أخبار سياسية

سوريا أمام مجلس الأمن: رسائل التحول والعدالة من الشيباني إلى العالم

سوريا أمام مجلس الأمن: في جلسة استثنائية لمجلس الأمن الدولي عُقدت يوم الخميس 25 نيسان 2025، ألقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني كلمة وُصفت بأنها الأوضح والأكثر تعبيراً منذ سقوط نظام الأسد. لم تقتصر الجلسة على طابعها الدبلوماسي، بل جاءت محمّلة برسائل سياسية وإنسانية تعكس التغيرات العميقة التي تشهدها سوريا في مرحلتها الجديدة.

رفع العلم السوري الجديد.. لحظة رمزية

استهل الشيباني كلمته بالتعبير عن اعتزازه برفع العلم السوري الجديد أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قائلاً: “هذا العلم يمثل رمزًا للتغيير بعد سنوات من الألم والضحايا”. لحظة رأى فيها مراقبون تجسيدًا لمرحلة انتقالية تودّع الاستبداد وتفتح باب الأمل.

من الانغلاق إلى الانفتاح الدولي

أكد الوزير أن الحكومة السورية سمحت، ولأول مرة، للمنظمات الدولية الكبرى بالدخول والعمل على الأرض، بعد أن كانت محجوبة خلال فترة حكم النظام السابق. خطوة أظهرت التزام السلطات الجديدة بالشفافية والتعاون الدولي، لا سيما في ملفات حقوق الإنسان والمساعدات.

إعلان مرتقب: هيئتان جديدتان للعدالة

كشف الشيباني عن نية الحكومة الإعلان قريبًا عن “هيئة للعدالة الانتقالية” وأخرى للمفقودين، في إشارة واضحة إلى السعي لطي صفحة الانتهاكات ومحاسبة المتورطين، مع إعطاء الأولوية لكشف مصير آلاف المختفين قسرًا.

توحيد الفصائل ووقف الفوضى العسكرية

قال الشيباني إن حكومته أنهت حقبة “الفصائلية”، موضحًا أن الفصائل العسكرية توحّدت تحت قيادة مركزية، ما يُنهي حالة التشرذم المسلح التي ميزت السنوات الماضية، ويؤسس لقوات أمن موحدة تنتمي للدولة لا للولاءات.

التحول من القصف إلى الزهور

في خطابٍ لا يخلو من الرمزية، قال الوزير: “الطائرات في سوريا أصبحت تلقي الزهور بدلاً من البراميل المتفجرة”، مشددًا على أن البلاد لم تعد ساحة للصراعات بل موطنًا للسلام والعودة.

عودة اللاجئين.. وفتح صفحة التنوع

أشار الوزير إلى بدء عودة اللاجئين السوريين من مختلف الدول، بمن فيهم بعض اليهود السوريين الذين زاروا معابدهم للمرة الأولى منذ عقود. كما شدد على أن سوريا بلد متعدد ومتنوع، لكنها ليست مقسّمة طائفيًا.

الدعوة لرفع العقوبات

في نداء واضح للمجتمع الدولي، طالب الشيباني برفع العقوبات المفروضة على سوريا، معتبرًا أنها تُعيق تدفق رؤوس الأموال وتمنع إنعاش الاقتصاد، رغم جهود الحكومة في مكافحة الفساد والإرهاب والمخدرات.

الموقف من إسرائيل.. ثابت لم يتغير

رغم التحولات السياسية، حافظ الوزير على الموقف التقليدي من إسرائيل، مندّدًا بـ”الاعتداءات المتكررة”، وواصفًا إياها بأنها تهديد مباشر للاستقرار في المنطقة.

رؤية جديدة لسوريا

كلمة الشيباني أمام مجلس الأمن كانت أكثر من مجرد خطاب دبلوماسي، بل مثّلت بيانًا سياسيًا لسوريا ما بعد الأسد. دولة تسعى إلى السلام، العدالة، الانفتاح، والمصالحة، مع الحفاظ على سيادتها وموقعها الإقليمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى