
إلغاء مادة اللغة الفرنسية في إدلب: احتجاجات طلابية وآمال في التراجع عن القرار
إلغاء اللغة الفرنسية في إدلب 2025
في خطوة مفاجئة، أثار قرار إلغاء مادة اللغة الفرنسية من امتحانات شهادة الثانوية العامة (البكالوريا) في إدلب، جدلاً واسعاً بين الطلاب، مما أدى إلى تنظيم احتجاجات وتقديم شكاوى ضد هذا القرار. ففي السنوات السابقة، كان الطلاب في إدلب أمام خيارين عند الترشح للامتحانات: اختيار اللغة الفرنسية أو الإنجليزية، ولكن في هذا العام تفاجأوا بإلغاء الفرنسية من المقررات الدراسية، وهو ما أثر بشكل كبير على خطة دراستهم.
القرار الشفهي والمفاجئ
يقول طلاب في إدلب إنهم سمعوا عن القرار فقط عبر مجموعات الواتس آب ومن خلال شائعات متداولة بين المدارس، دون أن يتلقوا أي إعلان رسمي بهذا الشأن. هذا القرار جاء بعد أن كان الطلاب قد اختاروا في بداية العام الدراسي دراسة اللغة الفرنسية في إطار خططهم الدراسية. وقد أكد البعض أن التعميم وصل إلى المدارس الحكومية في بعض المناطق ولكنه لم يصل إلى المدارس الخاصة، الأمر الذي خلق حالة من الارتباك بين الطلاب. وقد عبّر الطالب عبد العزيز عبد الناصر عن استيائه قائلاً: “الواتس أب ليس وسيلة رسمية لإعلان قرار كهذا يتعلق بمصير الطلاب ومستقبلهم”.
المعركة من أجل الحقوق الدراسية
تواصل موقع “تلفزيون سوريا” مع عدد من الطلاب في منطقة الدانا – أطمة الذين أكدوا أنهم لم يتلقوا أي قرار مكتوب بهذا الشأن، وأنهم فوجئوا بالأخبار عبر مجموعات الواتس آب غير الرسمية. وقال أحد الأساتذة المتخصصين في تدريس اللغة الفرنسية في المنطقة، والذي فضل عدم ذكر اسمه، إن “مسودة امتحان اللغة الفرنسية لا تزال موجودة ولم يتم إلغاء المادة بشكل رسمي”. وبناءً على ذلك، استمر الأساتذة في تدريس المادة حتى بداية العام الحالي، رغم أن مديرية الامتحانات في إدلب لم تقدم أي قرار رسمي.
التبعات والخوف من ضياع المجهود
يواجه طلاب البكالوريا الذين اختاروا اللغة الفرنسية صعوبة كبيرة بسبب إلغاء المادة في وقت متأخر من العام الدراسي، حيث كانوا قد استثمروا شهوراً في دراستها استعداداً للامتحانات. وقالت الطالبة ن.ع: “لا نستطيع دراسة دورات اللغة الإنجليزية لأنه لم يبق سوى وقت قصير قبل الامتحان النهائي، ونحن ندرس دورات اللغة الفرنسية منذ بداية العام” ويشعر الكثير من الطلاب بالقلق من ضياع جهودهم وتشتيت انتباههم، خاصة وأن بعضهم بدأ التحضير لدرجة البكالوريوس منذ عامين للتحضير للغة الفرنسية.
احتجاجات وإجراءات قانونية
في 16 فبراير الماضي، تجمع نحو 120 طالباً وطالبة أمام مديرية التربية في مدينة إدلب، مطالبين بالتمكن من اختيار اللغة الفرنسية أو على الأقل بالحصول على توضيح رسمي حول القرار. ورغم أن الطلاب قابلوا مدير التربية، زياد العمر، الذي وعدهم بحل المشكلة، إلا أن مطالبهم لم تجد استجابة رسمية، واستمر إلغاء المادة كما هو.
أعرب الطلاب عن أملهم في أن يتراجع المسؤولون عن القرار، خاصة وأنهم قدموا شكوى إلى وزارة التربية في دمشق. إلا أن الوزارة ردّت بتأكيد أن مادة اللغة الفرنسية ليست جزءاً من المناهج للعام الدراسي الحالي، وأنه لا يوجد أي قرار رسمي بهذا الشأن.
رد وزارة التربية: لا قرار رسمي
في ردّ رسمي من وزارة التربية في دمشق، أكد مدير الامتحانات، الأستاذ حمدو حجون، أن اللغة الفرنسية لم تكن جزءاً من المناهج الدراسية للعام 2024-2025 في المدارس الخاصة أو العامة في إدلب، مشيراً إلى أن اللغة الفرنسية كانت قد انتهت مع نهاية السنة الماضية. وأضاف أن الطلاب الذين كانوا يدرسون اللغة الفرنسية سابقاً، وقرروا إعادة الامتحانات هذا العام، يمكنهم التقدم في امتحانات اللغة الفرنسية إذا كانت هي اللغة التي اختاروها في العام الماضي.
أما بالنسبة للطلاب الذين درسوا اللغة الإنجليزية هذا العام، فقال حجون: “لا يمكن لهم التقدم للامتحانات باستخدام اللغة الفرنسية، لأنهم يعتبرون مستجدين ولم يدرسوا اللغة الفرنسية كما يجب”. وأكد أن القرار يأتي ضمن سياسة التوحيد بين المدارس في جميع المناطق الخاضعة لسيطرة وزارة التربية.
أزمة في النظام التعليمي
تكشف هذه الأزمة عن خلل في النظام التعليمي في المناطق المحررة في إدلب، خاصة فيما يتعلق بالتواصل بين وزارة التربية والمدارس في المناطق المختلفة. ومن جهة أخرى، يعكس القرار المتأخر إشكالية كبيرة في توجيه الطلاب وضمان حقهم في تعليم مستمر وثابت. تزايد المخاوف بين الطلاب حول مستقبلهم الأكاديمي، إذ أن الوقت ضاق عليهم لدراسة لغة جديدة، بعد أن كانوا قد أعدوا أنفسهم لخوض امتحانات البكالوريا باللغة الفرنسية.
المطالب المستمرة
في ظل هذه الظروف، لا يزال الطلاب يطالبون بفرصة لتقديم امتحاناتهم باللغة الفرنسية، إما بالعودة إلى القرار السابق أو على الأقل بإعطائهم فرصة لتسوية وضعهم الدراسي قبل الامتحانات النهائية. ورغم التشويش حول القرار، يبقى الأمل في أن يعيد المسؤولون النظر في هذه القضية ويمنحوا الطلاب الفرصة التي يستحقونها.
الخلاصة
تظل أزمة إلغاء اللغة الفرنسية في إدلب نقطة خلافية كبيرة بين الطلاب ووزارة التربية، والتي أثرت بشكل مباشر على استعداداتهم للامتحانات. وقد تعكس هذه القضية التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع التعليم في المناطق المتأثرة بالحروب، حيث يعتمد الكثير من الطلاب على التعليم كوسيلة لبناء مستقبلهم، بينما يواجهون صعوبات جمة في تأمين فرص التعليم المستقرة.
أقراء ايضا:
توسيع دعم القطاع الصحي في سوريا: اجتماع بين وزير الصحة ومركز الملك سلمان للإغاثة
العلاقات الاقتصادية بين تركيا وسوريا: تتجه لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع سوريا: