الرئيس الشرع من الرياض: العالم يستطيع الاستفادة من سوريا كممر تجاري
الرئيس الشرع من الرياض: العالم يستطيع الاستفادة من سوريا كممر تجاري
سوريا كممر تجاري:في خطوة تعكس عودة سوريا إلى المشهد الإقليمي والدولي بثقة متزايدة. شارك الرئيس السوري أحمد الشرع في جلسة حوارية ضمن فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 في العاصمة السعودية الرياض. حيث أكد أن سوريا يمكن أن تكون ممرًا تجاريًا حيويًا للعالم، وبوابة اقتصادية تربط بين الشرق والغرب في مرحلة تتسم بعدم الاستقرار في سلاسل الإمداد العالمية·
سوريا: ركيزة الاستقرار في المنطقة
في كلمته أمام المشاركين، شدّد الرئيس الشرع على أن الاقتصاد الإقليمي لا يمكن أن ينفصل عن الأمن الاستراتيجي للمنطقة. معتبرًا أن سوريا تمثل ركيزة أساسية في هذا التوازن· وقال إن “العالم جرّب على مدى أكثر من عقدٍ كاملٍ أن تكون سوريا مضطربة ومصدّرة للمخدرات. فكانت النتيجة تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي، ومخاطر أمنية واقتصادية امتدت إلى جيرانها والعالم بأسره”.
وأشار إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن انهيار سوريا أو تهميشها لا يخدم أحدًا. بل يخلق فراغًا جيوسياسيًا خطيرًا استغلّته أطراف مختلفة لإثارة الأزمات وتغذية الصراعات في الشرق الأوسط· وأضاف أن استقرار سوريا اليوم ليس مصلحة محلية فقط، بل ضرورة استراتيجية للعالم أجمع·
سوريا كممر تجاري عالمي
توقف الشرع مطولًا عند البعد الاقتصادي لكلمة “الاستقرار”، موضحًا أن سوريا تمتلك موقعًا جغرافيًا فريدًا يجعلها صلة وصلٍ طبيعية بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، فهي تشكّل محورًا رئيسيًا في “طريق الحرير” التاريخي الذي ربط حضارات الشرق بالغرب لقرون طويلة·
وقال إن “سوريا بوضعها الجغرافي والاقتصادي يمكن أن تصبح ممرًا عالميًا لتجارة البضائع والطاقة والخدمات اللوجستية، في وقتٍ تتعرض فيه طرق التجارة العالمية التقليدية لهزّات متكررة”، مشيرًا إلى أن الأزمات في البحر الأحمر وأوكرانيا ومضيق تايوان جعلت العالم يبحث عن ممرات آمنة ومستقرة، وسوريا مؤهلة لتكون أحدها·
وأضاف الرئيس السوري أن اقتصاد بلاده يتميز بالتنوّع، ولا يعتمد على قطاع واحد، إذ تمتلك سوريا موارد طبيعية وزراعية وصناعية وسياحية قادرة على دعم مشاريع استثمارية ضخمة إذا توفرت بيئة سياسية واقتصادية مستقرة·
السعودية·· شريك في التنمية الإقليمية
وفي إشارة ذات دلالات سياسية واقتصادية عميقة، أشاد الرئيس الشرع بالدور السعودي قائلاً:
“المملكة العربية السعودية تشكل اليوم محورًا رئيسيًا في المنطقة. ورؤيتها الاقتصادية الطموحة التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جعلت منها قبلةً للمستثمرين والاقتصاديين”.
وأكد أن اختياره للسعودية كأول وجهة خارجية بعد تولّيه منصبه لم يكن مصادفة. بل يعكس إدراك دمشق لأهمية الدور السعودي في دعم الاستقرار والتنمية الإقليمية. مشيرًا إلى أن العلاقات السورية-السعودية شهدت خلال الأشهر الأخيرة “نقلة نوعية” أعادت سوريا إلى دائرة التعاون الإقليمي·
عودة سوريا إلى موقعها العالمي
وتحدث الرئيس السوري عن التحولات الكبرى التي شهدتها بلاده خلال الأشهر العشرة الماضية. مشيرًا إلى أن سوريا “انفتحت مجددًا على العالم وبدأت صفحة جديدة من العلاقات الدولية”.
وأوضح أن بلاده أجرت إصلاحات تشريعية واقتصادية شاملة، منها تعديل قوانين الاستثمار لتصبح “من الأفضل في المنطقة والعالم”، ما جذب استثمارات بلغت قيمتها نحو 28 مليار دولار خلال نصف عام فقط·
وأكد الشرع أن سوريا دخلت مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي، حيث تم توقيع اتفاقيات وشراكات مع دول عربية وإقليمية عديدة، أبرزها السعودية وقطر والإمارات وتركيا والبحرين والأردن، إضافة إلى شركات أمريكية بدأت بالفعل تنفيذ استثمارات في مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل·
البناء عبر الاستثمار لا المساعدات
أوضح الشرع أن إعادة بناء سوريا لن تقوم على المساعدات الإنسانية أو المعونات الدولية. بل على الاستثمار المنتج والشراكات الاقتصادية الحقيقية·
وقال: “الرهان الأكبر اليوم هو على الشعب السوري، الذي صمد رغم الأزمات، وعلى إرادة السوريين في النهوض من جديد. نريد أن نبني سوريا بسواعدنا وبالمستثمرين الذين يثقون بقدراتنا، لا عبر المساعدات التي تنتهي دون أثر دائم”.
وأكد أن الحكومة السورية تعمل على توفير ضمانات قانونية قوية للمستثمرين، وضمان بيئة آمنة ومشجعة للأعمال، في إطار ما وصفه بـ”فرصة تاريخية غير مسبوقة” لإعادة بناء سوريا كمركز اقتصادي وتجاري حيوي في الشرق الأوسط·
سوريا في خريطة الاقتصاد الإقليمي
أبرز ما لفت إليه الرئيس السوري في كلمته هو تأكيده أن بلاده تسعى لتكامل اقتصادي إقليمي مع دول المنطقة. قائلًا: “لا يمكن لأي دولة أن تعيش بمعزل عن غيرها· التكامل بيننا هو الضمان الحقيقي لمستقبلٍ مستقر ومزدهر”.
وأشار إلى أن هذا التكامل يشمل شبكات الطاقة والنقل والاتصالات والبنى التحتية المشتركة، بما يخلق اقتصادًا متوازنًا ومتصلًا بين المشرق والخليج وشرق المتوسط·
نظرة استراتيجية للمستقبل
في ختام حديثه، عبّر الرئيس أحمد الشرع عن رؤيته الشخصية لمستقبل سوريا. مؤكدًا عزمه على قيادة مرحلة جديدة من التنمية الشاملة. وقال:
“مستعد أن أقدّم ما تبقى من عمري لأرى سوريا ناهضة قوية. وكل محبّيها عازمون على بنائها من جديد· سوريا ستكون في مصاف الدول الكبرى اقتصاديًا خلال سنوات قليلة”.
وأضاف أن سوريا تعمل على تحقيق توازن اقتصادي وسياسي على المستويين الإقليمي والدولي. بما يعيد إليها مكانتها التاريخية بوصفها بوابة الشرق ومركزًا للتجارة والثقافة والحضارة·
خلاصة
سوريا كممر تجاري:تمثل تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع في مؤتمر الاستثمار بالرياض إشارة قوية إلى تحوّل سوريا من مرحلة التعافي إلى مرحلة إعادة التمركز الإقليمي. فبينما كانت البلاد لعقود ساحة نزاعات وتحديات، تسعى اليوم لتصبح ممرًا تجاريًا واستثماريًا عالميًا.
وبينما تتجه الأنظار إلى مشاريع إعادة الإعمار والتكامل الاقتصادي بين دول المنطقة. يبدو أن الرهان السوري الجديد يقوم على الاقتصاد لا السياسة. وعلى الشراكة لا العزلة، في محاولة لإعادة تعريف دور سوريا في خريطة الشرق الأوسط والعالم·
إقراء المزيد:
دوام طلاب فرع السويداء جامعة دمشق:الدراسة في دمشق ودرعا والقنيطرة 2025
إعادة الأملاك إلى أصحابها:أكثر من 500 عقار·· لجنة رد الحقوق في عفرين
إلغاء عقوبات قيصر على سوريا: ضغوط ترمب وإصرار إسرائيل 2025
الدفاع التركية: التعاون مع سوريا مستمر لتعزيز قدراتها الدفاعية والأمنية



