
إيران تعزز وجودها العسكري في سوريا عبر غرفة عمليات على الحدود اللبنانية
إيران تعزز وجودها العسكري في سوريا عبر غرفة عمليات على الحدود اللبنانية
تسير الأحداث في سوريا نحو تصعيد جديد، حيث أظهرت التحركات الأخيرة على الحدود السورية اللبنانية تأثيرًا كبيرًا لإيران في المنطقة، حيث أُفيد بتأسيس غرفتي عمليات إحداهما في العراق والأخرى في بلدة بديتا قرب الحدود السورية اللبنانية. هذا التحرك يأتي في وقت حساس بعد الهجوم الواسع الذي شنه فلول النظام السوري المخلوع على قوات الأمن في الساحل السوري.
هجوم منسق وتورط حزب الله
في السادس من مارس الجاري، شنت فلول النظام المخلوع هجومًا واسعًا على مواقع تابعة لقوى الأمن في الساحل السوري، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 120 فردًا من قوات الأمن، ما يعكس حجم الاستعدادات العسكرية الكبيرة لهذا الهجوم. وقد استهدف الهجوم قوات الأمن أثناء توجهها لمداهمة أحد المواقع التي يُشتبه في وجود ضباط رفيعي المستوى من النظام المخلوع فيها.
وأظهرت معلومات جديدة عن تورط حزب الله في هذه الأحداث، حيث أفادت مصادر لبنانية بتنسيق الحزب مع العناصر الموالية للنظام المخلوع في تنفيذ هذه الهجمات، بينما قامت السلطات اللبنانية بفتح تحقيقات بهذا الشأن، بما في ذلك استدعاء مسؤولين من حزب الله للاستفسار عن تحركاتهم داخل سوريا.
إيران تعزز وجودها العسكري في المنطقة
إيران، التي كانت تراقب عن كثب تطورات الوضع في سوريا، قد أسست غرفتي عمليات للإشراف المباشر على الوضع الميداني في سوريا والعراق. ومع تراجع سيطرة النظام السوري على بعض المناطق، ترى إيران أن الحفاظ على وجودها العسكري في المنطقة أصبح أمرًا بالغ الأهمية. من خلال تنسيق العمليات مع حزب الله وتوفير الدعم المالي واللوجستي من فصائل عراقية موالية لها، تحاول إيران إعادة ترسيخ نفوذها في سوريا بعد فقدان الكثير من شبكاتها الاستخباراتية في المناطق الجنوبية.
أهداف إيران في سوريا
تسعى إيران إلى استعادة بعض من نفوذها الذي فقدته عقب سقوط نظام الأسد، خصوصًا في ظل الضغوط الأمريكية والعقوبات التي تواجهها. طهران تعمل على إعادة تأسيس مناطق أمنية لها في سوريا، وهو ما ينعكس في محاولتها لتحريك فلول النظام المخلوع واستغلال الوضع الأمني الهش في الساحل السوري. كما تسعى إيران لإعادة تعزيز قدراتها الاستخباراتية التي تعرضت لانتكاسات كبيرة، ولا سيما من خلال المساعدة في إعادة تمويل الهجمات ونقل الأسلحة عبر الحدود.
موجات اضطراب متوقعة في المستقبل
تتوقع المصادر الأمنية في سوريا مزيدًا من الاضطرابات الأمنية بسبب انخراط عدد كبير من العناصر السابقة في قوات الأسد في الأحداث الأخيرة. هؤلاء العناصر يشنون الهجمات في الليل ثم يعودون إلى حياتهم الطبيعية، مما يجعل من الصعب ضبط الوضع بسرعة. مع استمرار تدفق الأموال والأسلحة من لبنان، من المتوقع أن تزداد حدة الهجمات في المستقبل.
الخلاصة
إيران تلعب دورًا محوريًا في خلط الأوراق في سوريا من خلال تحركاتها العسكرية واللوجستية في الساحل السوري، مع تنسيقها المستمر مع حزب الله وفصائل عراقية موالية لها. هذه التحركات تهدف إلى الحفاظ على نفوذ إيران في سوريا وتوفير مساحة أكبر لتصعيد الهجمات ضد قوات النظام السوري في الساحل والمناطق المجاورة.
إقراء ايضا:
مظاهرات في مراكز المدن السورية دعماً للدولة السورية
لمناقشة التعاون الأمني.. اجتماع في عمّان يضم سوريا وتركيا والأردن والعراق
الأمن العام يضبط سيارة أسلحة لفلول النظام المخلوع في اللاذقية