أخبار سياسية

أدرعي يتجول في القنيطرة المحتلة.. استفزاز جديد لسوريا وسط صمت دولي

أدرعي يتجول في القنيطرة المحتلة: في خطوة وُصفت بالاستفزازية، ظهر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، وهو يتجول داخل مناطق سورية محتلة، تحديداً في محافظة القنيطرة الواقعة في الجولان السوري. ونشر أدرعي صوراً له على حسابه في منصة “إكس”، يظهر فيها إلى جانب لافتة كتب عليها “القنيطرة”، في مشهد أثار ردود فعل غاضبة، لما يحمله من تجاهل صارخ للسيادة السورية.

وكتب أدرعي في منشوره أن جولته جاءت ضمن ما وصفه بـ “الجنوب السوري”، حيث تنتشر قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدّعياً أن هذا الوجود هدفه منع التهديدات وحماية أمن إسرائيل، في تجاهل تام لواقع الاحتلال الذي تفرضه إسرائيل على هذه الأراضي منذ أكثر من خمسة عقود.

تحركات ميدانية متزامنة

جولة أدرعي لم تكن منفصلة عن تحركات عسكرية أوسع، إذ شهدت منطقة تل الصيفر بريف القنيطرة، يوم الإثنين، توغلاً لآليات عسكرية إسرائيلية، تزامناً مع تحليق طائرات استطلاع مسيرة فوق المنطقة. هذا التوغل جاء بعد ساعات من دخول قوة تابعة لبعثة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف) إلى موقع في ريف درعا الغربي، تعرض لقصف إسرائيلي مؤخراً.

وبحسب مصادر ميدانية، فقد أجرت القوة الدولية استطلاعاً في المنطقة لتوثيق آثار العدوان، والذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، في استمرار واضح لسياسة إسرائيل في استهداف مناطق مأهولة دون اعتبار للعواقب الإنسانية.

ضحايا مدنيون في درعا وغارات على منشآت حيوية

الهجوم الإسرائيلي الأخير على محافظة درعا خلف تسعة شهداء من المدنيين، إلى جانب أكثر من عشرين مصاباً. كما شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات على مطارات حماة وT4، إضافة إلى استهداف مركز البحوث العلمية في منطقة برزة بدمشق، ما تسبب في أضرار كبيرة.

الخارجية السورية أدانت بشدة هذا التصعيد، وذكرت في بيان أن الهجمات استهدفت خمس مناطق متفرقة خلال نصف ساعة فقط، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الجاد لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.

محاولة فرض أمر واقع جديد؟

ظهور أدرعي في القنيطرة المحتلة لا يمكن قراءته فقط باعتباره حركة إعلامية، بل يُنظر إليه كمحاولة لإعادة تكريس الاحتلال وفرضه كأمر واقع، خصوصاً في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها سوريا، ومساعي الحكومة الجديدة لإعادة ترتيب أولوياتها داخلياً وخارجياً.

كما تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، إذ تحاول بعض الأطراف الإقليمية والدولية استثمار المرحلة الانتقالية في سوريا لفرض معادلات جديدة، بينما تستمر إسرائيل في انتهاك القانون الدولي دون ردع أو مساءلة.

دعوات للرد والتحرك الدولي

ما زالت الأصوات ترتفع داخل سوريا مطالبة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، ومحاسبة المسؤولين عنها، وسط دعوات للمنظمات الدولية بالضغط على تل أبيب لاحترام السيادة السورية والالتزام باتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، التي تنص على منع أي تواجد عسكري في المناطق العازلة.

فبينما تستعرض إسرائيل قوتها داخل الأراضي السورية، يبقى المواطن السوري هو المتضرر الأكبر، في ظل صمت دولي مطبق، وغياب أي خطوات حقيقية تضع حداً لهذه التجاوزات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى