أخبار سياسية

أحمد الشرع يوجه رسائل من الساحات وواشنطن تتريث في موقفها

جولة الرئيس السوري أحمد الشرع في أولى جولاته الداخلية بعد توليه منصب الرئاسة، زار الرئيس السوري أحمد الشرع أربع محافظات سورية، ناقلًا رسائل طمأنة للنازحين ومؤكدًا التزام الإدارة الانتقالية بإعادة الإعمار وعودة المهجرين. وبينما حظيت الزيارة بترحيب داخلي، لا تزال واشنطن تتأنى في موقفها تجاه الحكومة السورية الجديدة.

إدلب أولى المحطات.. رسالة للنازحين

بدأت جولة الشرع من محافظة إدلب، حيث زار مخيمات النازحين والتقى الأهالي في محاولة لطمأنتهم بأن الإدارة السورية الجديدة ملتزمة بإعادتهم إلى ديارهم بعد إعادة الإعمار. إدلب، التي كانت منطلقًا لعملية “ردع العدوان” التي أسقطت النظام السابق، حملت رمزية قوية كأول وجهة رسمية للرئيس الجديد.

حلب وعفرين.. لقاءات اجتماعية ورسائل توحيدية

بعد إدلب، توجه الشرع إلى حلب حيث التقى رجال الدين الإسلامي والمسيحي، في خطوة تشير إلى توجه الحكومة نحو خطاب وطني شامل. كما شملت الجولة زيارة عفرين وريفها، في إطار مساعي الحكومة لتعزيز اللحمة الوطنية بين جميع مكونات المجتمع السوري.

الساحل السوري.. رسائل داخلية وخارجية

شهدت اللاذقية وطرطوس استقبالًا شعبيًا لافتًا للشرع، رغم عدم الإعلان الرسمي المسبق عن الزيارة. وتحمل هذه المحطة دلالات مهمة، خصوصًا أن الساحل كان يُعرف بأنه معقل لنظام الأسد. يرى محللون أن هذه الخطوة تهدف إلى إيصال رسالة بأن الدولة الجديدة ستتعامل مع جميع السوريين على قدم المساواة، بغض النظر عن خلفياتهم الطائفية والسياسية.

صناعة الشرعية وإثبات التمكن

وفق محللين سياسيين، فإن الجولة الداخلية للشرع تهدف إلى ترسيخ شرعيته كرئيس لجميع السوريين، فضلًا عن إبراز قدرة الدولة الجديدة على إدارة شؤون البلاد. فزيارة المناطق التي كان متوقعًا أن تعارض الحكم الجديد وإظهار القبول الشعبي تعزز من صورة الاستقرار الداخلي.

واشنطن تراقب لكنها لا تمانع

رغم المطالبات الدولية والعربية برفع العقوبات ودعم الحكومة الانتقالية، لا تزال واشنطن تتحفظ في موقفها، إذ لم توقّع على البيان الختامي لمؤتمر باريس الذي دعم العملية الانتقالية في سوريا. لكن في الوقت ذاته، لم تعارض المساعي الدولية للاعتراف بالحكومة الجديدة، ما يشير إلى أن الموقف الأميركي قد يكون مسألة وقت ريثما تُراجع العقوبات القائمة ويتم اختبار التزام القيادة الجديدة بالإصلاحات السياسية المطلوبة.

هل ينجح الشرع في كسب الاعتراف الدولي؟

بينما تعمل الحكومة السورية على تعزيز شرعيتها الداخلية، تبقى مسألة الاعتراف الدولي مرهونة بالتطورات القادمة. يرى محللون أن واشنطن قد تتبنى نهجًا مرنًا يشمل تعليق بعض العقوبات ودعم الاقتصاد السوري تدريجيًا، ولكن الاعتراف الرسمي قد يحتاج إلى مزيد من الوقت والمفاوضات.

إقراء ايضا:

الرئيس السوري أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية القبرصي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى