سوريا الجديدة:دمج المرتبطين بالنظام المخلوع ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء
سوريا الجديدة:دمج المرتبطين بالنظام المخلوع ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء
دمج المرتبطين بالنظام المخلوع:في خطوة جديدة ضمن سياسات المصالحة الوطنية التي تتبناها الحكومة السورية، أعلنت وزارة الداخلية عن خطة لإعادة دمج المرتبطين بالنظام المخلوع في المجتمع، شرط ألا تكون أيديهم قد تلطخت بدماء السوريين· الخطوة، التي وُصفت بأنها جزء من مشروع وطني شامل لإعادة بناء النسيج الاجتماعي السوري، تأتي في إطار المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد بعد أكثر من عقد من الانقسام والعنف·
رؤية وزارة الداخلية: المصالحة قبل العقاب
المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أوضح في تصريحات نقلتها “الإخبارية السورية” عن وكالة “ريا نوفوستي” الروسية، أن الحكومة تسعى من خلال هذه المبادرة إلى إعادة دمج شريحة واسعة من السوريين الذين ارتبطوا بالنظام السابق إداريًا أو اقتصادياً ولكن لم يشاركوا في الانتهاكات أو الجرائم·
وأشار البابا إلى أن الهدف هو تحويل هؤلاء الأفراد إلى “مواطنين صالحين” يساهمون في بناء سوريا الجديدة بدلاً من أن يظلوا على هامش المجتمع أو عُرضة للاستغلال من قوى خارجية أو داخلية·
وأضاف أن هذه السياسة تأتي ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى ترميم الثقة بين الدولة والمجتمع، وتعزيز مفهوم العدالة التصالحية التي توازن بين المحاسبة والاحتواء·
التعاون الأمني والإعلامي في خدمة الاستقرار
كشف البابا عن توجهات جديدة لوزارة الداخلية في مجالات الأمن والإعلام والتعاون الإقليمي. مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على تطوير آليات حديثة لمكافحة التضليل الإعلامي. خاصة بعد أن أظهرت التحقيقات وجود عشرات الآلاف من الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي تنشر أخباراً مضللة تستهدف الداخل السوري.
وأوضح أن هذا النشاط يأتي ضمن حملات منظمة تهدف إلى زعزعة الثقة بالمؤسسات الرسمية. مؤكدًا أن الوزارة تتعامل مع هذه التهديدات بأساليب تجمع بين الوعي الإعلامي والرد المهني، وليس فقط بالطرق الأمنية التقليدية.
دور روسي متجدد في قطاعي الأمن والشرطة
وفي سياق متصل، أشار المتحدث باسم الداخلية السورية إلى أن روسيا قد تلعب دوراً محورياً في تطوير قطاعي الأمن والشرطة في سوريا.
وأوضح أن التعاون الأمني بين البلدين يتم في إطار اتفاقيات مشتركة عند وجود تهديدات متقاطعة. لافتاً إلى أن تبادل المعلومات والخبرات أصبح أمراً أساسياً لضمان استقرار سوريا والمنطقة.
وتأتي هذه التصريحات بعد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو ولقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين. حيث ناقش الجانبان ملفات متعددة، من بينها الوجود العسكري الروسي في سوريا ومستقبل الشركات الروسية العاملة في السوق السورية.
المصالحة الوطنية كركيزة للمرحلة الانتقالية
يؤكد مراقبون أن خطة دمج المرتبطين بالنظام السابق تمثل اختباراً حقيقياً لسياسات الحكومة الجديدة في التعامل مع إرث الماضي.
فبينما يطالب جزء من الشارع السوري بالعدالة الكاملة والمحاسبة. يرى آخرون أن الاستقرار الدائم لا يتحقق إلا عبر المصالحة الشاملة التي تفتح الباب أمام الجميع للمشاركة في بناء الدولة الجديدة.
ويعتبر كثير من الخبراء أن هذا التوجه يعكس تحولاً في الفكر السياسي الرسمي، إذ باتت دمشق تدرك أن تجاوز الماضي لا يكون بالإقصاء. بل باحتواء الفئات التي لم تتورط بالدماء أو الفساد الكبير، ومنحها فرصة لتكون جزءاً من مشروع وطني جامع.
التحديات أمام تطبيق سياسة الدمج
ورغم الترحيب الداخلي والدولي المبدئي بهذه الخطوة، إلا أن التطبيق العملي لهذه السياسة يواجه تحديات كبيرة، أبرزها:
وضع معايير دقيقة لتحديد المسؤولية الفردية، والتمييز بين من شارك فعلياً في الجرائم ومن كان مجرد موظف أو تابع إداري·
ضمان الشفافية في إجراءات العفو والمراجعة، لتجنب استغلال هذه السياسة من قبل شخصيات فاسدة أو نافذة·
تهيئة بيئة اجتماعية تقبل فكرة الاندماج والمصالحة بعد سنوات من الانقسام والحروب النفسية والإعلامية·
ويرى محللون أن نجاح هذه الخطة يعتمد على قدرة الحكومة في إقناع الشارع السوري بأنها تسعى إلى العدالة لا الانتقام، وإلى البناء لا التصفيات·
نحو مجتمع متصالح ومستقر
دمج المرتبطين بالنظام المخلوع:إن سياسة دمج المرتبطين بالنظام السابق ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء تمثل جزءاً من مشروع المصالحة الوطنية الكبرى التي أعلن عنها الرئيس أحمد الشرع منذ توليه الحكم·
فالهدف الأعمق من هذه الخطوة ليس فقط إعادة الأفراد إلى الحياة المدنية، بل إعادة بناء الهوية الوطنية السورية على أسس جديدة تقوم على المواطنة والمساواة واحترام القانون·
وبينما تستعد دمشق لمرحلة سياسية واقتصادية جديدة، تبدو هذه المبادرة إشارة واضحة إلى رغبة القيادة السورية في طي صفحة الماضي، وفتح باب المشاركة أمام الجميع لبناء دولة متصالحة مع نفسها ومع العالم·
إقراء المزيد:
الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟
الدفاع المدني ينهي إزالة الأنقاض في 16 حيًا بحلب الشرقية
وزارة الدفاع التركية تنفي الشائعات: حول إشراك السوريين في الجيش
الاحتلال الناعم في القنيطرة: إسرائيل في محاولة لعزل الجنوب السوري
الوجود العسكري الأميركي في دمشق:قاعدة جوية بدمشق ضمن ترتيبات أمنية
اتفاقية توءمة بين تدمر وبيستوم لتعزيز التعاون الثقافي والسياحي



