
تحالف تركي-سوري جديد يغيّر قواعد اللعبة: كيف يعيد الشرق الأوسط ترتيب أوراقه بعد سقوط الأسد؟
تحالف تركي-سوري جديد يغيّر قواعد اللعبة:مع سقوط النظام السوري في نهاية عام 2024، وظهور أحمد الشرع رئيسًا لسوريا، بدأت تتشكل معالم تحالف إقليمي جديد مدعوم من أنقرة، يفتح الباب على مصراعيه لتحولات قد تعيد رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط، وتعيد عقارب الصراع إلى أيامه الساخنة، ولكن بأطراف وأدوات مختلفة.
صعود الشرع: انتقال في الوجوه، لا في القلق
بحسب تقرير نشرته مجلة The National Interest، فإن واشنطن وتل أبيب تتابعان بقلق بالغ تحوّل السلطة في دمشق. فالرئيس الجديد أحمد الشرع، رغم محاولاته تقديم نفسه كوجه إصلاحي متفتح، له ماضٍ مثير للجدل، حيث كان منخرطًا في جماعات جهادية أبرزها هيئة تحرير الشام، والتي باتت تهيمن فعليًا على مؤسسات الدولة الجديدة.
هذا التغيير، وإن أضعف إيران ومحورها في المنطقة، إلا أنه لم يبدد المخاوف الأمنية، بل أعاد إنتاجها بشكل مختلف. إذ يشير التقرير إلى أن نفوذ أنقرة المتزايد في سوريا قد يفتح الباب أمام شكل جديد من “التطرف السني”، يهدد الاستقرار الإقليمي، خاصة مع احتضان تركيا لجماعات محسوبة على التيار الإسلامي.
تركيا اللاعب الأبرز.. وإسرائيل على خط النار
في ظل هذا التحول، تحاول أنقرة ترسيخ نفوذها في الشمال السوري، عبر مظلة سياسية وأمنية تحمي حكومة الشرع، وسط توتر متزايد مع إسرائيل، التي تعتبر أي وجود تركي عسكري أو أمني قرب حدودها تهديدًا مباشرًا.
وبالفعل، لم تنتظر تل أبيب طويلًا؛ فقد نفذت خلال الأشهر الماضية ضربات جوية وأخرى برية استهدفت مواقع داخل سوريا لمنع تسليم قواعد عسكرية للجانب التركي، وعلى رأسها قاعدة “تيفور” في تدمر، مؤكدة لأنقرة أن هناك “خطوطًا حمراء” لا يمكن تجاوزها.
واشنطن بين الرغبة في الاستقرار وتحديات المحور الجديد
ترى المجلة أن الولايات المتحدة تقف اليوم أمام تحدٍ معقد: فهي تريد دعم استقرار سوريا، لكنها لا ترغب برؤية “البديل المتطرف” يحل مكان النظام القديم. لهذا يوصي التقرير بربط أي تخفيف للعقوبات المفروضة على حكومة الشرع، بتنفيذ إصلاحات سياسية جادة تبدأ بإقصاء المتشددين، وتعزيز تمثيل الأقليات، وتبني نموذج سياسي تعددي يحترم الحقوق والحريات.
كما يدعو التقرير واشنطن إلى:
-
تعزيز دعمها للبنان والأردن في وجه الضغوط الأمنية القادمة من سوريا.
-
الانفتاح على الأقليات السورية (الدروز، العلويين، المسيحيين، الأكراد) ودمجهم في مشروع الحكم الجديد.
-
إعادة تقييم دور روسيا في سوريا كعامل توازن أمام الطموحات التركية.
لا بديل عن الواقعية
يختم تقرير ناشيونال إنترست بتأكيد أن واشنطن وإسرائيل، ومعهما الحلفاء العرب، مطالبون بالتعامل مع المشهد السوري الجديد بواقعية استراتيجية. فالتفاؤل بسقوط الأسد لا يكفي، بل يجب أن يترافق مع رؤية متكاملة لمنع فراغات قد تملؤها قوى لا تقل خطرًا عن النظام الذي رحل.
الشرق الأوسط اليوم لا يشبه الأمس. تحالفات تتغير، ومحاور تتبدل، والمصالح تُعاد صياغتها. أما سوريا، التي كانت لعقدٍ كامل مسرحًا للدمار، فقد تصبح في قادم الأيام نقطة الانطلاق لتحالفات جديدة… أو لصراعات أشد.
إقراء ايضا:
خط أنابيب كركوك بانياس.. خطوط النفط تحدد معالم التقارب العراقي السوري
توقيف عنصر سابق بالفرقة 25 متورط بارتكاب مجازر في اللاذقية
سوريا تفسخ عقد تأهيل مطاحن مع شركة روسية بقيمة 16.7 مليون يورو
الشيباني يلتقي المندوب الدائم للصين في الأمم المتحدة بحثًا عن تعزيز العلاقات..
مقتل وإصابة 15 عنصراً من قسد بهجوم مسلح في ريف دير الزور الغربي
التسجيل المسيء للنبي في جرمانا يشعل فتيل التوتر: قتلى وجرحى والسلطات تحقق