الموقف الروسي من ردع العدوان:فكّ لغز لماذا وقفت موسكو على الحياد؟
الموقف الروسي من ردع العدوان:فكّ لغز لماذا وقفت موسكو على الحياد؟
الموقف الروسي من ردع العدوان:بعد مرور عام كامل على عملية ردع العدوان التي أنهت حكم نظام الأسد خلال أقل من أسبوعين في أواخر عام 2024. ما يزال الموقف الروسي هو أكثر الأسئلة التي تُطرح في الكواليس السياسية والأوساط البحثية· فمنذ عام 2015. كانت موسكو الداعم الأكبر للنظام، وقدمت له غطاءً عسكرياً وسياسياً مكّنه من الصمود. لكن موقف روسيا خلال العملية بدا محايداً إلى حدٍّ لافت، الأمر الذي فتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول الأسباب الحقيقية التي دفعت الكرملين إلى عدم التدخل لصالح حليفه القديم·
تململ روسي متصاعد من نظام الأسد:الموقف الروسي من ردع العدوان
تشير مصادر دبلوماسية مطلعة إلى أن العلاقات بين روسيا والأسد شهدت خلال عام 2024 توتراً واضحاً. فموسكو كانت تريد من دمشق تنفيذ تعديلات سياسية محدودة تساعد في “تسويق النظام” دولياً. لكن الأسد أبدى تشدداً بالغاً ورفض معظم المقترحات الروسية.
كما أن التحذيرات التي وجهتها موسكو في آب 2024 بخصوص ضرورة إبعاد النفوذ الإيراني عن سوريا لم تلقَ أي تجاوب من النظام. بل على العكس، تعمّق ارتباط الأسد بطهران، واستمر تدفق الأسلحة الإيرانية إلى سوريا ولبنان، ما اعتبرته موسكو خروجاً عن التفاهمات الأمنية التي كانت تتوقع الالتزام بها.
في الوقت نفسه، حاولت روسيا لعب دور الوسيط بين النظام وتركيا عبر مسار تطبيع تدريجي. رأت فيه فرصة لإعادة ترتيب الملف السوري· لكن نظام الأسد وقف أيضاً بوجه هذه المساعي، مفضّلاً الرؤية الإيرانية على المبادرة الروسية.
حسابات روسية معقدة مع الغرب
منذ اندلاع الحرب الروسية–الأوكرانية مطلع عام 2022، تغيّرت أولويات موسكو جذرياً. فالصراع مع الغرب أصبح في مقدمة أجندتها السياسية والعسكرية، ما جعلها أكثر حذراً في الملفات الأخرى، خصوصاً سوريا.
وبحسب مصادر دبلوماسية في موسكو، فإن روسيا لم تكن مستعدة للظهور وكأنها تحارب نيابة عن إيران في سوريا. خاصة مع توقعات وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. كانت موسكو تسعى لتفادي استفزاز الإدارة الأميركية القادمة، أملاً في تغيير موقف واشنطن من الحرب في أوكرانيا.
ولذلك، لم تتدخل روسيا بشكل مباشر حين تصاعدت الضربات الإسرائيلية ضد إيران في أكتوبر 2024 ويونيو 2025، واختارت سياسة الحياد المدروس الذي يخدم مصالحها الطويلة الأمد·
وبالفعل، جاءت النتائج كما توقعت موسكو، إذ بدأت مفاوضات روسية–أميركية بعد فوز ترامب منتصف نوفمبر 2025، وتراجعت واشنطن بشكل كبير عن دعمها لأوكرانيا·
سلوك موسكو خلال عملية ردع العدوان
مع انطلاق العمليات العسكرية في حلب، فضّلت روسيا اللجوء إلى الدبلوماسية وخفض التصعيد، وزادت من اتصالاتها مع تركيا بوصفهما ضامنتين لاتفاق وقف النار في الشمال· وقد أخبرت موسكو النظام بأن ما يحدث هو ردّ على خروقات الميليشيات المرتبطة بإيران، وأنها لن تنخرط في مواجهة مباشرة·
وتشير معلومات مقربة من الفريق الروسي في سوريا إلى أن موسكو رصدت مبكراً غياب الرغبة القتالية لدى قوات النظام، لا سيما بعد انسحاب الميليشيات العراقية واللبنانية· ومع سقوط حلب السريع، أدركت روسيا أن حماية مصالحها تتطلب الفصل بين وجودها العسكري وبين مصير الأسد·
تفكك النظام وإعادة رسم المرحلة الانتقالية
اتّجهت روسيا إلى التفاوض حول المستقبل السياسي بعد حلب. ووافقت على خطة انتقالية تتضمن بقاء حكومة الجلالي مؤقتاً ثم تطبيق القرار 2254. لكن الانهيار المفاجئ لقوات الأسد وفرار قياداته أفسد التفاهمات التي خرجت بها جولة أستانا في الدوحة.
وبعد تشكيل الحكومة السورية الجديدة، بقيت العلاقات بين دمشق وموسكو ضبابية حتى منتصف 2025. إلى أن جاءت زيارة وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى موسكو لتعيد الدفء إلى العلاقات. وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الأمني والاقتصادي.
إقراء المزيد:
الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟
انضباط مقاتلي ردع العدوان.. ما خلفياته وكيف انعكس على مجريات المعركة؟
كمين بيت جن الإسرائيلي: جيش الاحتلال يحقق في احتمالية “تسريب معلومات”
الشبكة السورية تدعو إلى تعزيز مشاركة النساء في المرحلة الانتقالية
انفجار مستودع ذخيرة في كفرتخاريم يتسبب بإصابة عدد من المدنيين
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية:سوريا تطالب باستعادة حقوقها وامتيازاتها



