الشيباني يعقد لقاءات دبلوماسية موسعة مع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول

الشيباني يعقد لقاءات دبلوماسية: في مؤشر جديد على عودة سوريا إلى المسرح الدبلوماسي الإقليمي، أجرى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، سلسلة لقاءات ثنائية مع نظرائه من سبع دول،

ضمن فعاليات الاجتماع الحادي والخمسين لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي تستضيفه مدينة إسطنبول التركية.”

تأتي هذه التحركات ضمن إطار أوسع لاستعادة الحضور السياسي والدبلوماسي السوري بعد أكثر من عقد على العزلة الدولية التي فرضها نظام بشار الأسد، في حين تشير اللقاءات إلى انفتاح دولي متزايد على الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع.

لقاءات دبلوماسية رفيعة المستوى

وشملت لقاءات الشيباني وزراء خارجية من:

• العراق: فؤاد حسين

• الأردن: أيمن الصفدي

• كازاخستان: مراد نورتليو

• أوزبكستان: بختيار سعيدوف

• أذربيجان: جيحون بيراموف

• ماليزيا: محمد حسن

• إمارة أفغانستان الإسلامية: أمير خان متقي

وقد تناولت هذه اللقاءات ملفات شديدة الأهمية، أبرزها:

• تنشيط العلاقات الثنائية في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتبادل الثقافي.

• التنسيق الإقليمي في قضايا الأمن والاستقرار.

• دعم جهود التنمية المستدامة ومواجهة التحديات الإنسانية.

• تبادل الرؤى بشأن تداعيات الصراع الإيراني الإسرائيلي.

• التأكيد على أهمية الدبلوماسية متعددة الأطراف لمواجهة أزمات النزوح واللاجئين.

أجندة التعاون الإسلامي

وشارك الشيباني في أعمال الدورة الوزارية التي ركّزت على عدد من الملفات البارزة، على رأسها:

• التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

• ملف اللاجئين السوريين والنزوح الإقليمي.

• تداعيات العدوان الإسرائيلي على إيران وسوريا.

• آليات تعزيز التعاون الإسلامي المشترك في التنمية والحوكمة.

ويُذكر أن سوريا استعادت عضويتها في منظمة التعاون الإسلامي في آذار/مارس الماضي، بعد تعليق دام 13 عامًا، وهو ما يعد تتويجًا للجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة الجديدة للعودة إلى المنظمات الإقليمية والدولية.

عودة دبلوماسية تدريجية

تأتي مشاركة سوريا في هذا الاجتماع الموسع بعد فترة من الجهود السياسية والدبلوماسية المكثفة التي قادتها وزارة الخارجية السورية، والهادفة إلى:

• إعادة بناء العلاقات مع الدول العربية والإسلامية.

• تصحيح صورة الدولة السورية في المحافل الإقليمية بعد رحيل النظام السابق.

• فتح ملفات التعاون الثنائي والمتعدد في مجالات التنمية والتجارة والأمن.

ويُنظر إلى هذه اللقاءات على أنها رسالة من المجتمع الدولي مفادها أن سوريا بدأت تستعيد مكانتها على الساحة الدبلوماسية، عبر نهج يعتمد على الواقعية والانفتاح والتوازن.

دلالات سياسية وأمنية

المحللون يرون في اللقاءات الثنائية التي أجراها الشيباني دلالات سياسية أعمق، تتمثل في:

• اعتراف إقليمي بسلطة الحكومة السورية الجديدة.

• رغبة الأطراف الدولية في استقرار سوريا باعتبارها لاعبًا أساسيًا في أمن الشرق الأوسط.

• توازن دقيق في العلاقات بين دمشق والعواصم المؤثرة، خصوصًا في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة.

كما تشير مصادر دبلوماسية إلى أن لقاء الشيباني مع نظيره الأردني أيمن الصفدي يحمل أهمية خاصة في ظل ملف اللاجئين السوريين وسبل إعادتهم، إضافة إلى التعاون الأمني بين البلدين.

نحو سياسة خارجية أكثر توازناً

من جهته، يرى الباحث في الشأن الإقليمي، طه عودة أوغلو، أن حضور الشيباني القوي في هذه الدورة يمثل ترجمة عملية لسياسة خارجية سورية جديدة، تقوم على:

• الحضور المتعدد في المنظمات الإقليمية.

• تعزيز العلاقات الاقتصادية لا الأمنية فقط.

• التركيز على التنمية الداخلية والاستقرار المجتمعي من خلال الشراكات الدولية.

ويضيف أن “التركيز على دول آسيا الوسطى وأفغانستان وماليزيا، يعكس رغبة دمشق في تنويع الشركاء السياسيين والاقتصاديين خارج المحور التقليدي”.

خاتمة: عودة محسوبة إلى الدبلوماسية الدولية

لقاءات الشيباني في إسطنبول هي أكثر من مجرد مجاملات بروتوكولية؛ إنها جزء من رؤية متكاملة لإعادة بناء السياسة الخارجية السورية. فالحكومة الجديدة تسعى ليس فقط لاستعادة الشرعية الإقليمية، بل لإثبات أنها قادرة على إدارة ملفات معقدة بعقلانية وتوازن، بعيدًا عن الشعارات الأيديولوجية التي مزّقت البلاد لعقود.

وإذا استمرت هذه الديناميكية، فإن سوريا قد تكون أمام مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي والانفتاح الدبلوماسي، تمهّد لاستثمارات وتنمية تحتاجها البلاد بشدة.

---

إقراء المزيد

هل تتحول إيران إلى تشيرنوبيل جديدة؟ خبراء يحذرون الشرق الأوسط على حافة إشعاع نووي

انتخابات تشريعية مرتقبة في سوريا: لأول مجلس شعب شرعي خلال 90 يوماً

اليوم الثامن من الحرب: تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل وسط تهديدات أميركية مباشرة

الوزيرة قبوات: نظام جديد لعمل الجمعيات الأهلية في سوريا… وملفات التسول والعمالة أولوية

القبض على وسيم الأسد في سوريا

مسلحون يهاجمون سيارة أمن داخلي في درعا واشتباكات تسفر عن قتيل

اليوم التاسع من الحرب: إيران تغيّر عقيدتها الصاروخية وأميركا تمنح فرصة أخيرة للدبلوماسية