
حكمت الهجري يشكر إسرائيل ويطالب بفتح تحقيق دولي في أحداث السويداء: مواقف وتحولات في المشهد السوري
حكمت الهجري يشكر إسرائيل:في تطور لافت أثار جدلاً واسعًا، تقدّم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء، حكمت الهجري، بشكر علني لإسرائيل على موقفها في الأزمة التي شهدتها المحافظة مؤخرًا، بالإضافة إلى مطالبة بفتح تحقيق دولي مستقل حول الجرائم التي ارتُكبت هناك· هذه المواقف تعكس تحولات معقدة في المشهد السياسي والاجتماعي السوري، وتعكس بُعد الأزمة الإنسانية التي يعيشها أهالي السويداء·
شكر للحكومة الإسرائيلية والدعم الأميركي والخليجي
في كلمة له، عبّر الهجري عن تقديره وشكره للدول التي وقف بعضها “إلى جانب المظلومين” في السويداء، وعلى رأسهم إسرائيل، والتي وصف تدخلها بأنه “إنساني وأخلاقي” للحد من المجازر التي تعرض لها أهالي المحافظة· كما أبدى الامتنان للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، على موقفه من دعم الأقليات السورية ورفضه للاستبداد، بالإضافة إلى شكر الدول الخليجية التي عبّرت عن رفضها لحكم الإرهاب ودعمها لقضية الأهالي المظلومين في السويداء·
هذه التصريحات كانت غير معتادة، خاصة في ظل توتر العلاقات التاريخي بين النظام السوري وإسرائيل، ما يعكس حالة من الاستياء والخذلان من قبل بعض مكونات المجتمع السوري إزاء الصمت الدولي الرسمي أو عدم تدخل بعض الجهات الفاعلة في الأزمة·
المطالبات بفتح تحقيق دولي ومحاسبة المسؤولين
لم يكتفِ حكمت الهجري بالشكر، بل طالَب بفتح تحقيق دولي مستقل يكشف الحقائق حول الجرائم المرتكبة في السويداء، ويؤدي إلى إحالة المتورطين إلى المحكمة الجنائية الدولية· كما دعا إلى إرسال بعثات مراقبة دولية لضمان حماية المدنيين من الاعتداءات المستمرة·
من جانب آخر، نادى الهجري بوقف كل أشكال الدعم السياسي والعسكري لما وصفها بـ”الفصائل الإرهابية” التي تحيط بالمحافظة، محملاً الدول الضامنة مسؤولية الضغط على الحكومة السورية للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار ومنع تكرار الخروقات والاعتداءات·
السياق السياسي والاجتماعي في السويداء
محافظة السويداء الواقعة جنوب سوريا ذات الغالبية الدرزية، كانت قد شهدت في السنوات الأخيرة موجات عنف وتوترات أمنية، إذ تعرضت لمجزرة دامية أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، ما أجج مطالبات محلية ودولية بالتحقيق ومحاسبة المسؤولين·
تصريحات الهجري جاءت في وقت تتزايد فيه الدعوات للحوار الوطني السوري الشامل، وخصوصًا بعد مؤتمرات عدة مثل مؤتمر “وحدة الموقف” الذي عقد في الحسكة، والذي شارك فيه ممثلون عن مكونات متعددة في شمال وشرق سوريا، مطالبين بدستور ديمقراطي وضمان حقوق جميع المكونات السورية·
ردود الفعل على تصريحات حكمت الهجري
تلقى موقف الهجري ردود فعل متباينة داخل سوريا وخارجها، حيث اعتبر البعض تصريحاته خطوة شجاعة تفتح الباب أمام مزيد من الدعم الدولي لقضايا الأقليات السورية المتضررة· بينما رأى آخرون أن شكره لإسرائيل يمثل تجاوزًا خطيرًا في المشهد السياسي السوري، وربما يؤدي إلى مزيد من الانقسامات داخل المجتمع السوري·
في المقابل، لا تزال الحكومة السورية ترفض مثل هذه المبادرات التي يُنظر إليها على أنها محاولة لتدويل القضية السورية واستجلاب التدخلات الأجنبية، وهو ما يظهر من خلال رفضها لمؤتمرات ومبادرات عدة في الآونة الأخيرة·
توجهات مستقبلية في المشهد السوري
إن مواقف حكمت الهجري وتوجهاته تعكس التحولات المعقدة التي يشهدها المشهد السوري في ظل الصراع المستمر، والتي تتطلب بحثًا دقيقًا حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الأطراف المحلية والدولية في دعم الاستقرار وحماية المدنيين·
تظل قضية السويداء نموذجًا حياً لمعاناة العديد من المناطق السورية التي تعاني من غياب الأمن والخدمات الأساسية، ما يفرض ضرورة الاستجابة الإنسانية والسياسية المتوازنة التي تضمن حقوق جميع المكونات في سوريا·
الخلاصة
تبرز تصريحات حكمت الهجري كصوت يعبر عن ألم المظلومين في السويداء، ويطالب بموقف دولي واضح وعادل لمعالجة الجرائم التي وقعت· وبينما تثير هذه التصريحات جدلاً سياسيًا واسعًا، فإنها تؤكد مرة أخرى على ضرورة البحث عن حلول سلمية وديمقراطية تضمن حماية المدنيين وتحقيق العدالة في سوريا·
إقراء المزيد:
وزير الخارجية التركي فيدان يزور دمشق ويلتقي بالرئيس الشرع في أول زيارة رسمية منذ الإطاحة بالأسد
إحالة قضاة اللجنة القانونية العليا في السويداء لتحقيق بسبب مخالفة قانون السلطة القضائية
صلاحيات الهيئة الانتقالية وملاحقة الأسد عبر الإنتربول:؟ عبد الغني يوضح
عقوبات أميركية جديدة على كيانات وشركات إيرانية بتهم التهرب من العقوبات
عودة طوعية للاجئين السوريين من ألمانيا بعد الإطاحة بنظام الأسد
انطلاق مؤتمر وحدة الموقف في الحسكة بمشاركة الهجري وغزال غزال