
تأسيس جامعة مشتركة وتبادل أكاديمي.. دمشق وأنقرة توقعان اتفاقية تعاون علمي شامل
تأسيس جامعة مشتركة وتبادل أكاديمي:في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد، وقّعت كل من سوريا وتركيا اتفاقية تعاون علمي وأكاديمي شاملة، تضمنت تأسيس جامعة سورية – تركية مشتركة، وتفعيل برامج تبادل أكاديمي وتطوير المناهج، مع التركيز على استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي.
ووقّع الاتفاقية عن الجانب السوري وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي، فيما مثّل الجانب التركي رئيس مجلس التعليم العالي الدكتور أرول أوزفار، وذلك خلال لقاء رسمي عُقد في العاصمة السورية دمشق.
نحو شراكة أكاديمية جديدة
ووفق ما نقلته وكالة “سانا”، تهدف الاتفاقية إلى “تطوير رؤية مستقبلية للتعاون العلمي والبحثي بين الجامعات السورية والتركية، من خلال تبادل الكوادر الأكاديمية والمناهج، وإنشاء برامج دراسات عليا مشتركة، وإدماج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في العملية التعليمية”.
وأكد الجانبان أن هذه الخطوة تأتي في إطار “إعادة بناء الجسور بين المؤسسات الأكاديمية السورية والتركية”، وتفتح المجال أمام مرحلة جديدة من التكامل المعرفي والبحثي، في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع التعليم العالي في المنطقة.
اعتراف رسمي بجامعات تركية وشمالية قبرص
وتزامن توقيع الاتفاقية مع صدور القرار رقم /843/ عن وزارة التعليم العالي السورية، الذي نصّ على الاعتراف بعدد من الجامعات التركية الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى جامعات في شمالي قبرص التركية.
وشملت قائمة الجامعات المعترف بها جامعات حكومية مثل:
-
جامعة Agri Ibrahim Cecen
-
جامعة Ankara Yildirim Beyazit
-
جامعة Kocaeli
وجامعات خاصة من أبرزها:
-
جامعة Nişantaşi
-
جامعة Istanbul Arel
كما تضمن القرار الاعتراف بجامعات من شمال قبرص مثل:
-
Eastern Mediterranean University
-
Near East University
ونص القرار على أن الاعتماد محصور بالجامعات المذكورة، ويُنفذ اعتباراً من 8 أيار الجاري، ما يتيح للطلاب السوريين خيارات جديدة لاستكمال دراساتهم الجامعية وفق معايير أكاديمية معترف بها.
تحولات ما بعد التقارب السياسي
تأتي هذه التطورات الأكاديمية في أعقاب التغيرات السياسية الجارية بين دمشق وأنقرة، والتي بدأت تؤتي ثمارها في مختلف المجالات، بما في ذلك التعليم والبحث العلمي.
ويرى مراقبون أن تأسيس جامعة سورية – تركية مشتركة يعدّ مؤشراً على توجه البلدين نحو تعاون طويل الأمد، يستهدف استثمار الكفاءات الشابة وتعزيز البحث العلمي في ملفات مشتركة، كالأمن الغذائي، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي.
منصة للتكامل الأكاديمي والتقني
بحسب مصادر مطلعة، فإن الجامعة المزمع تأسيسها ستكون ذات طابع تطبيقي تقني، مع برامج متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والهندسة الحيوية والطاقة المستدامة، وستضم كادراً تعليمياً مشتركاً، مع اعتماد لغات متعددة في التدريس، من بينها التركية والعربية والإنجليزية.
ويُنتظر أن تُستكمل الإجراءات الإدارية والفنية لتأسيس الجامعة خلال النصف الثاني من العام الجاري، ضمن خطة طموحة لإعادة هيكلة التعليم العالي في سوريا، وإدماج الجامعات السورية في شبكات التعليم الإقليمية والدولية.
آفاق مستقبلية
تُعد هذه الاتفاقية علامة فارقة في مسار تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا، وترسيخاً لدور التعليم كجسر للحوار والتعاون بين الشعوب. كما تعكس إدراكاً مشتركاً لأهمية المعرفة في بناء مستقبل ما بعد الحرب، وتشكيل جيل جديد من الأكاديميين القادرين على الإسهام في نهضة المنطقة.
إقراء ايضا:
تركيا تعتزم رفع زيادة صادرات الكهرباء والغاز إلى سوريا لتعزيز إنتاج الطاقة
الشرع يخاطب السوريين الليلة بعد رفع العقوبات الأميركية ولقائه التاريخي مع ترمب
ترمب يشيد بالشرع: “رجل قوي وجذاب” ونترقب نتائج رفع العقوبات عن سوريا
الخليج يرحّب برفع العقوبات عن سوريا وترمب يؤكد: “حان وقت الفرصة الجديدة”
سوريا تبدأ من الصفر: وزراء المال والاقتصاد يكشفون ملامح الاقتصاد الجديد بعد رفع العقوبات
مظلوم عبدي يرحب بلقاء الشرع وترمب ورفع العقوبات: فرصة لحوار بنّاء واستقرار شامل