
تحالف أسدي في أميركا يرفع شعار الديمقراطية ويخفي مشروعاً طائفياً للتقسيم
تحالف أسدي في أميركا:كشفت مصادر مطلعة لـ”تلفزيون سوريا” عن نشاط سياسي وإعلامي مثير للجدل، تتزعمه مجموعة تدّعي تمثيل العلويين السوريين في الولايات المتحدة، وتعمل تحت مسمى “رابطة العلويين في الولايات المتحدة”، بالتنسيق مع شخصيات من ما يُعرف بـ “التيار السوري المدني الحر”، الذي يضم في صفوفه أفراداً كانوا على صلة مباشرة بالأجهزة الأمنية لنظام بشار الأسد.
رسائل إلى الكونغرس ومزاعم “تطهير عرقي”
بالاعتماد على الوثائق والصور التي اطّلع عليها ، تبين أن “رابطة العلويين في الولايات المتحدة” وجّهت خلال الأشهر الماضية رسائل إلى الكونغرس الأميركي، تدّعي فيها أن أبناء الطائفة العلوية يتعرضون لـ”إبادة جماعية” في سوريا. وتدعو هذه الرسائل إلى دعم مؤتمر من المزمع عقده داخل مبنى الكونغرس بواشنطن يومي 12 و13 أيار الحالي، تحت عنوان “المؤتمر السوري الأميركي من أجل الديمقراطية”.
تشير المعطيات إلى أن الرابطة أُعلنت رسميًا في شباط الماضي، قبل فترة قصيرة من اندلاع التوترات في الساحل السوري، ما يدل على وجود تحركات منسقة ذات طابع سياسي وأمني.
شخصيات أمنية في ثوب مدني
توقّع الرسائل المرسلة إلى الكونغرس باسم “عيسى سلامة”، زوج الناشطة في الرابطة سارة حيدر، وهو شخصية يُعتقد أنها مقرّبة من العميد أديب سلامة، المعروف بلقب “سفاح حلب”، والذي كان من أبرز قادة المخابرات الجوية في عهد الأسد، ومطلوب دولياً بسبب ضلوعه في جرائم تعذيب وقتل واعتقال تعسفي، وفق تقارير حقوقية دولية أبرزها من منظمة “هيومن رايتس ووتش”.
رئيس الرابطة هو الطبيب السوري مرهف إبراهيم، المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 2004، والذي يرتبط اسمه بمؤسسة “العرين الإنسانية” التابعة مباشرة لأسماء الأسد، والمصنفة دولياً كواجهة مدنية للمنظومة الأمنية للنظام. وقد شارك الدكتور مرهف في علاج مصابي قوات الأسد في مشافي داخل سوريا، ممولاً من مؤسسة العرين.
خطاب مدني مزيف بواجهة طائفية
تشير وثائق الاجتماع إلى لقاءات عقدها أعضاء الرابطة مع شخصيات داعمة لنظام الأسد في أميركا، أبرزها عزيز وهبي، أحد قادة “التيار السوري المدني الحر”، الذي دعا علناً عبر منصاته لتقسيم سوريا إلى كيانات طائفية، بزعم “حماية الأقليات”.
تتشارك منشورات الرابطة والتيار المدني خطاباً موحداً يدّعي أن العلويين مستهدفون من “الحكومة السورية الجديدة”، ويشترط أي حل سياسي في البلاد بـ”تمثيل الأقليات”، في إطار خطة تُعيد إنتاج رموز أمنية قديمة بلباس مدني.
مؤتمر مزيف في قبة الكونغرس
تستعد “رابطة العلويين في الولايات المتحدة” لعقد مؤتمر في الكونغرس الأميركي، يرفع شعارات الديمقراطية وحماية التعددية، لكنه في الحقيقة، وفق الوثائق، يعكس مشروعاً طائفياً يهدف إلى:
-
تصوير العلويين كضحايا مستهدفين.
-
اتهام الحكومة السورية الجديدة بتنفيذ “تطهير عرقي”.
-
المطالبة بـ”حقوق رئاسية” للطائفة العلوية في أي تسوية سياسية.
-
الدعوة لبقاء “هيئة تحرير الشام” على لوائح الإرهاب حتى ضمان حصص الأقليات.
-
اشتراط رفع العقوبات عن النظام بمصير الطائفة العلوية.
-
إضفاء شرعية على الرابطة عبر الزعم أنها تمثل نخبة من “الأطباء والمهنيين”.
أسماء بارزة خلف المشروع
توضح المصادر أن التحالف يضم شخصيات معروفة بارتباطها بالنظام السابق، أبرزها:
-
مرهف إبراهيم: رئيس الرابطة، وذو علاقات قوية بمؤسسات النظام.
-
عيسى سلامة: المنسق التنفيذي للرابطة في أميركا، ومقرّب من أديب سلامة.
-
سارة حيدر: إحدى الوجوه الإعلامية للنشاط، وزوجة عيسى سلامة.
-
عزيز وهبي: قائد في التيار السوري المدني الحر، وداعم صريح لتقسيم سوريا.
-
عدي حسن: من “الشبيحة” السابقين، أعاد تقديم نفسه كناشط مدني في أميركا.
مشروع تدوير بقايا النظام
ترى مصادر “تلفزيون سوريا” أن هذا النشاط ليس سوى محاولة لإعادة تدوير بقايا النظام السابق تحت غطاء مدني وطائفي، وبتمويل غير معلن من جهات أميركية ذات توجهات يمينية، تهدف لإعادة إدماج عناصر النظام في المشهد السوري الجديد.
وتضيف المصادر: “ما يُروّج له كمؤتمر ديمقراطي ليس سوى محاولة لتشويه صورة المعارضة السورية، وإعادة إحياء نفوذ أجهزة الأسد عبر بوابة الطائفة العلوية، وتحويلهم إلى أداة تفاوضية في أي حل سياسي مقبل”.
إقراء ايضا:
وفد من وجهاء السويداء يزور داريا والأمن العام يفرض سيطرته على أشرفية صحنايا
بعد اعتداء فصائل السويداء..مراسلون بلا حدود تطالب بحماية الصحفيين في سوريا
اجتماع في القنيطرة بين الأهالي وقائد قوات الأندوف بعد منعهم من الاقتراب من الحدود
إسرائيل تعلن رسمياً تنفيذ مهام داخل سوريا للمرة الأولى: تصعيد خطير وانتهاك للسيادة
وزير الاقتصاد يبحث مع مؤسسة التمويل الدولية تعزيز التعاون المالي ودعم التعافي الاقتصادي