أخبار سياسية

لقاء مرتقب بين لافروف والشيباني في موسكو: مرحلة جديدة في العلاقات الروسية السورية

لقاء مرتقب بين لافروف والشيباني في موسكو: تتجه الأنظار إلى العاصمة الروسية موسكو غداً الخميس، حيث من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره السوري أسعد الشيباني، في أول زيارة رسمية من نوعها منذ تسلُّم الإدارة السورية الجديدة لمقاليد الحكم في البلاد·

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن الاجتماع سيبحث “قضايا راهنة على المستويين الإقليمي والدولي”، دون الكشف عن تفاصيل إضافية· كما أشارت وكالة “تاس” الروسية إلى أن اللقاء يأتي في إطار تعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي بين البلدين·

خطوة نحو ترسيخ العلاقات الثنائية

زيارة الشيباني إلى موسكو تمثل استجابة لدعوة وجّهها لافروف في أيار الماضي، على هامش اجتماع ثلاثي جمع وزراء خارجية روسيا وتركيا وسوريا، برعاية تركية· وقال لافروف آنذاك إن الشيباني تلقى دعوة رسمية لزيارة روسيا، في إشارة واضحة إلى رغبة موسكو في الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع دمشق، رغم التغيير السياسي الذي شهدته البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد·

روسيا تبحث عن تثبيت نفوذها

تأتي هذه الزيارة في ظل استمرار روسيا بمحاولة إعادة ترتيب أوراقها في سوريا، بعد أن كانت الداعم الأول للنظام السابق عبر تدخلات عسكرية وسياسية حاسمة· ومنذ الإطاحة بالأسد في كانون الأول 2024، بدأت موسكو بجولات دبلوماسية مكثفة مع الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، لضمان استمرار وجودها في قواعدها الاستراتيجية بطرطوس واللاذقية، وكذلك في ملفات الطاقة وإعادة الإعمار·

وقد أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً بالرئيس السوري أحمد الشرع فور تسلّمه المنصب، وأكد على أهمية استمرار العلاقات الثنائية، وضرورة احترام المصالح الروسية في سوريا· كما زار نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف دمشق، والتقى عدداً من كبار المسؤولين الجدد في الحكومة·

تحول في التوازنات السياسية

اللقاء المرتقب بين لافروف والشيباني قد يكون مؤشراً إلى تحوّل في توازنات العلاقات الدولية بالنسبة لسوريا· فبينما لا تزال روسيا تحاول الإبقاء على حضورها، تسعى الإدارة السورية الجديدة إلى توسيع شراكاتها الإقليمية والدولية، بما في ذلك الانفتاح على دول عربية وأوروبية لعبت دوراً في المرحلة الانتقالية·

وتؤكد تصريحات المسؤولين السوريين الجدد أن العلاقة مع روسيا يجب أن تُبنى على أسس “التعاون المتبادل والاحترام المتكافئ”، بعيداً عن سياسة التبعية التي اتبعها النظام السابق، وهو ما يضع موسكو أمام تحدٍّ دبلوماسي كبير للحفاظ على نفوذها دون أن تصطدم بتطلعات دمشق الجديدة·

آفاق المرحلة القادمة

من المتوقع أن يبحث الوزيران خلال اللقاء ملفات تتعلق بالتعاون الاقتصادي، والتنسيق الأمني، ومصير الاتفاقيات العسكرية السابقة، إضافة إلى دور روسيا في جهود إعادة الإعمار وعودة اللاجئين· كما يتوقع أن يتطرقا إلى تطورات الموقف الإقليمي، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، والتي قد تُلقي بظلالها على الداخل السوري·

ويبقى اللقاء اختباراً حقيقياً لطبيعة العلاقة بين دمشق وموسكو بعد التحول السياسي الكبير في سوريا، كما أنه يعكس رغبة الطرفين في الحفاظ على الحد الأدنى من التنسيق في ملفات شائكة قد تعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة·

 

إقراء المزيد:

وزارة الداخلية السورية تنفي حصار السويداء وتصفه بـ”الكذب والتضليل”

الخارجية السورية تدعو لتدخل إنساني عاجل في السويداء وسط تدهور الأوضاع

ملك الأردن:دعم الأردن لسوريا واستقرار المنطقة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى