
سوريا تبدأ من الصفر: وزراء المال والاقتصاد يكشفون ملامح الاقتصاد الجديد بعد رفع العقوبات
سوريا تبدأ من الصفر: بعد القرار الأميركي التاريخي برفع العقوبات عن سوريا، دخلت البلاد رسمياً مرحلة جديدة من العمل الاقتصادي والانفتاح الدولي. في أول تصريح رسمي بهذا الصدد، تحدث وزيرا المالية محمد يسر برنية، والاقتصاد محمد نضال الشعار، عن رؤى الحكومة وخططها للتعافي، مؤكدين أن لحظة التحول قد بدأت، وأن “سوريا الجديدة” ستُبنى على قواعد مختلفة تماماً عن الماضي.
“قرار تاريخي ومنصف”
من جانبه، أكد وزير المالية محمد يسر برنية أن القرار أدى إلى موجة كبيرة من التفاؤل في الأوساط الاقتصادية والاجتماعية، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة لإعادة بناء الدولة والمؤسسات وتحفيز النمو.
التفاؤل… وتأثيره الفوري
رغم أن آثار رفع العقوبات قد تستغرق وقتاً حتى تظهر بشكل ملموس، إلا أن الوزيرين شددا على أن التأثير النفسي كان فورياً. الشعار أكد أن الأسواق والساحات شهدت تفاعلاً لحظياً، وأن الأمل عاد إلى نفوس التجار والمستثمرين. أما برنية، فربط بين تحسّن سعر صرف الليرة السورية والتفاؤل الشعبي، مشيراً إلى أن الثقة بالمستقبل هي “عامل جوهري في الاقتصاد”.
بداية لا “إعادة إعمار”
رفض وزير الاقتصاد مصطلح “إعادة الإعمار” بشكله التقليدي، داعياً إلى الحديث عن “سوريا الجديدة”، دولة تنموية حديثة تنطلق من الصفر بشراكة كاملة مع المواطن. وأوضح أن وزارته ستعمل على تفكيك العقلية المركزية التي سادت لعقود، واستبدالها بثقافة الشفافية والانفتاح والمبادرة الفردية.
خطط وزارة المالية: بيئة استثمارية ومصرفية جديدة
أعلن وزير المالية أن الحكومة تعمل على تطوير الإدارة المالية، إصلاح النظام الضريبي والجمركي، وتعزيز استقلالية المصرف المركزي. كما أشار إلى أن النظام المصرفي السوري سيُربط قريباً بالمنظومة المالية العالمية، ما سيُسهل تحويل الأموال والتعاملات التجارية والاستثمارية.
كما كشف برنية عن نية الحكومة إطلاق “عملة جديدة” في الوقت المناسب، ضمن خطة نقدية واسعة لإعادة ضبط سوق العملة وضمان استقرار الليرة.
الاستثمار والقطاع الخاص في الصدارة
أكد الوزيران أن رؤية الدولة السورية في المرحلة المقبلة تقوم على تمكين القطاع الخاص، وتهيئة البيئة المناسبة له ليقود عملية النمو. ستُفتح فرص واسعة للاستثمار في مجالات الطاقة، البنية التحتية، التعليم، الصحة، الزراعة، والتقنيات الرقمية.
إصلاح شامل… وتحديات قائمة
رغم التفاؤل، أشار الوزيران إلى أن التحديات لا تزال كبيرة. فرفع العقوبات لا يعني نهاية الطريق، بل هو بداية سباق جديد لإثبات أن سوريا قادرة على النهوض مجدداً. وشددا على أهمية الإسراع في تنفيذ الإصلاحات ومكافحة الفساد وتفعيل الشفافية، لتكون البلاد نموذجاً في التنمية والبناء الحديث.
عقوبات باقية على كيانات النظام السابق
أوضح وزير الاقتصاد أن العقوبات المرفوعة لا تشمل الكيانات أو الأشخاص المرتبطين بالنظام السابق الذين تورطوا في الانتهاكات. هؤلاء سيبقون تحت طائلة العقوبات، كما لن تُرفع عن المتورطين في الجرائم أو تمويل الإرهاب.
سوريا على أبواب مرحلة مختلفة
ختم الوزيران رسالتهما بالتأكيد على أن سوريا الآن أمام فرصة حقيقية لإعادة تعريف نفسها، وتقديم نموذج اقتصادي جديد قائم على الشراكة، الإنتاج، والانفتاح، وسط دعم إقليمي ودولي غير مسبوق.
إقراء ايضا:
تركيا تعتزم رفع زيادة صادرات الكهرباء والغاز إلى سوريا لتعزيز إنتاج الطاقة
الشرع يخاطب السوريين الليلة بعد رفع العقوبات الأميركية ولقائه التاريخي مع ترمب
ترمب يشيد بالشرع: “رجل قوي وجذاب” ونترقب نتائج رفع العقوبات عن سوريا
الخليج يرحّب برفع العقوبات عن سوريا وترمب يؤكد: “حان وقت الفرصة الجديدة”