أخبار سياسية

ترمب يستعد لإلغاء كامل العقوبات على سوريا: تحول جذري في السياسة الأميركية؟

ترمب يستعد لإلغاء كامل العقوبات على سوريا: في خطوة مفاجئة تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية كبيرة، كشف مسؤولان أميركيان لموقع “المونيتور” أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستعد لإصدار أمر تنفيذي يلغي كامل العقوبات المفروضة على سوريا، ما يمثّل تحوّلاً جذرياً في السياسة الأميركية تجاه دمشق منذ أكثر من عقد.

قرار مرتقب خلال أيام

بحسب المصادر، فإن ترمب يعتزم توقيع الأمر التنفيذي خلال الأيام القليلة المقبلة، في خطوة تُلغي سلسلة من الأوامر التنفيذية السابقة التي فرضت عقوبات واسعة على النظام السوري، وشملت أفراداً ومؤسسات وقطاعات كاملة من الاقتصاد السوري، في مقدمتها الطاقة، المال، والاتصالات.

وأكد أحد المسؤولين الأميركيين أن الإجراء المرتقب “يمثّل إلغاءً كاملاً لهيكل العقوبات”، في إطار وُصف بأنه يندرج ضمن تعهدات ترمب السابقة بمساعدة سوريا على التعافي.


رفع شامل أم بداية سلسلة إجراءات؟

في حين لم يصدر تأكيد رسمي من البيت الأبيض حتى الآن، إلا أن طبيعة التصريحات تشير إلى أن القرار لن يكون مجرد تعديل في بعض العقوبات، بل قد يشمل رفعاً شاملاً للتدابير التي منعت الأميركيين من تصدير الخدمات إلى سوريا، مثل التكنولوجيا، الاستشارات المالية، وقطاعات حيوية مثل الطيران والطاقة.

ويُتوقع أن يشمل الإلغاء الأوامر التنفيذية الصادرة منذ عام 2011، والتي فُرضت تحت مسميات متعددة، من قانون “قيصر” الشهير إلى العقوبات الخاصة بالكيانات الإيرانية والروسية العاملة في سوريا.


أبعاد سياسية للقرار

لقاء ترمب بالرئيس السوري أحمد الشرع مؤخراً في الرياض، كان لافتاً بحد ذاته، وفتح باب التحليلات حول إعادة تطبيع العلاقات الأميركية مع سوريا الجديدة، التي بدأت تتشكل بعد سقوط النظام السابق بقيادة بشار الأسد.

وقد تزامن هذا التقارب مع جهود دبلوماسية نشطة من قِبل إدارة الشرع لإعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي، بدءاً من التطبيع مع السعودية وتركيا، ووصولاً إلى تفاهمات غير مباشرة مع الاتحاد الأوروبي حول قضايا الهجرة والطاقة.

وزير الطاقة السوري: “انطلاقة جديدة”

تأكيداً لهذا المسار، وصف وزير الطاقة محمد البشير رفع العقوبات المرتقب بأنه “انطلاقة جديدة لقطاع الطاقة في سوريا”، مشيراً إلى أن العقوبات السابقة عطّلت مشاريع الغاز والكهرباء وأعاقت إعادة الإعمار.

وأضاف البشير في تصريحات سابقة أن سوريا تمتلك “شبكات ضخمة من الشركاء الدوليين الراغبين في الاستثمار”، لكنهم كانوا ينتظرون إشارة واضحة من الولايات المتحدة لبدء مشاريعهم.


من واشنطن إلى دمشق: ما الذي تغيّر؟

القرار المرتقب من ترمب لا يمكن قراءته بمعزل عن تغيرات كبرى في الميدان السوري، أبرزها:

  • انتهاء عهد النظام السابق وصعود قيادة سياسية جديدة أكثر انفتاحاً.

  • التقارب الإقليمي مع دول الخليج وتركيا.

  • تراجع أهمية الملف السوري في الصراع الأميركي الروسي، مقابل تصاعد جبهات أخرى مثل أوكرانيا والبحر الأحمر.

  • الحاجة الدولية إلى استقرار سوريا لمواجهة ملف الهجرة، الإرهاب، وأمن الطاقة.


هل ينهي القرار عزلة سوريا؟

رفع العقوبات الأميركية سيكون بمثابة دفعة قوية للمناخ الاستثماري في سوريا، وقد يشجع دولاً أوروبية على إعادة النظر في قيودها الاقتصادية. لكنه لا يعني بالضرورة إنهاء كامل العزلة السياسية، إذ تبقى ملفات مثل العدالة الانتقالية، اللاجئين، والمصالحة الوطنية، قضايا معلّقة بحاجة إلى توافقات داخلية ودولية أوسع.


ختامًا: لحظة مفصلية في المشهد السوري

سواء جاء القرار التنفيذي من ترمب اليوم أو خلال أيام، فإن المشهد السوري أمام لحظة مفصلية. العقوبات التي شكّلت لسنوات أداة ضغط سياسي واقتصادي قد تصبح شيئاً من الماضي، بينما تتّجه دمشق نحو صفحة جديدة من الانفتاح والتعافي التدريجي.

لكن ما سيحدد مصير هذه الصفحة هو مدى قدرة الدولة السورية الجديدة على تلبية تطلعات مواطنيها، واستثمار هذه اللحظة في بناء دولة عادلة وفعّالة، قادرة على طيّ صفحة الحرب والعقوبات، والبدء في إعادة البناء على أسس جديدة.

إقراء المزيد:

الرئيس السوري أحمد الشرع: يصدر مرسوم منحة عيد الأضحى في سوريا 2025

أردوغان و محمد بن سلمان خلال اتصال يشيد برفع العقوبات عن سوريا : “خطوة إيجابية في طريق الاستقرار”

دمشق تحتفل بعيد الأضحى الأول بعد الأسد: بالونات حقيقية ومطاعم محجوزة وحريّات تعود

في لقاء مع سيدات سوريا.. الشرع: المرأة روح الثورة وعماد إعادة البناء

المبعوث الأميركي يرحب بفتوى مجلس الإفتاء السوري: خطوة مهمة نحو بناء سوريا جديدة

زيارة الرئيس الشرع إلى درعا في أول أيام عيد الأضحى المبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى