
اجتماعات مباشرة بين سوريا وإسرائيل لاحتواء التوترات الأمنية بوساطة أميركية
اجتماعات مباشرة بين سوريا وإسرائيل:في خطوة غير مسبوقة منذ عقود، كشفت وكالة رويترز أن سوريا وإسرائيل عقدتا لقاءات مباشرة خلال الأسابيع الماضية، في محاولة لتخفيف التوترات الأمنية على الحدود المشتركة. وأكدت خمسة مصادر مطّلعة للوكالة أن هذه المحادثات تمثل تحولاً مهماً في طبيعة العلاقة بين الجانبين، في ظل دعم أميركي متزايد للحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
لقاءات في مناطق خاضعة للاحتلال
المصادر أوضحت أن الاجتماعات عُقدت في أكثر من جولة، بعضها داخل مناطق خاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وشملت نقاشات أمنية حساسة تتعلق بمنع الاشتباكات والتوغلات في القرى الحدودية، لا سيما في القنيطرة والسويداء. وقاد المفاوضات من الجانب السوري أحمد الدالاتي، المسؤول الأمني السابق ومحافظ القنيطرة الحالي، بينما لم تُكشف هوية المشاركين الإسرائيليين، رغم تأكيد أن بعضهم ينتمي إلى أجهزة أمنية رفيعة.
دعم أميركي وتراجع في التصعيد الإسرائيلي
تأتي هذه اللقاءات في ظل تقارب بين واشنطن ودمشق، تجلّى بلقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض مطلع هذا الشهر، حيث دعا ترمب نظيره السوري إلى استثمار “فرصة تاريخية لإعادة توحيد سوريا وتحقيق السلام”. ويبدو أن هذا اللقاء لعب دوراً محورياً في تراجع وتيرة الغارات الإسرائيلية داخل سوريا مؤخراً.
ووفق مصادر استخباراتية، فإن الاستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه سوريا أجبرت إسرائيل على إعادة تقييم تحركاتها في المنطقة، بعد أن كانت تراهن على استمرار الفوضى عقب سقوط النظام السابق بقيادة بشار الأسد.
الوساطة الإماراتية وتواصل غير معلن
ذكرت المصادر أن المحادثات لا تقتصر على اللقاءات المباشرة، بل تشمل تواصلاً غير معلن عبر وسطاء إقليميين، أبرزهم الإمارات، التي لعبت دوراً في تسهيل الحوار بين الجانبين. كما تحدثت الوكالة عن رسالة رسمية بعثتها الخارجية السورية إلى واشنطن الشهر الماضي، جاء فيها:
“نؤكد التزامنا بعدم السماح بأن تكون سوريا مصدر تهديد لأي جهة، بما في ذلك إسرائيل.”
وقد أظهرت القيادة السورية الجديدة نواياها السلمية من خلال لقاء ممثلين عن الجالية اليهودية واعتقال عناصر من “الجهاد الإسلامي”، على خلفية الاشتباه بمشاركتهم في هجوم 7 أكتوبر 2023.
لا تطبيع حتى الآن.. التركيز على التهدئة
رغم هذه المؤشرات، شددت المصادر على أن ملف التطبيع لم يُطرح بشكل مباشر، حيث ينصبّ التركيز في الوقت الراهن على منع التصعيد وضبط الحدود، بما يشمل تطبيق اتفاق فصل القوات لعام 1974. وقال أحد المصادر:
“الهدف الحالي هو تجنب الحرب، أما التطبيع فهو مؤجل في هذه المرحلة”.
يُذكر أن هذه الاتصالات تُعد الأولى من نوعها بهذا الشكل العلني بين الجانبين، وسط صمت رسمي من وزارتي الخارجية في كل من سوريا وإسرائيل حتى الآن.