توم باراك يلتقي مظلوم عبدي في الحسكة: واشنطن تجدد مساعي توحيد السوريين
توم باراك يلتقي مظلوم عبدي في الحسكة: واشنطن تجدد مساعي توحيد السوريين
توم باراك يلتقي مظلوم عبدي:في تحرّك أميركي جديد يحمل رسائل سياسية وعسكرية في آنٍ معاً. أجرى المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا وسفير الولايات المتحدة في دمشق، توم باراك. زيارة إلى مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، التقى خلالها قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي. برفقة قائد القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) الأدميرال كوبر·
الزيارة، التي تعدّ الأرفع منذ أشهر. جاءت في وقتٍ تشهد فيه المنطقة تصعيداً ميدانياً بين قوات “قسد” والجيش السوري في مناطق دير الزور وسد تشرين والرقة. ما يمنح اللقاء أبعاداً تتجاوز الإطار الميداني إلى السياسي والاستراتيجي.
توم باراك يلتقي مظلوم عبدي:واشنطن تجدد رهانها على “قسد”
أوضح باراك، في منشور عبر منصة “إكس”، أن الزيارة هدفت إلى إجراء “محادثات جوهرية ومعمقة” مع قيادة “قسد”، مؤكداً أن الولايات المتحدة تعمل على “إتاحة الفرصة للسوريين للتوحد، وبذل جهود متجددة من أجل السلام والتعاون والازدهار”·
وأضاف باراك في عبارته اللافتة: “لقد أعطينا دفعة جديدة لرؤية الرئيس ترامب المتمثلة في ‘أعطوا سوريا فرصة’”·
ورغم الطابع الدبلوماسي للتصريح. إلا أن الرسالة الأميركية بدت واضحة: واشنطن تسعى لإعادة تنظيم علاقتها مع القوى المحلية في الشمال الشرقي، بعد أشهر من الفتور والتباين في المواقف الميدانية.
صمت “قسد” ورسائل متعددة
حتى الآن، لم تصدر “قسد” أي بيان رسمي حول الاجتماع، ما أثار تساؤلات حول طبيعة التفاهمات التي تم التوصل إليها·
ويرى مراقبون أن الصمت قد يشير إلى مفاوضات حساسة. تتعلق بمستقبل التنسيق الأمني والإداري بين “قسد” والإدارة الذاتية من جهة، والحكومة السورية من جهة أخرى. في ظل استمرار الحديث عن مبادرات لتوحيد القوى العسكرية السورية بإشراف أميركي – إقليمي.
“أعطوا سوريا فرصة”·· شعار دبلوماسي أم مشروع فعلي؟
استحضار باراك لعبارة “أعطوا سوريا فرصة”. يعيد للأذهان سياسة واشنطن في مرحلة ما بعد الحرب، القائمة على دعم “الإدارة الذاتية” كنموذج محلي مستقر ضمن إطار دولة سورية موحدة·
لكنّ المراقبين يشككون في إمكانية ترجمة هذه الرؤية على الأرض. خاصة مع تعقّد المشهد الميداني والسياسي وتعدد القوى الدولية المتدخلة، من روسيا إلى إيران وتركيا·
ورغم ذلك، يرى آخرون أن واشنطن تحاول ملء الفراغ السياسي الذي تركه تراجع النفوذ الروسي في بعض المناطق بعد انسحابات تكتيكية. وتستثمر في العلاقة مع “قسد” كأداة لضمان نفوذها في مستقبل سوريا ما بعد الحرب.
توقيت الزيارة ودلالاته
تأتي الزيارة في لحظة حساسة تشهدها الساحة السورية، حيث تتكثف الجهود الدبلوماسية لتثبيت المرحلة الانتقالية التي يقودها الرئيس أحمد الشرع·
ويقرأ اللقاء في هذا السياق كجزء من التحرك الأميركي. لضمان تمثيل المكونات الكردية في أي تسوية سياسية قادمة، ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهات أوسع.
خلاصة
توم باراك يلتقي مظلوم عبدي:تحمل زيارة توم باراك إلى الحسكة دلالات تتجاوز الإطار الميداني. لتؤكد أن الولايات المتحدة لا تزال فاعلاً أساسياً في المشهد السوري. وأن مشروع “توحيد السوريين” الذي تحدث عنه المبعوث الأميركي هو أداة جديدة لإعادة صياغة النفوذ الأميركي في سوريا، عبر البوابة الكردية هذه المرة·
ورغم الغموض الذي يلف مخرجات اللقاء، فإن المؤكد أن واشنطن بدأت تعيد تموضعها في سوريا بخطوات محسوبة، تضعها مجدداً في قلب التوازنات السورية – الإقليمية·
إقراء المزيد:
تركيا ومراقبة ملف دمج قسد: قراءة في الموقف وأبعاده السياسية
أنفاق منبج وتل رفعت:تركيا تعلن تدمير أنفاق “قسد” بطول 642 كيلومتراً: رسائل عسكرية وسياسية متشابكة
خلايا إيران في الجنوب السوري: ورقة ضغط إسرائيلية أم تهديد أمني حقيقي؟
الحاخام هنري حمرة·· مرشح يهودي يعيد فتح ملف الأقليات في سوريا الجديدة