أخبار سياسية

لقاء سوري عراقي في دمشق: دعم متبادل وتنسيق أمني في مواجهة الإرهاب

لقاء سوري عراقي في دمشق:استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الإثنين، عزت الشابندر، المبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، في لقاء يُعدّ امتداداً لسلسلة من التحركات الدبلوماسية بين الجانبين، بهدف تعزيز التعاون الثنائي ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وعلى رأسها خطر تنظيم “داعش”.


زيارة تؤكد التنسيق الإقليمي

يمثل هذا اللقاء خطوة جديدة في مسار العلاقات بين بغداد ودمشق، لا سيما بعد اللقاء الذي جمع السوداني بأمير دولة قطر والرئيس الشرع في الدوحة منتصف نيسان الماضي، حيث تم التأكيد على أهمية دعم الاستقرار الإقليمي، خصوصاً في ظل التغيرات الجيوسياسية التي تشهدها سوريا بعد سقوط النظام السابق.

وتأتي هذه اللقاءات في وقت يتعاظم فيه الدور العراقي كجسر سياسي وأمني بين دول المنطقة، وخصوصاً في الملف السوري، الذي بات يشهد انفتاحاً متزايداً من دول الجوار العربي.


العراق: نراقب عن كثب التطورات في سوريا

وأكد المبعوث العراقي، وفق مصادر رسمية، أن بغداد تتابع عن كثب تطورات الوضع في سوريا، بما في ذلك التواجد العسكري الإسرائيلي على الأراضي السورية، في إشارة واضحة إلى قلق العراق من التصعيد الإقليمي، وتأثيره المحتمل على أمنه الداخلي وحدوده الغربية.

وشدّد المسؤول العراقي على أن الحفاظ على السيادة السورية ووحدة أراضيها يُعد من الثوابت في السياسة العراقية، داعياً إلى دعم العملية السياسية في البلاد بشكل متوازن يراعي التعددية الدينية والعرقية والاجتماعية.


دعوة لتفعيل خطوات مكافحة “داعش”

في جانب آخر من اللقاء، شدد الجانب العراقي على ضرورة أن تقوم الحكومة السورية الجديدة بـ خطوات عملية وجادة لمكافحة الإرهاب، وخاصة في المناطق الحدودية التي ما تزال تشهد نشاطاً محدوداً لخلايا تنظيم داعش.

وأشار المبعوث الخاص إلى أن تقدم دمشق في هذا الملف سيسهم في تعزيز التعاون الثنائي، ويُمهّد الطريق لعلاقات أمنية واقتصادية متينة، تنعكس إيجاباً على الأمن في كل من العراق وسوريا.


نحو آلية تعاون إقليمي

وأكد السوداني، عبر مبعوثه، أن التقدّم في ملفات الأمن، ومحاربة الإرهاب، والتعاون السياسي يمكن أن يُشكل حجر الأساس لبناء آليات شراكة استراتيجية بين العراق وسوريا، تُساهم في دعم استقرار المنطقة ومواجهة التحديات المشتركة، من التطرف إلى تهريب السلاح والمخدرات.

وتأتي هذه التصريحات في ظل تقارير عن تحركات مشتركة بين القوات العراقية والسورية في بعض المناطق الحدودية، برعاية التحالف الدولي، لمنع عودة التنظيمات الإرهابية إلى المناطق التي تمت استعادتها سابقاً.


سوريا الجديدة.. محور تعاون إقليمي؟

يمثل اللقاء بين الرئيس الشرع والمبعوث العراقي مؤشراً جديداً على أن سوريا بدأت تستعيد دورها الدبلوماسي في محيطها العربي، بعد سنوات من العزلة والعقوبات. وقد أصبحت العراق وقطر والأردن وتركيا أطرافاً فاعلة في صياغة التوازنات الجديدة في المنطقة، ضمن رؤية تقوم على الأمن المشترك والتنمية الاقتصادية.

ومع الحديث عن رفع العقوبات الأميركية المرتقب، وعودة شركات عربية للاستثمار في سوريا، يبدو أن اللقاءات السياسية المتكررة ليست مجرد مجاملات بروتوكولية، بل تمهيد لتحالفات عملية.


ختامًا: شراكة حذرة وتحديات واقعية

ورغم التفاؤل الظاهر، تبقى ملفات حساسة عالقة بين البلدين، مثل تنظيم حركة اللاجئين، ومكافحة التهريب، وضبط الحدود الطويلة والمعقّدة. لكن الأكيد هو أن دمشق وبغداد تبدوان اليوم أكثر استعداداً لتفعيل التعاون، خاصة بعد أن أعادت سوريا رسم موقعها الإقليمي في ظل نظام سياسي جديد يسعى للانفتاح والبناء.

إقراء المزيد:

الرئيس السوري أحمد الشرع: يصدر مرسوم منحة عيد الأضحى في سوريا 2025

أردوغان و محمد بن سلمان خلال اتصال يشيد برفع العقوبات عن سوريا : “خطوة إيجابية في طريق الاستقرار”

دمشق تحتفل بعيد الأضحى الأول بعد الأسد: بالونات حقيقية ومطاعم محجوزة وحريّات تعود

في لقاء مع سيدات سوريا.. الشرع: المرأة روح الثورة وعماد إعادة البناء

المبعوث الأميركي يرحب بفتوى مجلس الإفتاء السوري: خطوة مهمة نحو بناء سوريا جديدة

زيارة الرئيس الشرع إلى درعا في أول أيام عيد الأضحى المبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى