
الموساد يعيد بدلة الجندي فلدمان قبل رفاته: عملية سرية معقدة داخل سوريا بدأت قبل سقوط الأسد
الموساد يعيد بدلة الجندي فلدمان قبل رفاته: كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، يوم الأحد، تفاصيل جديدة حول واحدة من أكثر العمليات الاستخباراتية تعقيداً نفذها جهاز الموساد داخل الأراضي السورية، تمهيداً لاستعادة رفات الجندي الإسرائيلي تسفي فلدمان، الذي قُتل في معركة السلطان يعقوب عام 1982 في لبنان، ونُقل جثمانه لاحقاً إلى سوريا.
ووفقاً للتقرير، فإن العملية بدأت قبل سقوط نظام بشار الأسد، واستمرت قرابة خمسة أشهر، بمشاركة وحدات متخصصة في العمل السري، دون أن تُنفذ من قبل قوات إسرائيلية مباشرة، وإنما من خلال عناصر غير إسرائيلية تمكنت من اختراق المنطقة المستهدفة على عمق عشرات الكيلومترات داخل الأراضي السورية.
“خدعة ميدانية” سمحت بالوصول للموقع رغم الأوامر بإطلاق النار
تقول الصحيفة إن عناصر الفريق نفذوا ما وصِف بـ”خدعة ميدانية” للحصول على تصريح يتيح لهم التواجد في المنطقة المحيطة بالمقبرة التي دُفن فيها الجندي. وعلى الرغم من أوامر بإطلاق النار على أي عنصر يقترب من المقابر، نجح الفريق في بناء علاقة مع حراس الموقع سمحت لهم بالتحرك بحذر شديد داخل المنطقة.
واستُخدمت تقنيات مراقبة متطورة إلى جانب وسائل تقليدية لجمع الأدلة، حيث لم يكن مسموحاً للفريق بالحفر، مما جعل العملية شديدة التعقيد من الناحية اللوجستية والأمنية.
البدلة كانت المؤشر الحاسم
وبحسب أحد المصادر، فإن الفريق تمكن من العثور أولاً على بدلة فلدمان العسكرية قبل الرفات، وهو ما مثّل لحظة حاسمة. وقال مصدر من الموساد: “عندما رأينا البدلة، عرفنا أننا في المكان الصحيح حتى قبل فحص الحمض النووي. كانت لحظة مؤثرة جداً. وعندما وصلت الورقة إلى رئيس الموساد كتب عليها فقط: وجدنا البدلة”.
تُعتبر هذه البدلة “الدليل المادي الأساسي” الذي ساهم في تحديد موقع الرفات بدقة، في ظل ظروف أمنية بالغة الخطورة، حيث تعرض الفريق أكثر من مرة لإطلاق نار، وتم توفير تغطية استخباراتية محلية لضمان نجاح المهمة.
عملية متعددة الجنسيات.. وروسيا خارج الحسابات
وأكدت المصادر أن العملية لم تنفذها إسرائيل بشكل مباشر، بل جرت من خلال أطراف أخرى لم تُسمها، لكنها نفت أي مشاركة روسية فيها. كما أوضحت أن الدروز لم يكونوا طرفاً في المهمة، وهو ما يضع حدّاً لبعض التكهنات التي راجت في الإعلام الإسرائيلي سابقاً.
وتأتي هذه العملية في سياق جهود إسرائيلية مستمرة لاستعادة رفات وأسرى ومفقودين منذ عقود، من بينهم الجاسوس إيلي كوهين، والضابط رون آراد، والباحثة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف المحتجزة حالياً في العراق.
أبعاد سياسية وأمنية أعمق
تسلّط هذه العملية الضوء على قدرة الموساد على تنفيذ عمليات دقيقة ومعقدة داخل أراضٍ معادية، وتكشف عن وجود شبكات استخباراتية محلية لا تزال ناشطة في سوريا، حتى بعد سقوط النظام، الأمر الذي يفتح تساؤلات حول الثغرات الأمنية المتروكة في بعض المناطق.
كما أن توقيت الإعلان عن العملية — بالتزامن مع قمة وزارية ثلاثية مقررة في أنقرة تضم سوريا وتركيا والأردن — قد لا يكون عابراً، بل يعكس رسالة إسرائيلية مفادها أن ملفات المفقودين الإسرائيليين لا تزال أولوية أمن قومي، بغض النظر عن التحولات السياسية الجارية في المنطقة.
الأمن العام في درعا يوقف مشتبهين باغتيال الإعلامي محمود الكفري في درعا
بعد توقف دعم أوتشا.. مستشفى الرحمة في دركوش يواجه خطر الإغلاق وآلاف المرضى بلا علاج
قمة ثلاثية في أنقرة: ملفات سوريا والأمن الإقليمي على طاولة وزراء خارجية تركيا والأردن وسوريا