أخبار سياسية

اتصال رسمي بين الشيباني وروبيو: ملفات استراتيجية على طاولة الحوار السوري الأميركي

اتصال رسمي بين الشيباني وروبيو:في تطور دبلوماسي لافت، كشفت وزارة الخارجية السورية يوم الجمعة 4 تموز 2025، عن مضمون اتصال هاتفي جرى بين وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني ونظيره الأميركي ماركو روبيو، حيث ناقش الجانبان جملة من الملفات الحساسة ذات الطابع السياسي والأمني والاقتصادي، في إطار السعي لتوسيع مساحات التفاهم بين دمشق وواشنطن.

🔶 العقوبات الأميركية.. وملف قانون قيصر

تناول الاتصال بشكل رئيسي العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، وخصوصاً “قانون قيصر”، الذي لا يزال يشكل أبرز عائق أمام انخراط الاستثمارات الأجنبية في السوق السوري. وأكد الوزير الشيباني أن سوريا تتطلع إلى شراكة حقيقية مع واشنطن في ملف رفع العقوبات، منوهاً إلى ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الحصار الاقتصادي الذي أثر بشكل مباشر على معيشة الشعب السوري.

في المقابل، أعاد الوزير الأميركي التأكيد على التوجه الرسمي لإدارة الرئيس دونالد ترمب برفع العقوبات تدريجياً، مشيراً إلى أن القرار التنفيذي الصادر مؤخراً يمثل “خطوة تاريخية” قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين. وأكد روبيو أن الإدارة الأميركية تعمل حالياً مع الكونغرس على إلغاء قانون قيصر خلال الأشهر المقبلة.

🔶 نحو لجنة مشتركة للأسلحة الكيميائية

في سياق تعزيز الشفافية، أعلن الوزيران عن التوصل إلى اتفاق مبدئي على تشكيل لجنة مشتركة سورية – أميركية تُعنى بملف الأسلحة الكيميائية، وتعمل تحت إشراف أممي لضمان تلبية سوريا التزاماتها الدولية في هذا المجال. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها جزء من بناء الثقة وإعادة ترتيب العلاقات على أسس قانونية ومؤسساتية.

🔶 الملف الإيراني: رفض سوري – أميركي مشترك للتدخل الخارجي

وفي ما يتعلق بالملف الإقليمي، أبدى الطرفان موقفاً موحداً من تدخلات إيران المتزايدة في سوريا. وأعرب الوزير الشيباني عن قلق دمشق من محاولات طهران استغلال الوضع الداخلي السوري لتحقيق مكاسب إقليمية، خصوصاً في أعقاب الضربات التي تعرضت لها مواقع إيرانية داخل سوريا. ولاقى هذا الموقف تأييداً من الجانب الأميركي، الذي اعتبر أن أي محاولة لتغيير موازين القوى في سوريا من قبل طهران ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي.

🔶 مكافحة الإرهاب: تعاون استخباراتي مرتقب

ناقش الوزيران أيضاً قضية مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش، في ظل استمرار التهديدات الأمنية التي يمثلها التنظيم، وخاصة بعد الهجوم الدموي على كنيسة مار إلياس في دمشق مؤخراً. وأكد الجانبان أن التصدي لهذا التهديد يتطلب تنسيقاً أمنياً فعالاً، حيث أبدت واشنطن استعدادها لدعم القدرات السورية أمنياً واستخبارياً بهدف إحباط الهجمات الإرهابية قبل وقوعها.

🔶 الاعتداءات الإسرائيلية.. ودعوة للعودة إلى اتفاق 1974

أعرب الوزير الشيباني عن استياء سوريا من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على جنوب البلاد، مؤكداً تمسك دمشق بتطبيق اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، كمدخل لتهدئة طويلة الأمد. أما الوزير الأميركي، فحذر من أن تقسيم سوريا أو انزلاقها مجدداً إلى الحرب الأهلية سيكون من أخطر السيناريوهات على أمن واستقرار الشرق الأوسط.

🔶 إعادة فتح السفارة الأميركية في دمشق

واختُتم الاتصال بإعلان نية الولايات المتحدة إعادة فتح سفارتها في دمشق خلال الفترة القادمة، وهو ما يُعد مؤشراً قوياً على إعادة الحرارة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما تم توجيه دعوة رسمية من واشنطن إلى الوزير الشيباني لزيارة الولايات المتحدة، في أول زيارة من نوعها منذ أكثر من عقد.


ختاماً

يحمل هذا الاتصال الهاتفي بين الشيباني وروبيو دلالات متعددة، أبرزها أن سوريا والولايات المتحدة تدخلان مرحلة جديدة من الحوار والانفتاح السياسي، في ظل تغير المعطيات الإقليمية والدولية. ومن شأن هذه التحركات أن تسهم في تطبيع تدريجي للعلاقات وتوفير مناخ مناسب للاستقرار وإعادة الإعمار في سوريا.

إقراء ايضا:

سوريا تستعد للكشف عن هوية الدولة الجديدة.. إعلان رسمي بحضور الرئيس الشرع مساء اليوم

آلية جديدة لعبور السوريين من تركيا لسوريا عبر معبر باب الهوى

بعد زيارته لحلب وإدلب.. وفد أممي يوجه نداء عاجلاً للاستثمار في سوريا

الشرع: الهوية البصرية الجديدة تعكس وحدة سوريا وترفض أي شكل من أشكال التقسيم

الإعلام السورية تُعلن شروط ترخيص القنوات والمنصات الرقمية: تغييرات جذرية في بيئة العمل الإعلامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى