“قسد” تنفذ حملة اعتقالات واسعة في الرقة والحسكة

حملة اعتقالات قسد في الرقة والحسكة

 في خطوة جديدة ضمن تصاعد التوترات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، نفذت “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” حملة اعتقالات واسعة في محافظتي الرقة والحسكة، مستهدفة عدداً من المدنيين في مناطق متفرقة، وفقًا لما أفادت به مصادر محلية.

مداهمات واعتقالات في الحسكة والرقة

وفي مدينة الحسكة، داهمت دورية تابعة لـ “قسد” مسجد تعليلة في حي المريديان أثناء صلاة التراويح، واعتقلت عدداً من المصلين دون توضيح الأسباب. كما نفذت “قسد” عمليات اعتقال في الرقة خلال ساعات الفجر، حيث استهدفت بلدة الكرامة في الريف الشرقي، واعتقلت عدداً من الأشخاص، بينهم الشيخ عبود الصايل وإسماعيل الرشاد.

وفي قرية الغسانية بريف الرقة الشرقي، اعتقلت “قسد” عدة مدنيين، بينهم أبناء موسى الإبراهيم العواد، في وقت تزامن مع عمليات مداهمة شملت سرقة محتويات المنازل. كما توسعت عمليات المداهمة شرقي الرقة بعد تنفيذ حملة أمنية في بلدة جديدة كحيط، وسط استمرار الاعتقالات التي طالت العديد من أبناء المنطقة.

حادثة في دير الزور

في ريف دير الزور الشرقي، أُصيب الشاب حمزة حمد النظامي برصاص دورية عسكرية تابعة لـ “قسد” في حي الصماعة ببلدة غرانيج، مما تسبب في حالة من الغضب بين الأهالي بسبب استمرار الانتهاكات التي تشهدها المنطقة.

تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان

في تقرير صادر عنها اليوم، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 123 حالة احتجاز تعسفي تم تسجيلها في سوريا خلال شهر شباط 2025. وبحسب التقرير، قامت الحكومة الانتقالية بـ 21 عملية اعتقال، بينما سجل التقرير 34 حالة اعتقال على يد فصائل المعارضة المسلحة / الجيش الوطني. كما وثق التقرير 68 حالة اعتقال، بينهم 6 أطفال، على يد “قسد”.

وأظهر التقرير استمرار “قسد” في تجاوزاتها في المناطق التي تسيطر عليها، حيث فاق عدد حالات الاعتقال حالات الإفراج، خصوصاً ضد المدنيين المنتقدين لممارساتها. كما تم توثيق استمرار “قسد” في تنفيذ حملات دهم واعتقال جماعية، مدعية محاربة خلايا تنظيم داعش، واستهدفت مدنيين بتهم التعامل مع قوات العشائر العربية والجيش الوطني.

انتهاكات مستمرة ضد المدنيين

رصد التقرير أيضًا استمرار “قسد” في اختطاف الأطفال لزجهم في معسكرات التجنيد الإجباري، حيث مُنعت عائلاتهم من التواصل معهم، ولم يُكشف عن مصيرهم. كما سجل حالات اعتقال ضد مدنيين بسبب انتقادهم لممارسات التنظيم أو رفعهم لعلم الثورة السورية في مناطق سيطرة “قسد”.

وأشارت الشبكة إلى أن الحكومة الانتقالية أفرجت عن 19 شخصاً من مراكز الاحتجاز التابعة لها، بينما أفرجت فصائل المعارضة المسلحة / الجيش الوطني عن قرابة 23 شخصاً، في حين أفرجت “قسد” عن 9 أشخاص فقط.

استمرار الانتهاكات

يستمر القلق في مناطق “قسد” بسبب تزايد الانتهاكات الحقوقية من اعتقالات عشوائية وتجاوزات ضد المدنيين. ما يشير إلى استمرار سيطرة هذه القوى في ظل تزايد الاحتقان الشعبي ضد ممارساتها.