
اجتماع ثلاثي قسد مسد الإدارة الذاتية التنسيق مع دمشق تعزيز التعاون
اجتماع ثلاثي قسد مسد الإدارة الذاتية التنسيق مع دمشق تعزيز التعاون
في خطوة هامة نحو تعزيز التعاون بين الأطراف الفاعلة في شمال وشرق سوريا، عُقد يوم الثلاثاء اجتماع ثلاثي جمع كلًا من قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، التي تسيطر على مناطق واسعة في تلك المنطقة. الاجتماع تمخض عن سلسلة من الاتفاقات التي تهدف إلى تعزيز التنسيق العسكري والمدني بين هذه الأطراف وبين الحكومة السورية في دمشق، ما قد يكون له تأثير كبير على الوضع الأمني والمعيشي في المنطقة.
دمج “قسد” ضمن هيكلية الجيش السوري
من أبرز النتائج التي تم التوصل إليها في الاجتماع هو دمج “قسد” والمؤسسات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية ضمن هيكلية الجيش السوري. وهذه الخطوة تعد نقلة نوعية في العلاقة بين “قسد” والجيش السوري، حيث تسعى هذه الأطراف إلى تعزيز التعاون العسكري بينهما، وهو ما قد يسهم في توفير استقرار أكبر في المنطقة.
ويعد هذا القرار بمثابة تحوّل في العلاقة بين هذه المكونات المحلية والسلطات السورية المركزية، خاصةً مع تزايد الحاجة إلى استقرار المنطقة بعد سنوات من النزاع. وقد يشير هذا الاتفاق إلى إمكانية إقامة تعاون طويل الأمد بين الأطراف المختلفة بهدف الحفاظ على الأمن وتنسيق الجهود لمكافحة التهديدات الأمنية في المنطقة.
تفعيل المؤسسات المدنية والخدمية
جانب آخر من الاتفاقات التي تم التوصل إليها في هذا الاجتماع هو إعادة تفعيل المؤسسات المدنية والخدمية التابعة للدولة في مناطق شمال وشرق سوريا. هذه الخطوة تهدف إلى تحسين الواقع المعيشي والخدمي للسكان المحليين، وهو أمر مهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العديد من سكان المنطقة.
إعادة تفعيل هذه المؤسسات سيكون له تأثير إيجابي على مستوى الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية. ومن المتوقع أن تساهم هذه الخطوة في تحسين حياة المواطنين في تلك المناطق، مما يعزز الثقة بين الأهالي والحكومات المحلية والدولة المركزية.
انسحاب المقاتلين الأجانب
كما تم الاتفاق خلال الاجتماع على ضرورة انسحاب جميع المقاتلين غير السوريين من صفوف “قسد” ومنطقة شمال وشرق سوريا بشكل عام. يأتي هذا القرار في إطار سعي الأطراف المجتمعة لضبط الأوضاع الأمنية، حيث يعد وجود المقاتلين الأجانب في المنطقة مصدر قلق بالنسبة للعديد من الأطراف المحلية والدولية.
إزالة التواجد العسكري غير السوري من المنطقة يمكن أن يساهم في تخفيف التوترات الإقليمية ويعزز من استقرار الوضع الداخلي. وتعتبر هذه الخطوة مهمة في إطار التفاوضات المستقبلية بين الأطراف المحلية والنظام السوري.
تكثيف التنسيق مع الحكومة السورية
فيما يتعلق بالتنسيق مع الحكومة السورية، تم التأكيد على ضرورة تكثيف الاجتماعات والاتصالات مع دمشق بهدف تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف السورية. وهذا يشمل العمل على تسهيل عودة النازحين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم، حيث يتطلع الجميع إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.
كما شددت الأطراف المجتمعة على أهمية التعاون في القضايا الوطنية، والتي تشمل إعادة إعمار المناطق المتضررة من النزاع وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات الاقتصادية. ومن المتوقع أن تكون هذه الخطوات بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين مختلف الفصائل السورية مع الحكومة المركزية في دمشق، بهدف بناء سوريا ما بعد النزاع.
دور “قسد” في تعزيز الوحدة الوطنية
في خطوة متقدمة نحو الوحدة الوطنية، هنأ قائد “قسد” مظلوم عبدي، الرئيس السوري أحمد الشرع بمناسبة توليه رئاسة البلاد. عبدي أعرب عن دعمه لتعزيز التواصل بين جميع السوريين، مؤكداً على أهمية العمل المشترك لتحقيق الاستقرار والازدهار في سوريا. هذه الرسالة تأتي في وقت حساس حيث تحاول العديد من القوى الإقليمية والدولية إعادة تشكيل المشهد السياسي في سوريا.
الخطوات التي تم التوصل إليها في هذا الاجتماع تعتبر جزءاً من الجهود المتواصلة التي تسعى لتحقيق استقرار دائم في شمال وشرق سوريا، وهي تعكس رغبة مشتركة بين مختلف الأطراف لتجاوز الخلافات السابقة والعمل على تحقيق مصالح الشعب السوري بشكل عام.
التوقعات المستقبلية
ما زالت التحديات كبيرة أمام هذه الأطراف في تحقيق استقرار مستدام في المنطقة. ومع ذلك، يعد هذا الاجتماع بمثابة خطوة إيجابية نحو التعاون المستقبلي. إذا تم تنفيذ هذه الاتفاقات بنجاح، فإنها قد تساهم بشكل كبير في استقرار الوضع الأمني وتحسين الوضع الإنساني في المنطقة.
التنسيق بين قسد، مسد، الإدارة الذاتية والحكومة السورية يمثل مساراً جديداً في العمل المشترك، ويمكن أن يؤسس لنموذج يمكن تكراره في مناطق أخرى من سوريا. ومع استمرار المحادثات والاتفاقات، من المرجح أن يشهد الشمال والشرق السوري تحولات هامة على مختلف الأصعدة الأمنية والمدنية.
خلاصة
يشكل هذا الاجتماع نقطة تحول في العلاقات بين الأطراف السورية، ويظهر التوجه نحو مزيد من التعاون والانسجام بين القوى المحلية والحكومة السورية. وعلى الرغم من التحديات التي قد تظهر في المستقبل، فإن هذه الخطوات تمثل أملًا جديدًا لسوريا في مرحلة ما بعد النزاع، وقد تساهم في تحقيق الاستقرار والأمن لجميع السوريين.
إقراء ايضا:
انفجارات لمخلفات الحرب شرقي سوريا و 13 قتيلاً وجريحاً
الرئيس السوري أحمد الشرع في أول زيارة داخلية: جولة مفاجئة لمخيمات النازحين في إدلب
سيطرة “الإدارة الذاتية” على المشفى القامشلي الوطني لخدمة عناصرها
صابة 7 مدنيين بحالات اختناق إثر حريق في مطعم بمدينة قدسيا بريف دمشق