
محافظ حلب: خطط النهوض بمدينة حلب: مشاريع الأمن والكهرباء وإعادة الإعمار
محافظ حلب: خطط النهوض بمدينة حلب
أجرى محافظ حلب، المهندس عزام غريب، لقاءً خاصًا استعرض خلاله أبرز التحديات التي تواجه المدينة وريفها، إلى جانب الجهود الحكومية المبذولة لتحسين الأوضاع الأمنية والخدمية، خاصة فيما يتعلق بالكهرباء وإعادة الإعمار.
الأولويات في إدارة المحافظة
أوضح المحافظ أن العمل بدأ على وضع سلم أولويات للتعامل مع التحديات المتعددة في محافظة حلب، التي تمتد على مساحة 18,500 كيلومتر مربع، مقسمة إلى عشر مناطق رئيسية. وشدد على أن الأمن كان على رأس الأولويات، باعتباره الأساس لاستقرار باقي القطاعات.
وأشار إلى أن الحلول الأمنية تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة، حيث تم وضع خطة لتركيب منظومة كاميرات متطورة تغطي المدينة بالكامل، مما يعزز الأمن في الأحياء والأسواق والمرافق الحيوية.
تعزيز الأمن في المدينة والريف
أكد المحافظ أن فرقًا أمنية متخصصة تعمل على تأمين الأحياء والمؤسسات الحكومية، وتم نشر عناصر أمنية داخل المدينة والريف، إلى جانب توفير 15 سيارة دورية متحركة، سيتم زيادتها تدريجيًا لضمان تغطية أوسع للمناطق الريفية والمناطق المحررة حديثًا.
أزمة الكهرباء وتأثيرها على السكان والقطاع الصناعي
تُعد مشكلة الكهرباء من أبرز التحديات التي تواجه أهالي حلب، حيث تعتمد المحافظة على المحطة الحرارية، التي تعمل حاليًا بعنفة واحدة فقط من أصل خمس، رغم أن كل عنفة تملك استطاعة 250 ميغاواط. وأوضح المحافظ أن المحطة تحتاج إلى صيانة شاملة، خاصة أن بعض أجزائها تعود إلى عام 1954.
كما أشار إلى أن نقص الوقود والمياه اللازمة للتبريد يشكلان تحديًا إضافيًا، خاصة مع الوضع الأمني غير المستقر في منطقة سد تشرين.
جهود تحسين التغذية الكهربائية
كشف المحافظ عن جهود حكومية لبحث حلول بديلة، مثل المولدات الخاصة (الأمبيرات) والطاقة الشمسية، مع اتخاذ إجراءات رقابية لمنع الاستغلال من قِبل أصحاب المولدات. كما أعلن عن مشروع إنارة الشوارع الرئيسية باستخدام الطاقة البديلة، على أن تبدأ المرحلة الأولى بتركيب 1000 نقطة ضوئية خلال الأسبوعين المقبلين.
تأثير الكهرباء على القطاع الصناعي
تعاني المنطقة الصناعية في حلب من ارتفاع تكاليف الكهرباء مقارنةً بالدول المجاورة، مما يضعف القدرة التنافسية للمصانع. وأكد المحافظ أن خطة الحكومة تهدف إلى زيادة ساعات التغذية الكهربائية تدريجيًا، حيث من المتوقع أن ترتفع من ساعتين حاليًا إلى 8 ساعات، ثم 16 ساعة يوميًا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
إعادة الإعمار والتحديات القائمة
تواجه حلب دمارًا واسعًا، حيث يوجد 5000 مبنى مدمّر كليًا، و14,000 مبنى بحاجة إلى إزالة بسبب التصدع، بالإضافة إلى 16,000 مبنى شبه مدمّر يحتاج إلى ترميم شامل. وكانت الأحياء الشرقية الأكثر تضررًا، حيث دُمرت 60% من بنيتها التحتية، كما أن 50% من شبكة الكهرباء فيها غير صالحة للاستخدام.
جهود إعادة الإعمار والتنسيق مع المنظمات الدولية
أوضح المحافظ أن الاستجابة الحالية تتركز على الحلول الطارئة، مع بدء التنسيق مع المنظمات الدولية لتقديم الدعم والمساعدة. كما أكد أن هناك جهودًا مستمرة لتحسين الأوضاع المعيشية، خاصة للنازحين الذين ما زالوا في المخيمات أو خارج البلاد.
آفاق مستقبلية
تسعى محافظة حلب إلى تجاوز التحديات الحالية من خلال مشاريع تنموية جديدة، تشمل تعزيز الأمن، تحسين الكهرباء، وإعادة الإعمار. ومع استمرار العمل على هذه الملفات، تبقى الآمال معلقة على إيجاد حلول مستدامة تسهم في إعادة بناء المدينة وتحسين مستوى معيشة سكانها.
مشاريع إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية في حلب
كشف محافظ حلب عن إطلاق مشروع جديد يستهدف إعادة ترميم 300 منزل في مرحلته الأولى، بتمويل من إحدى المنظمات الإنسانية، بهدف مساعدة العائلات الأكثر احتياجًا، لا سيما أسر الشهداء والمصابين. وأشار إلى أن المبادرة لاقت ترحيبًا واسعًا بين الأهالي، حيث يحتاج العديد منهم إلى دعم بسيط لجعل منازلهم صالحة للسكن. كما أكد أن المشروع سيحظى بتغطية إعلامية لتسليط الضوء على أهميته وإمكانية توسيعه مستقبلًا.
حلول لمشكلة الازدحام في مراكز إصدار الجوازات
ناقش المحافظ مشكلة الازدحام الكبير في مراكز إصدار الجوازات، مرجعًا السبب إلى تخفيف الإجراءات الأمنية، حيث كانت هذه المراكز سابقًا تحت إدارة جهات أمنية، مما دفع العديد إلى تجنب مراجعتها. كما أوضح أن التأخير في الإصدار يعود إلى إعادة تقييم أكثر من 6 ملايين اسم ضمن قوائم المطلوبين أمنيًا، مع توقعات برفع مليون اسم منها قريبًا.
جاهزية مطار حلب لاستقبال الرحلات الدولية
أكد المحافظ أن مطار حلب، ثاني أهم مطار في سوريا، أصبح جاهزًا لاستقبال الرحلات الداخلية بعد إعادة تأهيل صالاته ومدرجاته. وأوضح أن المطار كان يُستخدم سابقًا كثكنة عسكرية، مما أثر على أهالي المدينة، لكنه اليوم أصبح مجهزًا من الناحية التشغيلية، مع استكمال بعض التحسينات التجميلية. كما توقع أن تبدأ الرحلات الدولية خلال أقل من شهر، وفقًا للوعود التي تلقتها المحافظة من هيئة النقل والطيران المدني.
إعادة فتح المعابر البرية والتنسيق مع تركيا
أشار المحافظ إلى وجود لقاءات مكثفة مع الجانب التركي لبحث استئناف الحركة الطبيعية عبر المعابر البرية، التي شهدت تعديلات خلال السنوات الماضية، بما في ذلك استحداث معابر مدنية وتجارية وإنسانية. وأكد أن هناك خطة لإعادة جميع المعابر إلى وضعها الطبيعي كما كانت قبل اندلاع الثورة، متوقعًا استكمال هذه العملية تدريجيًا بحلول الشهر السابع. كما أشار إلى جهود هيئة المعابر البرية والبحرية لإعادة تقييم الإجراءات الجمركية وتوحيد الأنظمة الجمركية لتسهيل التجارة وحركة الأفراد عبر الحدود.
التعاون مع تركيا لدعم مشاريع إعادة الإعمار
أوضح المحافظ أن تركيا كانت من أكثر الدول دعمًا “للمناطق المحررة” سابقًا، وأبدت استعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية والمساهمة في مشاريع إعادة الإعمار. وأكد أن وفودًا تركية رسمية، تضم مسؤولين حكوميين وأعضاء في حزب العدالة والتنمية إضافة إلى السفير التركي في دمشق، زارت المحافظة لبحث سبل التعاون.
وأشار إلى أن اللقاءات ركزت على تطوير البنية التحتية ودعم المشاريع الخدمية، مع توقعات بزيادة التنسيق لتحسين الظروف المعيشية للأهالي، لا سيما في المناطق الشرقية التي تعرضت لدمار واسع.
الوضع الأمني وملف “قسد”
تطرق المحافظ إلى تعقيد المشهد الأمني في المدينة، مشيرًا إلى أن قوات “قسد” استغلت حالة الفوضى العسكرية سابقًا لتوسيع نفوذها في مناطق حيوية مثل شارع النيل والليرمون، إضافة إلى وجودها التقليدي في الأحياء الشمالية مثل الأشرفية والشيخ مقصود والسريان والميدان.
وأكد أن “قسد” تستخدم أسطح المباني لأعمال القنص، ما أدى إلى مقتل 70 مدنيًا على الأقل خلال الفترة الماضية، بينهم نساء وأطفال. كما شدد على أن هذا الملف يحمل أبعادًا أمنية وسياسية واقتصادية، إذ تسيطر “قسد” على موارد حيوية مثل سد تشرين وحقول النفط، مما ينعكس على الأوضاع الاقتصادية في عموم سوريا.
وأوضح أن الحكومة السورية تتبنى نهجًا سياسيًا وتفاوضيًا لمعالجة هذه القضية، مع وعود رسمية بحسم الملف قريبًا.
رسالة إلى أهالي حلب
أكد المحافظ في ختام حديثه أن أهالي حلب معروفون بقدرتهم على النهوض من الأزمات، مشيرًا إلى أن المدينة واجهت كوارث تاريخية، مثل زلزال عام 1138 الذي كان من بين الأعنف، لكنها استطاعت تجاوز المحن واستعادة مكانتها الاقتصادية والثقافية، وهو ما يعكس صمود أهلها عبر العصور.