
زيارة مرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى البحرين
زيارة مرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى البحرين: أعلن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية العربية السورية أن الرئيس أحمد الشرع يستعد لإجراء زيارة رسمية إلى مملكة البحرين، ضمن جولة دبلوماسية تعكس سياسة الانفتاح الجديدة التي تنتهجها دمشق منذ تولي الشرع الحكم.
ويأتي هذا الإعلان بعد أيام قليلة من الزيارة اللافتة التي أجراها الرئيس الشرع إلى فرنسا، والتي تعد أول زيارة لرئيس سوري إلى دولة غربية منذ أكثر من عقد. وقد استُقبل الشرع في قصر الإليزيه من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسط ترحيب من الجالية السورية المقيمة في فرنسا.
تحول دبلوماسي
وفي أعقاب الزيارة الفرنسية، صرّح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بأن زيارة باريس شكّلت “نقطة تحول” في ملف رفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، إضافة إلى دفع جهود تعزيز الأمن الإقليمي وخلق بيئة مشجعة للاستثمار في الشرق الأوسط.
وقال الشيباني في تغريدة على حسابه الرسمي على منصة “إكس” إن “نجاح الزيارة لم يقتصر على الجوانب السياسية، بل أظهر رغبة سوريا الجدية في بناء علاقات دولية متينة تقوم على التعاون المشترك والاحترام المتبادل“.
الاعتراف بالمرحلة السابقة
من جانبه، عبّر الرئيس السوري أحمد الشرع خلال لقائه مع ماكرون عن تقديره للشعب الفرنسي على استضافة اللاجئين السوريين خلال سنوات الحرب، مشيراً إلى أن اسم سوريا ارتبط خلال العقود الماضية بالحرب والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية، نتيجة ممارسات النظام السابق.
وأكد الشرع أن الشعب السوري لم يتخلّ عن إنسانيته رغم كل ما مرّ به، وأنه اليوم عازم على إعادة بناء الدولة على أسس العدالة والشفافية والمواطنة. وأشار إلى أن “سلامة السوريين في الداخل والخارج ستبقى أولوية قصوى”.
انفتاح ومساءلة
وشدد الشرع على أن الحكومة السورية الجديدة منفتحة على التحقيق في الجرائم الطائفية التي ارتكبت في عهد النظام السابق، وأبدى استعداد دمشق للتعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن تدمير المخزون الكيماوي المتبقي، مؤكداً أن “سوريا اليوم شريك جاد في جهود مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات في المنطقة”.
كما ناقش الشرع مع الجانب الفرنسي ملف إعادة الإعمار، مشيراً إلى جهود الحكومة السورية لاستيعاب مرحلة ما بعد الاستبداد، والتوجّه نحو بناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية.
ما المنتظر من زيارة البحرين؟
زيارة الرئيس الشرع إلى مملكة البحرين، وفق مصادر دبلوماسية، ستتناول ملفات سياسية واقتصادية عدة، أبرزها التعاون الثنائي في مجالات الطاقة، البنية التحتية، والتبادل التجاري، إضافة إلى بحث سبل دعم الأمن الإقليمي واستقرار دول الخليج.
ومن المتوقع أن تثمر هذه الزيارة عن تعزيز العلاقات السورية – الخليجية بعد سنوات طويلة من القطيعة، خصوصاً في ظل التغيرات الإقليمية المتسارعة ومحاولات إعادة دمج سوريا في النظام العربي والدولي.