
إسرائيل تعلن رسمياً تنفيذ مهام داخل سوريا للمرة الأولى: تصعيد خطير وانتهاك للسيادة
إسرائيل تعلن رسمياً تنفيذ مهام داخل سوريا:في سابقة هي الأولى من نوعها، أقرت شرطة حرس الحدود الإسرائيلية، يوم الأربعاء، بأن قواتها نفذت مهامًا عملياتية داخل الأراضي السورية، ما يُعد اعترافًا مباشرًا بانتهاك السيادة السورية، وسط توترات متصاعدة على الحدود الشمالية.
مهمة غير مسبوقة داخل الأراضي السورية
وفي بيان رسمي، أكدت شرطة الاحتلال أن عناصر من حرس الحدود عملوا خلال الأيام الماضية داخل الأراضي السورية “في إطار مهمة عملياتية”، دون الإفصاح عن طبيعة المهمة أو الموقع الدقيق لها. ولفت البيان إلى أن قائد حرس الحدود الإسرائيلي، اللواء بريك يتسحاق، زار برفقة قائد وحدة “يهودا والسامرة”، العقيد نيسو غواتا، قرية حضر جنوبي سوريا، حيث تنتشر قوات إسرائيلية ضمن العملية.
ووصفت الشرطة هذه الخطوة بأنها “المرة الأولى في تاريخ حرس الحدود” التي تنفذ فيها قواتها مهمة ميدانية داخل سوريا، ما يمثل تصعيدًا ميدانيًا وسياسيًا خطيرًا، قد يحمل تبعات إقليمية في ظل الوضع الهش الذي تعيشه المنطقة بعد سقوط نظام الأسد.
زيارة ميدانية وتعزية بالدروز
وشمل تحرك قادة الشرطة الإسرائيلية توقفًا في بلدة مجدل شمس داخل الجولان السوري المحتل، حيث قدّم اللواء يتسحاق تعازيه لأبناء الطائفة الدرزية بمقتل عدد من الأطفال جراء سقوط صواريخ في المنطقة، مؤكدًا على ما وصفه بـ”الشراكة المتينة” مع الدروز في “الدفاع عن أمن الدولة”.
سياق إقليمي محتقن وتكرار للانتهاكات
يأتي هذا الإعلان الإسرائيلي في وقت تشهد فيه الساحة السورية تصاعدًا في الاعتداءات والغارات الإسرائيلية، التي تستهدف مواقع عسكرية وبنى تحتية سورية بشكل شبه يومي. ومنذ سقوط النظام السابق في دمشق، وسّعت إسرائيل من وجودها العسكري، مستغلة الفوضى الإقليمية لفرض واقع جديد على الأرض، شمل السيطرة على أجزاء من المنطقة العازلة، والتمدد في مواقع استراتيجية مثل جبل الشيخ.
وتزامن هذا التطور مع إدانة دولية متزايدة، حيث أكدت الأمم المتحدة في بيان سابق أن “الانتهاكات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية تقوض جهود السلام، وتهدد العملية الانتقالية الجارية في البلاد”.
خرق لاتفاقيات دولية
التحرك الإسرائيلي الأخير يُعد خرقًا واضحًا لاتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974 بين سوريا وإسرائيل، برعاية أممية، والذي ينظم التحركات العسكرية في المناطق الحدودية ويمنع التوغلات المتبادلة.
ومع إعلان إسرائيل عن انهيار الاتفاق من جانب واحد، باتت المخاوف تتزايد من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة مباشرة، خصوصًا في ظل المفاوضات غير المباشرة التي كشف عنها الرئيس السوري أحمد الشرع مع إسرائيل بوساطة دولية، والتي تهدف إلى احتواء التصعيد.
رسائل سياسية وعسكرية
يرى مراقبون أن الإعلان الإسرائيلي يحمل رسالة مزدوجة: أولها موجهة للداخل الإسرائيلي بشأن الحزم العسكري، وثانيها إلى المجتمع الدولي، في ظل التحولات الجذرية التي تشهدها سوريا بعد زوال النظام القديم، والانفتاح الأوروبي والعربي على الحكومة السورية الجديدة.
وفي هذا السياق، يتساءل كثيرون عن مدى استعداد المجتمع الدولي لمواجهة هذه الخروقات الإسرائيلية المتكررة، وهل سيتحرك فعلاً لحماية سيادة سوريا التي بدأت تستعيد موقعها في المعادلة الإقليمية.
إقراء ايضا:
وفد من وجهاء السويداء يزور داريا والأمن العام يفرض سيطرته على أشرفية صحنايا
الرئاسة السورية: الرئيس الشرع لا يملك حساباً على السوشال ميديا
تطبيق شام كاش يدخل الخدمة: راحة للموظفين أم عبء جديد
نور الدين البابا متحدثاً باسم الداخلية السورية لتعزيز التواصل الإعلامي
صندوق النقد الدولي يؤكد استمرار الحوار مع سوريا تمهيدًا لاستئناف التعاون
وزارة المالية تبدأ بصرف مستحقات أكثر من 700 ألف متقاعد في سوريا
أردوغان يحث ترمب على رفع العقوبات عن سوريا خلال مكالمة تناولت ملفات إقليمية حساسة
ماكرون يستقبل الرئيس السوري في باريس: دعم فرنسي لسوريا جديدة