أخبار اقتصادية

موسم صعب في اللاذقية.. الجفاف وارتفاع التكاليف يهددان زراعة الحمضيات والزيتون

 الجفاف وارتفاع التكاليف يهددان زراعة الحمضيات والزيتون:تشهد محافظة اللاذقية هذا العام تراجعاً ملحوظاً في إنتاج الحمضيات والزيتون، المحصولين الأبرز في الساحل السوري، وسط تحديات مناخية واقتصادية متراكمة. فقد أدى الجفاف، وتقلص كميات الأمطار، وتزايد تكاليف مستلزمات الزراعة، إلى انخفاض كبير في الإنتاج، بل ودفع العديد من الفلاحين إلى ترك أراضيهم دون رعاية كافية، في مشهد يعكس عمق الأزمة التي تضرب القطاع الزراعي في المحافظة.

تراجع الإنتاج في ظل ظروف قاسية

بحسب مصادر محلية، فإن حالة الأشجار المثمرة تراوحت بين “جيدة” و”مقبولة”، إلا أن الضرر الأكبر طال الحمضيات والزيتون، حيث تراجع الإنتاج بشكل لافت مقارنة بالمواسم الماضية. وأشار مزارعون في ريف جبلة والقرداحة إلى أن قلة الأمطار وتزامن الرياح القوية مع فترة الإزهار، تسببا في ضعف عقد الثمار، بالإضافة إلى عجزهم عن القيام بالعمليات الزراعية الأساسية مثل الرش والتسميد، بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الأسمدة والمبيدات.

الفلاحون يعانون.. والأسعار تنهكهم

أحد المزارعين قال: “بات من الصعب اليوم شراء الأدوية الزراعية، لقد ارتفعت الأسعار بشكل يفوق قدرة الفلاح على المتابعة والعناية”. بينما أكد آخر أن الكثير من الفلاحين اضطروا إلى إهمال أراضيهم أو تقليص المساحات المزروعة، نتيجة العجز عن مجاراة تكاليف الإنتاج، ما ينذر بتراجع مستمر للمحاصيل في السنوات القادمة إذا لم تُتخذ خطوات عاجلة.

ألغام تعيق الزراعة في الريف الشمالي

المعاناة لا تقتصر على التكاليف والجفاف، بل تمتد إلى مشكلات أمنية وإنسانية. ففي المناطق الجبلية شمالي المحافظة، ما تزال مساحات زراعية شاسعة غير مؤهلة للزراعة بسبب وجود ألغام، وفق ما أفاد به أحد المهجرين من تلك المناطق، موضحاً أن المزارعين غير قادرين على الوصول إلى أراضيهم أو إعادة تأهيلها.

انخفاض الأرقام مقارنة بالعام الماضي

من جهته، صرّح رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية، ماجد محمو، أن المحاصيل هذا العام تأثرت سلباً بسبب موجات الصقيع والجفاف والتقلبات المناخية، لافتاً إلى أن إنتاج الحمضيات تراجع عن العام الماضي الذي بلغ فيه 540 ألف طن، كما انخفض إنتاج الزيتون مقارنة بموسم 2023 الذي وصل إلى 57 ألف طن.

وأوضح محمو أن العام الحالي يُعد سنة معاومة – أي من السنوات التي تنخفض فيها كمية الإنتاج بشكل طبيعي بعد موسم وفير – إلا أن الظروف المناخية والاقتصادية ساهمت في تعميق هذا التراجع.

التفاحيات والريف الشمالي.. تأثر مزدوج

بالنسبة للتفاحيات، أفاد محمو أن الإنتاج في العام الماضي بلغ نحو 10 آلاف طن، إلا أن الوضع في الريف الشمالي كان صعباً، حيث تضررت الأراضي الزراعية بفعل التهجير ونقص الخدمات الأساسية، مشيراً إلى أن عودة الزراعة في هذه المناطق تتطلب جهوداً كبيرة، تبدأ بإزالة الألغام وتأهيل البنية التحتية الزراعية والخدمية.

خطة طوارئ لإنقاذ ما تبقى

في محاولة لاحتواء الأزمة، أعلنت الجهات الزراعية في اللاذقية عن إطلاق خطة طوارئ بالتعاون مع مديرية الموارد المائية والجمعيات الفلاحية، تهدف إلى جمع مياه الأمطار عبر حفر برك اصطناعية وخزانات تساعد على تأمين الري في المواسم المقبلة. وأكد محمو أن الغاية الأساسية ليست إنقاذ الموسم الحالي فقط، بل الحفاظ على حياة الأشجار وتأمين ديمومة الإنتاج في المستقبل.

إقراء ايضا:

لمدة ثلاثة أشهر.. قطر والسعودية تقدمان دعماً مالياً مباشراً لموظفي القطاع العام في سوريا

سفير إيطاليا يزور جامعة حلب لبحث آفاق التعاون الأكاديمي والثقافي بين البلدين

سوريا والسعودية تعلنان مرحلة جديدة من التعاون والاستثمار

100 عائلة تعود إلى خان شيخون.. خطوات صغيرة نحو استعادة الحياة في جنوب إدلب

غارات إسرائيلية على الساحل السوري تسفر عن شهيد وعدة إصابات في ريف جبلة وطرطوس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى