
التوترات الروسية-السورية: كيف يؤثر لجوء الأسد على مستقبل القواعد العسكرية؟
تقارير استخباراتية: روسيا في موقف تفاوضي ضعيف في سوريا
التوترات الروسية-السورية:كشفت تقارير استخباراتية بريطانية أن منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اللجوء الإنساني لبشار الأسد في موسكو أدى إلى إضعاف الموقف التفاوضي الروسي مع الإدارة السورية الجديدة، مما يهدد مستقبل القواعد الروسية في سوريا.
ووفقًا لموقع ستاندرد البريطاني، فإن المفاوضات مستمرة بين ممثلي الحكومة الروسية والإدارة السورية حول مستقبل هذه القواعد، حيث تحاول موسكو الحفاظ على نفوذها العسكري والسياسي في المنطقة، رغم التحديات التي تواجهها.
الوجود الروسي في سوريا: تحديات متزايدة
ذكرت التقارير أن روسيا تبذل جهودًا كبيرة لإقناع القيادة السورية الجديدة بفوائد استمرار القواعد العسكرية الروسية، لكنها تواجه عقبات عدة، أهمها:
- لجوء بشار الأسد إلى موسكو، مما أضعف موقفها أمام الحكومة السورية الجديدة.
- المخاوف بشأن المصالح السورية، حيث تسعى الإدارة الجديدة إلى إعادة النظر في جميع الاتفاقيات السابقة.
- التراجع الاستراتيجي الروسي، خاصة بعد تنفيذ عمليات إجلاء جزئية من قاعدة طرطوس البحرية.
إجلاء القوات الروسية من طرطوس
أفادت التقارير الاستخباراتية أن روسيا بدأت عمليات إجلاء محدودة من قاعدة طرطوس البحرية، حيث غادرت سفينتان شحن روسيتان القاعدة يومي 28 و29 يناير الماضي، وعلى الأرجح أنهما كانتا تحملان معدات وأفرادًا إلى مواقع بديلة بعيدًا عن البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت التقارير أن أربع سفن تابعة للبحرية الروسية رافقت سفينتي الشحن، ما يشير إلى إعادة تموضع للقوات الروسية في ظل الغموض السياسي المحيط بعلاقتها مع الحكومة السورية الجديدة.
الموقف السوري: المصالح أولًا
من جانبه، صرح وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، بأن دمشق منفتحة على السماح لروسيا بالحفاظ على قواعدها الجوية والبحرية، لكن بشرط أن تكون أي اتفاقية متوافقة مع المصالح الوطنية السورية.
وأكد أبو قصرة أن الموقف الروسي تجاه الحكومة السورية الجديدة تحسّن منذ سقوط بشار الأسد، مشيرًا إلى أن دمشق تدرس جميع المطالب الروسية بعناية لضمان توافقها مع الأولويات الوطنية.
هل طلبت سوريا تسليم الأسد؟
فيما يتعلق بمصير بشار الأسد، رفض وزير الدفاع تأكيد ما إذا كان الرئيس أحمد الشرع قد طالب المسؤولين الروس بتسليم الأسد خلال اجتماع أواخر الشهر الماضي، لكنه أوضح أن مسألة محاسبته كانت ضمن القضايا المطروحة على الطاولة.
مفاوضات القواعد العسكرية: مستقبل غير محسوم
لا تزال المفاوضات بين دمشق وموسكو بشأن مستقبل القواعد الروسية مستمرة، وسط تباين في وجهات النظر حول شروط التواجد الروسي في البلاد. ويرى محللون أن التوترات الراهنة قد تدفع روسيا إلى إعادة النظر في استراتيجيتها السورية لضمان استمرار نفوذها في المنطقة.
في الوقت نفسه، تتطلع الحكومة السورية إلى إعادة التوازن في علاقاتها الخارجية، مع الحرص على عدم إثقال كاهل البلاد باتفاقيات طويلة الأمد قد تحدّ من استقلالية القرار السياسي السوري مستقبلاً.
ختامًا
التوترات الروسية-السورية:بينما تحاول روسيا ضمان بقاء قواعدها العسكرية، تتعامل سوريا مع الملف بحذر، واضعة المصالح الوطنية في المقام الأول. ويبقى السؤال الأهم: هل ستنجح موسكو في الحفاظ على نفوذها في سوريا، أم أن المتغيرات الجديدة ستفرض واقعًا مختلفًا؟