
التوترات الطائفية السورية تمتد إلى ألمانيا·· انعكاسات الأزمة السورية في المهجر
التوترات الطائفية السورية تمتد إلى ألمانيا:بعد أكثر من عقد على اندلاع الثورة السورية وما رافقها من صراعات طائفية داخل البلاد، بدأت آثار تلك الانقسامات تطفو على السطح بين أفراد الجالية السورية في أوروبا، وخصوصاً في ألمانيا، التي تضمّ أكبر تجمع للسوريين خارج وطنهم·
تقرير نشرته شبكة DW الألمانية، وترجمته الصحفية ربى خدام الجامع، تناول بالتفصيل كيف انتقلت التوترات الطائفية من الجنوب السوري إلى شوارع برلين ودوسيلدورف، حيث بات السوريون هناك يواجهون نوعًا جديدًا من الانقسام الذي ظنّوا أنهم تركوه وراءهم·
من السويداء إلى برلين·· امتدادٌ للأزمة
في منتصف تموز، اندلع صراع مسلح في محافظة السويداء بين مكونات درزية وسنية (بدو)، إثر عمليات خطف متبادلة تطورت إلى مواجهات دامية· هذه الأحداث لم تبقَ محصورة داخل الحدود السورية، بل ألقت بظلالها على الجالية السورية في ألمانيا، وخصوصاً بين شبّان من الطائفتين·
يقول حسان، لاجئ سوري في برلين، إنه لم يكن يُسأل عن طائفته منذ وصوله عام 2015، لكن “الأسئلة الطائفية عادت فجأة”، مضيفًا أن العلاقات بين السوريين بدأت تتصدع بسبب تصاعد خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي·
اشتباكات ومظاهرات في ألمانيا
تجلّى التوتر خلال مظاهرات شهدتها مدن ألمانية مثل برلين ودوسيلدورف، إذ وقعت اشتباكات بين مجموعات سورية على خلفيات سياسية وطائفية، ما استدعى تدخل الشرطة وفتح تحقيقات· ففي برلين، شهدت إحدى المظاهرات هتافات معادية للدروز وإسرائيل، مما دفع عمدة المدينة إلى التنديد ودعوة السلطات لاتخاذ إجراءات صارمة بحق المتورطين، بما في ذلك إمكانية الترحيل·
وفي دوسيلدورف، اندلع شجار عنيف بين مجموعتين سوريتين، إحداهما محسوبة على أطراف كردية والأخرى داعمة للحكومة السورية المؤقتة·
الإعلام الاجتماعي يؤجج الانقسامات
تُحمّل جهات حقوقية مثل “سيريا كامبين” جزءًا من المسؤولية إلى وسائل التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى ساحة لتبادل الاتهامات وبث الشائعات والتحريض الطائفي· وتطالب ناشطون، من بينهم المديرة التنفيذية للمنظمة رزان رشيدي، بتفعيل قانون الخدمات الرقمية الأوروبي لحماية السوريين وغيرهم من خطاب الكراهية المنتشر على الإنترنت·
حركات مدنية تواجه الانقسام
رغم التوترات، ظهرت مبادرات سورية تسعى إلى رأب الصدع· من أبرزها “حركة تسعة الشهر”، التي تشكّلت بعد تحرير السجناء السياسيين في 9 كانون الأول 2024، وتضم نشطاء سوريين من خلفيات متعددة· تنظم الحركة وقفات صامتة، وتطالب بتحقيق العدالة، ورفض الطائفية، وتأكيد وحدة السوريين·
يقول أحد مؤسسي الحركة: “نحن نؤمن أن سقوط نظام الأسد كان خطوة أولى نحو بناء سوريا مدنية ديمقراطية، لا تقوم على الطائفة أو العرق بل على حقوق الإنسان والقانون”·
أزمة بلا محاسبة·· وتبعات في المهجر
يرى مراقبون أن جزءًا من هذه التوترات نابع من غياب العدالة الانتقالية في سوريا حتى بعد سقوط النظام، ومن شعور متنامٍ بالخذلان· فغياب المساءلة في الداخل، يتزامن مع هشاشة الاندماج في الخارج، مما يفتح المجال أمام تصدير الانقسامات التاريخية·
وتختتم رشيدي بالقول: “هذه ليست حربًا انتقلت إلى أوروبا، بل هي ارتدادات زلزال لم يُعالج في موطنه”، محذّرة من تضخيم بعض الحوادث في الإعلام الأوروبي وتحميل اللاجئين وزر أزمات لم يصنعوها·
إقراء المزيد:
وزارة الداخلية السورية تنفي حصار السويداء وتصفه بـ”الكذب والتضليل”
الخارجية السورية تدعو لتدخل إنساني عاجل في السويداء وسط تدهور الأوضاع
ملك الأردن:دعم الأردن لسوريا واستقرار المنطقة
لقاء مرتقب بين لافروف والشيباني في موسكو: مرحلة جديدة في العلاقات الروسية السورية
سوريا تعود إلى منظومة الاتصالات العالمية: بعد عقد من العزلة الرقمية