أخبار سياسية

آغنيس اللحام.. راهبة الأسد أم مبشّرة المصالحة؟

آغنيس اللحام

أثار ظهور الراهبة آغنيس ماري فاديا اللحام في لقاء رسمي داخل وزارة الصحة السورية مع الوزير الدكتور ماهر الشرع موجة جدل واسعة بين السوريين، خاصة أن اللحام معروفة بدفاعها العلني عن نظام الأسد وتبرير جرائمه في المحافل الدولية، ما جعل وسائل الإعلام الغربية تطلق عليها لقب “راهبة الأسد”.

لقاء مثير للجدل

بعد انتشار صور اللقاء عبر منصات وزارة الصحة السورية، اشتعلت ردود الفعل بين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر الكثيرون عن رفضهم لهذا الظهور، مما دفع الوزارة إلى حذف الصور من دون تقديم أي توضيح رسمي. كما أصدرت نقابة الأطباء السورية ونقابة الممرضين في إدلب بيانين منفصلين، أكدا فيهما رفض إعادة تلميع شخصيات دعمت النظام أو برّرت جرائمه.

من هي آغنيس اللحام؟

وُلدت فاديا لحام عام 1952 في بيروت لعائلة فلسطينية-لبنانية، حيث كان والدها لاجئًا فلسطينيًا من الناصرة، ووالدتها لبنانية. تلقت تعليمها في مدرسة فرنسية للراهبات وانضمت إلى رهبنة الكرمليت الكاثوليكية عام 1971، متخذة اسم الأخت أغنيس مريم الصليب. بعد عام 1994، انتقلت إلى سوريا وأسست دير مار يعقوب المقطع في بلدة قارة بريف دمشق، حيث أصبحت رئيسة للدير.

دفاع مستميت عن الأسد

برزت اللحام خلال سنوات الثورة السورية كإحدى المدافعات الشرسات عن النظام، خاصة بعد الهجمات الكيميائية على الغوطة الشرقية عام 2013، حيث ادعت أن مقاطع الفيديو التي توثق الضحايا مفبركة. استند وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تقريرها لنفي مسؤولية النظام عن الهجوم.

كما أنكرت وقوع مجزرة الحولة عام 2012، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص بينهم أطفال، محملة فصائل المعارضة مسؤولية الحادثة. كذلك، اتُهمت بالتورط في مؤامرة لقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه في حمص عام 2012، بسبب علاقاتها الوثيقة مع أجهزة استخبارات النظام.

ظهورها في قاعدة حميميم

بعد سقوط نظام الأسد، ظهرت آغنيس اللحام في قاعدة حميميم العسكرية الروسية، حيث لجأ إليها بعض ضباط النظام السابقين مع عائلاتهم بعد الأحداث التي شهدها الساحل السوري. أثار ظهورها هناك الجدل مجددًا، حيث اعتبر البعض أنها تحاول الترويج للتدخل الأجنبي في سوريا عبر روسيا.

الترويج لمزاعم الإقصاء

في مقابلة لها على قناة BBC، زعمت اللحام أن الحكومة الجديدة ستقصي المكونات غير السنية، على الرغم من دعوة السلطات الحالية لجميع الأطياف للمشاركة في العملية السياسية.

جزء من آلة الأسد الدعائية

علق الدكتور وائل العجي، أمين رابطة المحافظين الشرق أوسطيين، بأن اللحام كانت “جزءًا من آلة الأسد الدعائية” في المحافل الدولية، وتعمل الآن على إعادة تلميع صورتها عبر استمالة الأقليات. وأكد العجي أن المسيحيين السوريين لا يحتاجون لمن يتحدث باسمهم، فهم جزء أصيل من المجتمع السوري، ومسؤولية حمايتهم تقع على عاتق الدولة.

هل تغيّرت مواقفها؟

في محاولة لتبرير موقفها، ظهرت اللحام مؤخرًا على قناة “المشهد” بصحبة شاهدين، أحدهما ادعى أنها ساعدت في إدخال “مصل مضاد للكيماوي” عام 2013، وهو ما يتناقض مع موقفها السابق الذي أنكر وقوع الهجوم. والآخر تحدث عن مساهمتها في إيصال مساعدات إنسانية إلى الشمال السوري عقب زلزال 2023.

لكن هذه التصريحات لم تقنع الكثيرين، حيث يرى معارضوها أن سجلها الحافل بالدفاع عن النظام السابق لا يمكن تبريره بسهولة، وأن ظهورها المستمر في المحافل الدولية كان محاولة لتبرئة الأسد من جرائمه.

ختامًا

لا تزال آغنيس اللحام شخصية مثيرة للجدل في المشهد السوري، فبينما تصف نفسها بأنها داعية للمصالحة، يرى معارضوها أنها كانت أحد أبرز المدافعين عن النظام السابق، ومسؤولة عن ترويج روايات تبرئ الأسد من المجازر والجرائم التي ارتكبها. ومع استمرار الجدل حول دورها، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تحاول اللحام تغيير صورتها، أم أنها لا تزال تعمل وفق الأجندة ذاتها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى