أخبار سياسية

الحريري يهنئ الشرع على توليه الرئاسة ويؤكد تحسين العلاقات بين لبنان وسوريا

الحريري يهنئ الشرع على توليه الرئاسة

تلقى الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، برقية تهنئة من رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، سعد الحريري، عبّر فيها عن تفاؤله بمرحلة سياسية جديدة في سوريا بعد سنوات من الصراع وعدم الاستقرار. تأتي هذه التهنئة في وقت يشهد فيه المشهد السياسي في المنطقة تحولات جوهرية، وسط تطلعات نحو علاقات أكثر توازناً بين دمشق وبيروت.

تفاؤل بمستقبل سوريا بعد سقوط النظام السابق

في برقيته، وصف الحريري انتخاب الشرع بأنه “بداية مرحلة جديدة تُعبّر عن إرادة السوريين في التحرر من الطغيان”، مشيراً إلى أن هذه التطورات تفتح الباب أمام بناء سوريا جديدة قائمة على العدالة والحرية والكرامة. وأضاف أن هذه المرحلة تمثل فرصة لتحقيق تطلعات الشعب السوري الذي ناضل لسنوات طويلة من أجل التغيير.

كما شدد الحريري على أهمية تعزيز العلاقات بين لبنان وسوريا على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مؤكداً أن البلدين يرتبطان بتاريخ طويل من العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن التعاون بين الحكومتين يمكن أن يسهم في محو آثار الماضي وبناء مستقبل أكثر استقراراً.

عودة تيار المستقبل إلى الساحة السياسية

تأتي تهنئة الحريري للرئيس السوري الجديد بعد أيام من إعلانه عودة تيار المستقبل إلى العمل السياسي، وذلك خلال كلمة ألقاها في الذكرى العشرين لاغتيال والده، رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

وفي خطابه بساحة الشهداء في بيروت، قال الحريري: “منذ عشرين عاماً، تمكن اللبنانيون من طرد النظام السابق من بلادهم، واليوم يواصل الشعب السوري بطولاته في التخلص من الاستبداد وبناء دولته الحديثة”، مؤكداً على دعمه للإرادة الشعبية في سوريا والسعي إلى بناء علاقات متوازنة بين البلدين.

علاقات جديدة بين بيروت ودمشق

يأتي الموقف الجديد للحريري في ظل تغيرات إقليمية كبيرة، حيث تسعى بيروت إلى إعادة ترتيب علاقاتها مع دمشق وفق رؤية جديدة تتناسب مع التحولات السياسية في سوريا ولبنان.

وكانت العلاقة بين الحريري والنظام السوري السابق متوترة على مدار السنوات الماضية، خاصة بعد اغتيال والده عام 2005، وهي القضية التي ظلت محور خلاف سياسي بين الجانبين. وفي عام 2020، دانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان غيابياً سليم عياش، العضو في “حزب الله”، بتهمة اغتيال رفيق الحريري، ما زاد من تعقيد العلاقة بين تيار المستقبل وحلفاء النظام السابق.

مستقبل العلاقات السورية اللبنانية

مع تغير المشهد السياسي في سوريا، يبدو أن لبنان يتجه إلى فتح صفحة جديدة مع دمشق، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه البلدين، سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي. كما أن استقرار سوريا ينعكس بشكل مباشر على الوضع في لبنان، الذي يسعى إلى تجاوز أزماته الداخلية عبر تعزيز التعاون الإقليمي.

وبينما تتجه الأوضاع نحو تهدئة تدريجية في المنطقة، تبرز تساؤلات حول مدى تأثير التغيرات السياسية في سوريا على الساحة اللبنانية، وهل ستساهم هذه التطورات في إعادة رسم التوازنات السياسية بين القوى اللبنانية المختلفة؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى