
سوريا تدرس طباعة عملة جديدة في 9 دول: تصميم جديد دون صورة الأسد واستئناف لنظام سويفت
سوريا تدرس طباعة عملة جديدة في 9 دول:في خطوة تشير إلى بداية مرحلة مالية جديدة في سوريا، أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، أن المصرف تلقى عروضاً من شركات متخصصة في تسع دول أجنبية لطباعة إصدار جديد من العملة السورية. وتشمل هذه الدول كلاً من بريطانيا، الولايات المتحدة، ألمانيا، النمسا، والإمارات، وغيرها، حيث لا تزال هذه العروض قيد الدراسة لاختيار الأنسب من حيث الجودة والتكلفة.
إعادة تصميم.. من دون صورة الأسد
المفاجأة الأبرز في التصريحات المسربة من مصادر مالية وأوروبية، هي أن التصميم الجديد المقترح للعملة السورية سيشهد إزالة صورة بشار الأسد من إحدى الفئات البنفسجية المتداولة، في خطوة رمزية تثير الكثير من التساؤلات حول التوجه السياسي والاقتصادي للنظام الجديد بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
ووفقاً لوكالة “رويترز”، فإن دمشق أطلقت مطلع العام الحالي دراسة رسمية لطباعة العملة الجديدة، وتسارعت وتيرتها بعد أن خفّف الاتحاد الأوروبي بعض العقوبات على سوريا في شباط الماضي.
بدائل عن موسكو.. لماذا الإمارات وألمانيا؟
للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السورية، تتجه الحكومة السورية إلى بدائل عن روسيا لطباعة عملتها، وهو ما يشير إلى تحولات جيوسياسية واقتصادية أعمق. وبحسب مصادر مطلعة، فإن السلطات السورية أجرت مفاوضات متقدمة مع شركة “أومولات” الإماراتية، في حين أبدت شركتا “بوندسدروكراي” المدعومة من الحكومة الألمانية، و”غيسيكي آند ديفرينت” الخاصة، اهتماماً رسمياً بالمشروع، دون الإعلان عن حسم نهائي حتى الآن.
نحو اقتصاد مستقل.. واستعادة نظام “سويفت”
وأكد حصرية أن المصرف يسعى إلى جعل الليرة السورية “قابلة للتحويل”، وهو ما يتطلب إصلاحات مالية وتشريعية أوسع، من بينها إعادة تنظيم العلاقة مع وزارة المالية، وتعزيز استقلالية المصرف المركزي.
رؤية نقدية جديدة
تأتي هذه التحركات في ظل أزمة سيولة حادة يعيشها الاقتصاد السوري، ومحاولات حكومية جادة لإصلاح البنية النقدية وإعادة بناء الثقة بالليرة المحلية، بعد سنوات من الانهيار والتدهور الحاد في قيمتها الشرائية.
وفي ظل هذه المستجدات، تبدو سوريا مقبلة على مشهد اقتصادي جديد، قد تبدأ أولى ملامحه من تصميم ورقة نقدية لا تحمل وجه الأسد، بل وجه المرحلة المقبلة.