من فرص النجاح، خصوصاً في ظل الإصلاحات التي أطلقتها الحكومة السورية الجديدة·
خاتمة
إن الاستثمار السعودي في سوريا – برج الجوهرة ومصنع فيحاء للإسمنت ليس مجرد تعاون اقتصادي عابر، بل يمثل مرحلة جديدة من الانفتاح والشراكة الإقليمية في ملف إعادة إعمار سوريا· فهل تكون هذه المشاريع نقطة انطلاق لعودة أكبر للدول العربية إلى الساحة الاقتصادية السورية؟
إقراء المزيد:
انقطاع الاتصالات في السويداء·· ووزارة الاتصالات توضح الأسباب وتعلن عن خطوات عاجلة
القبض على مجموعة مسلحة في طرطوس خططت لزعزعة الأمن في طرطوس
محاولة إشعال حرائق بريف اللاذقية·· ضبط مجموعة من فلول النظام المخلوع
إدارة أزمة أم هندسة مستقبل·· ما الدور الإقليمي في ملف السويداء؟
مقتل شاب برصاص قسد في البوكمال يُشعل الغضب الشعبي
لجنة التحقيق في أحداث الساحل السوري تكشف فظائع الانتهاكات وتوصي بمحاسبة المتورطين