أخبار سياسية

اليهود السوريون يطالبون برفع العقوبات لإعادة إعمار سوريا

اليهود السوريون يطالبون برفع العقوبات لإعادة إعمار سوريا

في تطور لافت هذا الأسبوع، توجه عدد من اليهود الأميركيين من أصول سورية إلى البيت الأبيض مطالبين إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، برفع العقوبات المفروضة على سوريا. يعتقد هؤلاء أن العقوبات تعرقل جهودهم في ترميم بعض أقدم الكنس في العالم وإعادة بناء الجالية اليهودية في سوريا، التي شهدت تراجعًا كبيرًا في عدد أعضائها خلال السنوات الماضية.

الطلب من البيت الأبيض

هنري حمرا، الذي غادر دمشق في التسعينيات برفقة عائلته، قضى ثلاثين عامًا في الولايات المتحدة وهو يحمل قلقًا مستمرًا حول ما آل إليه مصير الكنس اليهودية والمقابر القديمة في سوريا. يقول هنري: “كنت في حالة مراقبة طوال الوقت، وكنت أتسأل: ماذا حدث للكنيس القديمة، وما الذي حل بالمقبرة العتيقة؟”. عاد هنري مع والده الحاخام يوسف حمرا إلى دمشق الشهر الماضي لأول مرة منذ مغادرتهم، مع مجموعة صغيرة من اليهود وغيرهم، بعد أن رحل الأسد عن السلطة.

مطالب رفع العقوبات

يُعتبر هنري وحكيم مصطفى، المدير التنفيذي لفرقة العمل السورية الأميركية، من أبرز المناصرين لرفع العقوبات. مصطفى الذي كان له دور كبير في حشد الدعم الأميركي ضد نظام الأسد، يرى أن العقوبات تحرم سوريا من الاستثمارات وتمنعها من التعافي.

ويؤكد مصطفى: “إذا كان الهدف هو استقرار سوريا وأمنها، حتى لو كان ذلك عبر خطوات بسيطة مثل إعادة بناء أقدم كنيس في العالم، فإن الشخص الذي يستطيع تحقيق ذلك هو دونالد ترمب”.

تاريخ الجالية اليهودية في سوريا

تعود الجالية اليهودية في سوريا إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، وقد كانت من أكبر الجاليات في العالم خلال بداية القرن العشرين، حيث بلغ عدد أفرادها نحو مئة ألف شخص. لكن تحت حكم آل الأسد، دفع التوتر بين سوريا وإسرائيل والرقابة المتزايدة العديد من اليهود للرحيل خلال التسعينيات، لتقل أعدادهم بشكل كبير، ولا يوجد في دمشق اليوم سوى سبعة يهود، معظمهم من كبار السن.

الحرب في سوريا وتأثيرها على الجالية اليهودية

بدأت الثورة السورية في 2011، وتحولت إلى حرب دامية أدت إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص. في هذا السياق، فُرضت مزيد من العقوبات على سوريا من قبل الولايات المتحدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان من قبل نظام الأسد. ورغم ذلك، يرى هنري حمرا أنه في ظل الوضع الجديد بعد سقوط بشار الأسد، يمكن لبلاده أن تبدأ في التعافي، وأن رفع العقوبات قد يكون خطوة مهمة نحو إعادة بناء البلد.

الجهود لحماية التراث اليهودي

خلال الحرب، بذل ناشطون مثل مصطفى جهودًا لحماية القطع الأثرية في الكنس اليهودية. في عام 2019، أصيب أحد أفراد فريق مصطفى بشظية أثناء محاولته إنقاذ قطع أثرية من كنيس جوبر في دمشق. ورغم محاولاتهم، دُمر جزء كبير من الكنيس بسبب المعارك. ومع ذلك، يظل هنري حمرا وأسرته يأملون في العودة لإعادة ترميم الكنيس والبيوت والمدارس اليهودية في دمشق.

الحماية من قبل المسلمين

وذكر حمرا أيضًا أن العديد من المسلمين، مثل مصطفى وأعضاء مجلس حي جوبر، قاموا بحماية الكنيس والتضحية بأنفسهم أثناء الحرب، حيث تم قتل أحدهم في هذه الجهود. ورغم ذلك، يظل الوضع في سوريا صعبًا، ويأمل اليهود السوريون في الخارج أن يتمكنوا من المساهمة في إعادة بناء ما دمرته الحرب.

مستقبل الجالية اليهودية في سوريا

يؤمن حمرا أن الجالية اليهودية يمكن أن تزدهر مجددًا في سوريا، مثلما حدث في المغرب، حيث تعيش الجالية اليهودية بسلام داخل دولة مسلمة. هدفه الرئيسي هو إعادة بناء حي اليهودي والمدرسة والكنيس الذي خدم فيه قبل أن تهدم كل شيء بسبب الحرب.

الخلاصة

في وقت لا تزال فيه سوريا تسعى للتعافي من الحرب، يطالب اليهود السوريون في المهجر برفع العقوبات حتى يتمكنوا من الإسهام في إعادة إعمار تراثهم الثقافي والديني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى