
انسحاب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا.. و”قسد” تحذّر من تصاعد خطر داعش
انسحاب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا:في تطور لافت يعكس تغيراً في الاستراتيجية الأميركية في سوريا، انسحبت القوات الأميركية من قاعدتين إضافيتين في محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد، هما قاعدتا “الوزير” و”تل بيدر”، لتكونا بذلك القاعدتين الثالثة والرابعة اللتين يتم إخلاؤهما منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهامه مطلع العام الجاري.
وكشفت وكالة “رويترز” عن هذه الخطوة بعد زيارة ميدانية أجراها مراسلوها للقاعدتين، حيث بدت خالية من أي وجود عسكري أميركي، في حين تولت وحدات من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) حماية الموقعين. كما أظهرت الصور التي التُقطت داخل القاعدتين تفكيك الكاميرات وانحناء الأسلاك الشائكة، وهو ما اعتُبر مؤشراً على إنهاء النشاط العسكري الأميركي في الموقعين.
قسد قلقة.. “داعش يعود”
قائد “قسد”، مظلوم عبدي، أعرب عن قلقه المتزايد إزاء تداعيات هذا الانسحاب، مؤكداً في تصريح لوكالة “رويترز” أن بقاء عدد محدود من الجنود في قاعدة واحدة فقط “غير كافٍ” للسيطرة على التهديد المتزايد من قبل تنظيم داعش، الذي عاد للنشاط في مناطق واسعة من سوريا، حسب قوله.
وأضاف عبدي: “لقد شهدنا في الآونة الأخيرة نشاطاً متزايداً لخلايا التنظيم، خصوصاً في محيط القواعد التي تم الانسحاب منها. ورغم علمنا المسبق بخطة الانسحاب، فإننا نعمل حالياً على سد الثغرات الأمنية بالتعاون مع شركائنا الأميركيين”.
صواريخ إيرانية تسقط قرب القاعدة الأميركية
تزامناً مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، أكد مصدران أمنيان في “قسد” أن ثلاث صواريخ إيرانية الصنع استهدفت قاعدة الشدادي، حيث كان يتواجد مظلوم عبدي لحظة إجراء المقابلة. وأكدت المصادر أن الدفاعات الجوية الأميركية أسقطت الصواريخ قبل أن تُحدث أي أضرار.
ورغم أن عبدي رفض الربط المباشر بين الحرب الإيرانية الإسرائيلية الجارية واحتمال امتدادها إلى الأراضي السورية، فإنه أعرب عن أمله بألا تدخل سوريا في دوامة جديدة من الصراع الإقليمي.
داعش يستغل الفراغ
الفراغ الأمني الناتج عن انسحاب القوات الأميركية بدأ يظهر بوضوح، بحسب عدة مسؤولين أكراد تحدثوا للوكالة. فقد رُصدت تحركات أكثر علنية لعناصر تنظيم داعش قرب مناطق الانسحاب، خاصة في ريفي الرقة ودير الزور، وهي المناطق التي كانت تُعرف سابقاً بأنها أبرز معاقل التنظيم.
وأشار عبدي إلى أن داعش استغل الفوضى التي تلت سقوط نظام بشار الأسد للوصول إلى مستودعات أسلحة تابعة للنظام، ما عزز من قدرته على شن الهجمات مجدداً. وأوضح أن التنظيم نفّذ مؤخراً سلسلة من العمليات المسلحة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10 عناصر من “قسد” وقوات الأمن المحلية.
تقليص الوجود الأميركي رسمياً
الإدارة الأميركية، من جهتها، كانت قد أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر أنها تعتزم تقليص وجودها العسكري في سوريا إلى قاعدة واحدة فقط بدلاً من ثمانٍ، وكانت تقارير صحفية سابقة، من بينها ما نشرته صحيفة أميركية بارزة، قد تحدثت عن خطة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تقضي بتقليص عدد القوات المنتشرة في سوريا من حوالي ألفي جندي إلى نحو 500 فقط.
ويبدو أن هذه السياسة الجديدة تُراهن على استراتيجية “التموضع الدفاعي” بدل الانتشار الواسع، في وقت تعيش فيه المنطقة توترات إقليمية غير مسبوقة بسبب الصراع المفتوح بين إسرائيل وإيران.
خلاصة:
انسحاب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا يعيد تشكيل الخارطة الأمنية في تلك المنطقة، ويثير مخاوف من فراغ تستفيد منه الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش. وفيما تحاول “قسد” ملء هذا الفراغ، تبقى التحديات الأمنية والعسكرية كبيرة، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وضعف الغطاء الدولي.
إقراء المزيد
مرسوم الشرع: عودة الطلاب المنقطعين.. المصالحة تبدأ من مقاعد الجامعات
إغلاق الأجواء السورية مؤقتاً أمام الطيران المدني: خطوة أمنية أم مؤشر لتصعيد إقليمي؟
حملة أمنية في دير الزور: تحركات احترازية وسط مخاوف من التصعيد الإيراني
مساعد سابق للأسد يكشف مصير الصحفي الأميركي أوستن تايس: “قُتل بأمر من الأسد عام 2013”
المواجهة تشتعل بين إيران وإسرائيل: تل أبيب تتوعد وطهران تهدد بـ”أبواب الجحيم”