
الإدارة الذاتية: تقدّم في الحوار الكردي وانتقادات حادّة للحكومة السورية الجديدة
الإدارة الذاتية: تقدّم في الحوار الكردي:في ظل المتغيرات السياسية التي تشهدها الساحة السورية، برزت تصريحات لافتة من إلهام أحمد، ممثلة دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، خلال لقائها وفدًا برلمانيًا من بريطانيا والاتحاد الأوروبي في مدينة القامشلي.
حوار كردي نشِط وتحضيرات دستورية
أعلنت أحمد عن استمرار الحوارات الجادة بين الأحزاب الكردية بهدف تحقيق وحدة الصف، في خطوة تمهد لعقد مؤتمر وطني موسّع في 18 نيسان الجاري. هذا المؤتمر من المقرر أن يتبعه تشكيل لجنة موحدة للإشراف على صياغة مسودة دستور جديد لسوريا، يشمل جميع مكونات المجتمع السوري دون استثناء.
وأكدت أحمد أن عملية صياغة الدستور يجب أن تسبقها لجان وطنية تضم كافة أطياف المجتمع لضمان تمثيل حقيقي ومتوازن، بعيدًا عن الإقصاء والتهميش الذي عانى منه السوريون طيلة العقود الماضية.
انتقادات للحكومة الجديدة: تمثيل هش وأيديولوجيا سلفية
في موقف سياسي صريح، وجّهت أحمد انتقادات حادة للحكومة السورية الجديدة، ووصفتها بأنها عاجزة عن تمثيل التنوع المجتمعي في سوريا، وتعتمد أيديولوجيا إسلامية سلفية تُقصي مكونات أساسية في البلاد.
وأضافت أن النظام يحاول إظهار نفسه بمظهر المدافع عن حقوق الإنسان أمام المجتمع الدولي، بينما ممارساته اليومية تناقض هذه الصورة بشكل واضح.
دعوات لفدرالية سورية عادلة
الملف الكردي شهد تطورًا إضافيًا مع اقتراب موعد إعلان “الرؤية السياسية الكردية المشتركة” بين المجلس الوطني الكردي (ENKS) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD). الوثيقة، التي اتُّفق عليها في آذار الماضي، تدعو إلى اعتماد نظام حكم لا مركزي فدرالي في سوريا، يضمن التوزيع العادل للسلطة والثروة، وإعادة النظر بالتقسيمات الإدارية.
كما تطالب الوثيقة بتوحيد المناطق الكردية سياسيًا وإداريًا، والاعتراف باللغة الكردية كلغة رسمية، مع إنهاء السياسات التمييزية ضد الأكراد، مثل مشروع الحزام العربي والإحصاء الاستثنائي لعام 1962.
رؤية اقتصادية مستقلة
في الجانب الاقتصادي، أشارت أحمد إلى أن الإدارة الذاتية تتمتع بإعفاء جزئي من العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، وقدّمت لواشنطن قائمة بالاستثمارات المسموح بها. لكنها لفتت إلى تراجع وجود المنظمات غير الحكومية في المنطقة، وانتقال عدد منها إلى دمشق.
خلاصة
تصريحات إلهام أحمد تعكس حراكًا سياسيًا كرديًا متسارعًا يهدف إلى تثبيت موقع الأكراد كشريك رئيسي في مستقبل سوريا السياسي. كما توضح حجم الفجوة بين الإدارة الذاتية والحكومة المركزية في دمشق، سواء من حيث الرؤية السياسية أو بنية الحكم أو توزيع السلطة.
مع اقتراب الإعلان عن الرؤية المشتركة للأحزاب الكردية، تبدو المنطقة مقبلة على تحولات سياسية مهمّة قد تعيد رسم ملامح الخريطة الإدارية والسياسية لسوريا.
إقراء ايضا:
جريمة مروعة تهز حماة.. مقتل رجل وابنه برصاص مسلح ملثم في وضح النهار
نواف سلام في دمشق.. زيارة لترميم العلاقات والبحث في ملفات معقّدة
إنجازات سورية إماراتية.. زيارة الرئيس أحمد الشرع تحقق تقدماً كبيراً في 3 ملفات
سرقات متكررة تطال مراكز الكهرباء بدير الزور وانقطاع في الاتصالات بالحسكة