
أحمد الشرع يلتقي وفداً من المجلس التركماني السوري في دمشق: بداية حوار سياسي جديد؟
أحمد الشرع يلتقي وفداً من المجلس التركماني:في خطوة تحمل دلالات سياسية وجيوسياسية بالغة الأهمية، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم السبت 3 أيار 2025، وفداً من المجلس التركماني السوري في قصر الشعب بالعاصمة دمشق. اللقاء، الذي أوردت تفاصيله وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، يأتي في ظل تحولات كبيرة تشهدها الساحة السورية بعد سقوط نظام الأسد، ويُعدّ مؤشراً على انفتاح دمشق الجديدة على مكوّنات المعارضة السابقة والكيانات القومية السورية.
وترأس الوفد الزائر رئيس المجلس فيصل جمعة بن جاسم، في زيارة وُصفت بأنها تمهّد لمسار تفاهم سياسي بين الدولة السورية والمجلس التركماني، الذي ظل لسنوات جزءاً من المعارضة السورية الخارجية، خصوصاً عبر تمثيله في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة”.
التركمان في سوريا.. عمق تاريخي وانتشار جغرافي
يُعتبر التركمان أحد المكونات العرقية البارزة في سوريا، ويعود وجودهم في البلاد إلى عصور متقدمة تعود للدولة السلجوقية والعثمانية. وينتشر أبناء هذه القومية في عدد من المحافظات السورية، لا سيما في ريف حلب واللاذقية، إضافة إلى قرى تركمانية في حمص وحماة والرقة، بينما يقيم عدد منهم في دمشق والقنيطرة، لا سيما المهجّرين من الجولان عقب الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.
تاريخياً، واجه التركمان تهميشاً في ظل الأنظمة المتعاقبة، لكنهم ظلوا فاعلين ثقافياً وسياسياً، وبرز دورهم خلال الثورة السورية، حيث شكّلوا المجلس التركماني السوري في أنقرة نهاية آذار 2013، ليكون المظلّة السياسية التي تمثلهم في المنفى.
ما دلالات اللقاء؟
يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من التحركات التي يُجريها الرئيس أحمد الشرع في سبيل فتح قنوات تواصل مع المكونات السورية كافة، في إطار رؤية سياسية يبدو أنها تسعى لتأسيس شرعية داخلية أوسع، بعيدة عن إقصاء المعارضة أو المكونات القومية والدينية، وهو ما يُعد تحولاً كبيراً في النهج السياسي بعد سقوط النظام السابق.
كما يُنظر إلى اللقاء على أنه رسالة تهدئة موجهة إلى تركيا، التي لطالما دعمت المجلس التركماني السوري ورعت نشاطاته السياسية والإعلامية. وقد تفتح هذه الخطوة الباب أمام تفاهمات أوسع إقليمية، خصوصاً في ظل الأجواء الجديدة التي تشهدها علاقات دمشق بأنقرة ودول الجوار.
نحو مرحلة جديدة من الاعتراف المتبادل؟
ورغم عدم نشر تفاصيل إضافية عن اللقاء، إلا أن ظهوره في الإعلام الرسمي السوري يوحي بأنه ليس مجرد حدث بروتوكولي، بل بداية لمرحلة جديدة قد تشمل إعادة دمج المعارضة السابقة في النسيج السياسي السوري، واعترافاً بمكونات لطالما وُضعت على الهامش في عهد النظام السابق.
هل ستكون هذه الخطوة بداية لمسار سياسي جديد يضمن تمثيلاً عادلاً للمكوّنات السورية ويعزز مشروع الدولة الوطنية ما بعد الأسد؟ الأيام القادمة وحدها ستُجيب.
إقراء ايضا:
وفد من وجهاء السويداء يزور داريا والأمن العام يفرض سيطرته على أشرفية صحنايا
ترامب يختبر سياسة جديدة تجاه سوريا: دعم إنجيلي ويهودي لرفع العقوبات
الفصائل المحلية تتصدى لهجوم مسلح غرب السويداء عقب بيان مشايخ المحافظة
إنتاج قياسي لمعمل سادكوب في اللاذقية: مؤشر على تحسّن توزيع الغاز المنزلي في سوريا
غارة إسرائيلية قرب القصر الجمهوري في دمشق وتحذيرات من تصعيد خطير
الأمن العام يتوجه إلى السويداء بالتزامن مع اجتماع موسع للفصائل والمرجعيات المحلية