أخبار سياسية

الاحتلال الناعم في القنيطرة: إسرائيل في محاولة لعزل الجنوب السوري

الاحتلال الناعم في القنيطرة: إسرائيل في محاولة لعزل الجنوب السوري

في مشهد متكرر من سياسة “التوسع الصامت”. أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بوابة حديدية جديدة على طريق الحميدية – الصمدانية الغربية في ريف القنيطرة الجنوبي. لتضاف إلى بوابة أخرى نصبتها سابقًا، في خطوة وصفتها مصادر محلية بأنها “احتلال ناعم يزحف ببطء نحو الجنوب السوري”.

الاحتلال الناعم في القنيطرة:خنق القرى وعزل السكان

أهالي القنيطرة عبّروا عن غضبهم من الإجراءات الإسرائيلية التي تهدف، وفق وصفهم، إلى “خنق القرى السورية وفصلها جغرافيًا”، خصوصًا بعد أن أصبحت قرية الصمدانية شبه معزولة عن الحميدية·
وقال الشيخ عثمان الأحمد، أحد وجهاء المنطقة، إن “إسرائيل تنتهك اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974″، معتبرًا أن نصب البوابات محاولة لـ سلخ قرى الجنوب عن الجغرافيا السورية، تمامًا كما حدث في الجولان المحتل·

احتجاجات شعبية ومواجهات محدودة

شهدت القنيطرة الأسبوع الماضي احتجاجات شعبية ضد الدوريات الإسرائيلية. حيث اعترض الأهالي إحدى الدوريات ورشقوها بالحجارة، قبل أن ترد بإطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين.
الناشط أحمد كيوان أشار إلى أن هذه الأحداث “تعيد للأذهان مشاهد المواجهة الشعبية في ريف درعا”. مضيفًا أن “إسرائيل تستغل أي استقرار نسبي في الجنوب لتعيد خلط الأوراق وتؤكد حضورها العسكري والسياسي”.

أهداف سياسية تحت غطاء أمني

وجهاء القنيطرة يرفضون المبررات الأمنية التي تطرحها تل أبيب، مؤكدين أن الهدف سياسي بالدرجة الأولى، يرمي إلى فرض تغيير ديمغرافي تدريجي ودفع الأهالي نحو النزوح القسري·
ويقول الشيخ خالد قبلان: “الناس هنا بين خيارين أحلاهما مرّ. إما البقاء في قرى محاصرة أو مغادرتها قسرًا··· إسرائيل تدرك ذلك وتستخدمه لتوسيع نفوذها خطوة بخطوة”.

“الاحتلال الناعم”·· إستراتيجية إسرائيلية قديمة تتجدد

الخبير في الشأن الإسرائيلي سميح أبو صالح وصف ما يجري بأنه تطبيق دقيق لسياسة الاحتلال الناعم، أي السيطرة الميدانية الهادئة دون إعلان رسمي للضم·
وأوضح أن “إسرائيل لم تعد بحاجة إلى الدبابات لتوسيع نفوذها. بل تعتمد على إجراءات إدارية وأمنية صغيرة تُراكم تأثيرها مع الزمن”. مشيرًا إلى أن الهدف النهائي هو الضغط على الحكومة السورية الجديدة قبل أي مفاوضات محتملة مع واشنطن أو تل أبيب.

صمت دولي مقلق

يرى ناشطون أن صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة على انتهاكات إسرائيل في القنيطرة يشجع على استمرار هذا التمدد البطيء.
ويطالبون الحكومة السورية بالتحرك عبر قنوات دبلوماسية وأممية لوقف سياسة “العزل الجغرافي” التي تُمارس بحق القرى، محذرين من أن تكرار نصب البوابات قد يؤدي إلى فرض أمر واقع يصعب تغييره لاحقًا·

مشروع تغيير جغرافي بصمت

الاحتلال الناعم في القنيطرة:ما يجري في القنيطرة اليوم يبدو أبعد من مجرد نصب بوابات حديدية. إنه مشروع خفي لإعادة رسم حدود النفوذ الإسرائيلي في الجنوب السوري. بأسلوب بطيء وهادئ يعتمد على الاختراق التدريجي للقرى الحدودية.
وفي ظل الغياب الدولي والتغاضي الرسمي. يخشى سكان القنيطرة أن تتحول هذه البوابات إلى رموز لاحتلال جديد يرتدي قناع “الأمن” بينما يفرض واقعًا سياسيًا مغايرًا على الأرض.

 

إقراء المزيد:

الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟

اتفاقية توءمة بين تدمر وبيستوم لتعزيز التعاون الثقافي والسياحي

البيت الأبيض: لقاء الرئيس الشرع وترامب في واشنطن

جامعة حمص تبدأ إعادة الأساتذة المفصولين للعمل بعقود مؤقتة تمهيدًا لتثبيتهم رسميًا

الرئيس الشرع يترأس اجتماع مجلس التنمية الأعلى في سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى