أخبار سياسية

الفراغ السياسي في الساحل السوري بعد سقوط الأسد

الفراغ السياسي في الساحل السوري: الفراغ الذي تركه نظام شمولي بعد عقود من حكم أمني مركزي وهيمنة شمولية، يشهد الساحل السوري فراغًا سياسيًا عميقًا، هو الأوسع منذ تأسيس النظام البعثي· لم يُبقِ النظام المخلوع أي تمثيل أهلي أو مدني مستقل، فقد فكّك الزعامات العشائرية والدينية، وحوّل المؤسسات الحزبية والنقابية إلى أدوات للسيطرة لا للتمثيل·

الفرص والمخاطر في مرحلة ما بعد الأسد

سقوط النظام ترك مساحة فارغة قابلة للاستغلال من قبل شخصيات انتهازية أو تعيينات سلطوية جديدة قد تعيد إنتاج الاستبداد· بالمقابل، يرى بعض الأكاديميين أن الحل يكمن في تفعيل المجتمع المدني كممر لبناء تمثيل سياسي ديمقراطي حقيقي ينطلق من القاعدة المجتمعية·

تحديات تفعيل المجتمع المدني

يواجه هذا المسار عقبات كبيرة: غياب البيئة القانونية، تآكل الثقة الاجتماعية، وغياب المؤسسات البديلة· وحتى الآن، لا توجد قيادات تحظى بشرعية شعبية قادرة على قيادة هذا التحول·

شهادات من الداخل: من سيمثل الناس؟

د· منير شحود يرى أن لا أحد يدّعي تمثيل الساحل الآن، وأن إعادة صياغة التمثيل تحتاج إلى سنوات من العمل المجتمعي والديمقراطي، عبر منظمات ومجالس تمثّل الناس دون الرجوع إلى الانتماءات الطائفية أو العشائرية·

رجال الدين·· بين الرفض والتوظيف السياسي

يظل دور رجال الدين في الساحل مثار جدل، لا سيما في ظل تصاعد خطاب ديني لم يكن تقليديًا في المنطقة· البعض يرفض تدخلهم في السياسة، والبعض الآخر يرى أنهم قد يساهمون في التهدئة، شرط أن يكونوا متنورين لا تابعين·

المال السياسي وأثرياء الحرب

أثرياء الحرب في الساحل باتوا جزءًا من المشهد، لكن غالبيتهم لا يحظون بثقة المجتمع· فمعظمهم كوّن ثروته بطرق غير شفافة خلال سنوات النزاع، ولا يُنظر إليهم كبديل سياسي شرعي·

المرأة والنخب المدنية·· مؤهلات في الظل

تلفت الكاتبة رماح بوبو إلى أن النخب المؤهلة فكريًا وأخلاقيًا بقيت في الظل، بعضها في المعتقل أو في المنافي، وبعضها نجح في الحفاظ على استقلاله الأخلاقي والثقافي، خاصة بين النساء، رغم التضييق· وتشير إلى نشاطات ثقافية مستقلة حافظت على حيوية مدنية ضعيفة لكنها حقيقية·

“المشيخة” المرتبطة بالسلطة

يرى نبيه النبهان أن النظام استبدل المرجعيات التقليدية الدينية والمدنية بما سماه “المشيخة المرتبطة بالسلطة”، حيث لعب بعض ضباط الأمن أدوارًا دينية واجتماعية موازية، مما أدى إلى تهميش الوجهاء التقليديين واحتكار النفوذ·

هل يمكن للوجهاء العودة؟

الوجهاء المحليون فقدوا نفوذهم، ومعظمهم لم يستطع التكيف مع مرحلة ما بعد النظام، سواء بسبب شيخوختهم السياسية أو ارتباطهم السابق بالسلطة· بعض الشخصيات الجديدة تحاول الظهور، لكنها بحاجة إلى قاعدة شرعية لا يمكن بناؤها إلا بمشروع وطني حقيقي جامع·

الطريق نحو تمثيل ديمقراطي

ما لم يتم تفعيل آليات تمثيلية نزيهة تبدأ من المجالس المحلية وتعتمد على انتخابات ديمقراطية شفافة، فإن الفراغ في الساحل سيظل مفتوحًا أمام احتمالات خطرة· التحدي الأكبر هو في تمكين المجتمع المدني من استعادة دوره، ومنع عودة الاستبداد تحت غطاء جديد·

 

إقراء المزيد:

وزارة الداخلية السورية تنفي حصار السويداء وتصفه بـ”الكذب والتضليل”

الخارجية السورية تدعو لتدخل إنساني عاجل في السويداء وسط تدهور الأوضاع

ملك الأردن:دعم الأردن لسوريا واستقرار المنطقة

لقاء مرتقب بين لافروف والشيباني في موسكو: مرحلة جديدة في العلاقات الروسية السورية

 سوريا تعود إلى منظومة الاتصالات العالمية: بعد عقد من العزلة الرقمية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى