اليوم التاسع من الحرب: إيران تغيّر عقيدتها الصاروخية وأميركا تمنح فرصة أخيرة للدبلوماسية

منذ 23 ساعة

0 17 3 دقائق

إيران تغيّر عقيدتها الصاروخية: تدخل الحرب بين إيران وإسرائيل يومها التاسع، حاملةً معها مؤشرات تصعيد ميداني وسياسي متسارع، وسط جهود دبلوماسية متعثّرة وتحذيرات من انزلاق إقليمي واسع. وتتصاعد حدة الضربات المتبادلة، بينما تسعى واشنطن لإبقاء باب الحوار مفتوحًا مع طهران ضمن “مهلة أخيرة” قد تُغلق في غضون أسبوعين.

إيران تعتمد استراتيجية “الدقة بدلاً من الكثافة”

صرّح مسؤول إيراني رفيع لقناة CNN أن طهران غيّرت تكتيكاتها الصاروخية، مستبدلة “الكم” بـ”الجودة”، مؤكداً أن الجيش الإيراني بات يستخدم صواريخ عالية الدقة لاستهداف مواقع إسرائيلية حساسة، عوضاً عن إطلاق كميات كبيرة من الصواريخ.
وتُظهر هذه التصريحات تحوّلاً لافتًا في عقيدة الردع الإيرانية، في وقت تتعرّض فيه منشآت داخل العمق الإيراني لضربات نوعية.

إسرائيل تضرب عمق إيران وتغتال قادة كبار

في المقابل، واصلت إسرائيل تنفيذ عمليات نوعية داخل الأراضي الإيرانية، وأعلن جيشها اغتيال أمين فور جودخي، قائد الفرقة الثانية للمسيّرات في الحرس الثوري، بضربة جوية على مدينة الأهواز. وتتهمه تل أبيب بقيادة هجمات بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية.

كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسراييل كاتس اغتيال سعيد إيزادي، قائد “فيلق فلسطين” التابع للحرس الثوري، في هجوم جوي بمدينة قم. تزامن ذلك مع قصف جوي على مخازن صواريخ في أصفهان، خرم آباد، وإيلام، وسُمع دوي انفجارات عنيفة في العاصمة طهران.

وفي حي “سالاريا” بمدينة قم، أكدت السلطات الإيرانية مقتل شخصين وجرح أربعة آخرين، في غارة استهدفت مبنى سكنياً قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه كان يضم “شخصية بارزة”.

تهديد بضرب منشأة فوردو النووية

كشفت قناة Fox News أن إسرائيل تدرس شن هجوم مباشر لتدمير منشأة فوردو النووية تحت الأرض، وقد يشمل ذلك إنزال وحدة كوماندوز من نخبة سلاح الجو. ويأتي هذا التطور بعد معلومات عن استخدام المنشأة في رفع وتيرة تخصيب اليورانيوم.

ترامب يدفع نحو وساطة “الفرصة الأخيرة”

في تطور لافت، نقلت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعرب عن دعمه لمبادرة وساطة تُعقد في جنيف، وتهدف لتقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن.

وأشارت الصحيفة إلى تردد ترامب بين الخيار الدبلوماسي والعسكري، حيث تواصل مع مانحين ومستشارين إعلاميين للحصول على تقييم استراتيجي للوضع، فيما وصف مستشارون مقربون منه النقاشات حول الضربة العسكرية بـ”المعركة السياسية الداخلية الحاسمة”.

ورغم نفي البيت الأبيض سفر مستشار الأمن القومي الأميركي ويتكوف إلى جنيف، فإنه بقي على اتصال مباشر مع وسطاء أوروبيين وإيرانيين.

طهران تضع شروطاً لاستئناف الحوار

أكد مسؤول إيراني لشبكة CNN أن طهران لن تعود إلى طاولة التفاوض مع واشنطن ما لم تتوقف إسرائيل عن تنفيذ هجماتها. وبدوره، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده لن تسمح بأن تكون الدبلوماسية “غطاءً للعدوان”، مطالباً بـ”محاسبة المعتدي” قبل أي حوار.

وأشار عراقجي إلى أن إيران قصفت منشآت اقتصادية داخل إسرائيل ردًا على قصف منشآت مماثلة داخل إيران، وأعلن عزمه زيارة موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

اليورانيوم والملف النووي يعودان للواجهة

بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن إيران أبلغت دبلوماسيين بأنها لن توقف تخصيب اليورانيوم، في ظل التصعيد القائم. وفي الوقت نفسه، أفادت نيويورك تايمز أن ضربة إيرانية استهدفت مبنى يضم وزارة الداخلية الإسرائيلية في حيفا، ما أدى إلى أضرار جزئية.

ووفق شبكة CBS الأميركية، فإن أمام الدبلوماسية الدولية فرصة لا تتجاوز الأسبوعين لاحتواء النزاع، وسط محادثات سرية حول مستقبل القيادة الإيرانية وتدابير تأمين المواقع النووية.

موقف إسرائيلي غامض بشأن تغيير النظام

أوضح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن “تغيير النظام في إيران ليس جزءًا من الاستراتيجية الحالية”، نافياً وجود قرار رسمي من الحكومة الإسرائيلية بالسعي إلى إسقاط النظام الإيراني.

وفي ذات السياق، نقل موقع Axios عن مصادر دبلوماسية أن المحادثات الأوروبية الإيرانية لا تزال “استكشافية”، وجرى الاتفاق على جولة جديدة الأسبوع المقبل. وأكد عراقجي أن بلاده قد تقبل فرض قيود إضافية على البرنامج النووي، لكنه رفض أي حوار مباشر مع واشنطن في المرحلة الراهنة.